ثقافة وفن

«معرض التخرج»… مشاريع تحمل روح الشباب وشغفهم في التشكيل

| سارة سلامة

افتتح في صالة الشعب معرض مشاريع خريجي قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة، المعرض نظمه اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، مدارس متعددة قدمها الطلاب ورؤى مختلفة نظمها كل بأسلوبه تعبر عن قضايا مجتمعية وحالات نفسية وصراعات تحاكي كلاً منا.

اليوم يزدهي الطلاب في معرضهم الأول مغمورين بالأمل ويسكنهم الشغف ليصنعوا حلماً لطالما بذلوا من أجله الصعاب.

تنوّع المواضيع

وقال رئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة الدكتور سائد سلوم: إن «مشاريع تخرّج الطلاب هي باكورة أعمالهم التي تفتح المجال أمام تفكير الطالب وتطرح تساؤلاً حول كيفية بدء الحياة العملية، معتبراً أنها النقطة الأهم لاستقبال التشكيلي المواضيع بشكل شخصي ويتفاعل معها ويعاملها حسياً وعقلياً للوصول إلى عمل فني يحمل الأكاديمية وبصمة الفنان الخاصة، ما ينعكس إيجاباً على تنوّع المواضيع».

فرصة حقيقية

وبين أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم أنه: «في ظل الظروف القاسية التي مرّ بها الطلاب خاصة الكورونا مهم جداً أن يحتفى بأعمالهم من خلال معرض أقامته وزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين ونعمل دائماً على موضوع افتتاح الصالات الجديدة ولكن اليوم المعرض له خصوصية لأنه يدعم هؤلاء الشباب الخريجين وهم بحاجة إلى فرصة حقيقية كي يقدموا موهبتهم ويعبروا عن شغفهم، وتميزت الأعمال كلها في هذا المعرض، واضح أن هناك مواهب جميلة وأسلوباً راقياً نقول لهم إن هناك مستقبلاً جميلاً ينتظرهم وأننا معهم وسنبقى داعمين لهم».

يعطينا الأمان

وعلى هامش المعرض التقينا عدداً من الطلاب المشاركين والبداية كانت مع علي مجر الذي قال عن المعرض: «هو بادرة مهمة تحدث كل عام للخريجين حتى تتعرف الناس على أعمالهم ويضعوا بصمتهم في الساحة التشكيلية، وهذا العام هناك شيء مختلف لأن الكلية كانت هي الراعية للمعرض، وعن فكرة مشاركتي فهي بالبداية كانت أننا نحاول البحث عن مكان يعطينا الأمان والاستقرار المستمر. وعبرت عن ذلك من خلال تشكيل الحالة والإحساس بالأمان والروحانية، والمعرض اليوم مهم وله جمهور مختلف عن جمهور الكلية، وبهذا المجال لا نستطيع أن نتوقع ما سيحدث لاحقا لكن في النهاية أحلم أنني لا أحتاج للحظة لأبعد عن هذا المكان ولو اشتغلت شغلاً آخر، لكن الرسم عندي كطفل أحتاج لأنميه باستمرار ويشغلني في كافة مراحل حياتي».

بصمات خاصة

بينما قالت الطالبة رنيم زرزر إن: «المعرض في الأساس هو فعلياً خطوة أولى لنا حتى نبين بالساحة الفنية كفنانين تشكيليين، وهو المعرض الأول لنا عملناه، وتنبع أهميته في مساعدتنا كي ننهض بشغلنا الخاص وتتعرف علينا الناس، وفي الحقيقة الأعمال التي قدمناها اليوم أغلبها أكاديمية مع بصمتنا الخاصة، ومن الممكن بالمعارض القادمة أن يكون هناك بصمات خاصة واضحة تعبر عن كل شخص فينا، وفكرة مشاركتي هي بالأساس عن الدهر وكبار السن وعن وجعهم».

مشهد من الذاكرة

فيما قالت شيرين حسين إن: «هذه المشاركة الأولى لنا بعد التخرج وهي مهمة جداً وتساعدنا كشباب كي نكون موجودين ونحقق اسماً وبصمة خاصة بنا، وفكرتي تعبر عن مشهد من الذاكرة ليس مشهداً واحداً كل منها يربطنا بشيء».

ومن جهتها بينت سولير أبو ضاهر أن: «المعرض مهم ويجب أن تتكثف المعارض التي تعنى بالشباب، وكل منا اليوم يشتغل شيئاً جديداً ومتنوعاً، ومشاركتي تعبر عن حالة نفسية عن الظروف التي تؤثر علينا بداية من الخارج، طبعا مع الزمن هذه الحالة تؤثر فينا تدريجياً للعمق».

ويستمر المعرض لغاية الـ15 من الشهر الحالي، في صالة الشعب ليكون شاهداً على تخرج باقة جديدة من الطلاب الذين صنعوا بتجاربهم المستحيل وتحدوا الظروف القاسية ليكونوا اليوم فنانين لهم بصمتهم في عالم التشكيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن