رياضة

مهمة ثقيلة

| غسان شمه

غادة شعاع قامة رياضية لا تحتاج إلى تقديم أو تعريف، وقد أحسن الاتحاد الرياضي العام مؤخراً، بعقد اتفاقية مع نجمتنا العالمية للاستفادة من خبرتها الكبيرة والمهمة لكي تعمل « على تشكيل لجان تخصصية مهمتها الكشف عن المواهب بمختلف الألعاب وصقلها ضمن برامج تدريبية حديثة بالتنسيق مع اتحادات الألعاب المعنية».

نقول وإن جاء الأمر متأخراً، وهو أمر تتحمله إدارات سابقة، لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي.. ولكن هذه الخطوة المهمة نرى أنها خطوة أولى، اليوم، باتجاه عمل كبير جداً بكل المقاييس، وهو عمل يترتب عليه الكثير من التخطيط والترتيب وتوفير المستلزمات المطلوبة للقيام بهذا المستوى من العمل الذي نطمح إليه جميعاً.

وأول إشارة مهمة وأساسية تدل على حجم المسؤولية وثقلها لتحقيق الغاية المرجوة، يمكن أن نتلمسها في إشارة لغادة شعاع حين أكدت أن المرحلة القادمة تتطلب «عملاً مكثفاً وتتطلب وجود الكوادر المؤهلة على جميع المستويات».

هذه الإشارة شديدة الدلالة على واقع الحال الذي تعاني منه الألعاب الرياضية بمختلف أنواعها، وبالتالي حين نتحدث عما يلي كشف المواهب من الطبيعي أن نصطدم بواقع يشير إلى ضعف، يعرفه الجميع، على مستوى الكوادر المؤهلة للقيام بهذه المهمة، الأمر الذي يجعل مهمة الاتحاد الرياضي، إزاء ذلك، مضاعفة ومركبة في الوقت نفسه، من أجل المضي بالطريق السليم لتحقيق الهدف المنشود.. وهنا من الطبيعي أن يكون السؤال الأساسي حول الإمكانات المادية المطلوبة، وهل بالإمكان توفيرها بما يقوم ويخدم مجمل الخطة البعيدة المدى التي يجب أن تكون حاضرة مسبقاً؟.. وهل هناك دراسة أو دراسات تم تحضيرها، أو يتم تحضيرها، في إطار رؤية متكاملة يشترك بها جميع الجهات المعنية والاتحادات المقصودة، بشكل أساسي، من أجل انطلاقة تستند إلى أسس قوية وعملية؟

نثق بالنيات الطيبة والآمال الحقيقية، لدى القائمين على الاتحاد الرياضي، والاتحادات المعنية، وندرك أنها تنطلق من رغبة عميقة نحو نهضة رياضية واسعة وفي مختلف المجالات، وهذه النيات جيدة، ولكن ينبغي أن تحاط بكل ما تتطلبه هذه الاتفاقية المهمة في شكلها ومضمونها، وأن تكون الجهود متوافقة، بمختلف المستويات، من أجل الهدف الكبير والجليل الذي قاد إليها.

النيات والآمال تبدو لنا ذات سقف عال على المستوى النظري، والأهم ما سيحدث من خطوات عملية في قادم الأيام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن