سورية

مع الحديث عن قرب افتتاحه … الاحتلال التركي ينشئ نقطة عسكرية قرب «أبو الزندين»

| وكالات

بالتزامن مع الحديث عن قرب افتتاحه كأولى ثمار مساعي النظام التركي للتقارب مع دمشق، أنشأت قوات الاحتلال التركي نقطة عسكرية مصغّرة على مسافة قريبة من ممر «أبو الزندين» الفاصل بين مناطق سيطرة الدولة السورية، ومناطق سيطرة تلك القوات ومرتزقتها جنوب شرق مدينة الباب المحتلة بريف حلب الشرقي.

ونقل موقع «أثر برس» الإلكتروني أمس، عن مصادر في شمال شرق حلب، تأكيدها، أن قوات الاحتلال التركي أنشأت فجر الإثنين، نقطة عسكرية مصغّرة «مفرزة» تحوي عدداً من الجنود ومزودة بأجهزة رصد ومراقبة، على مسافة قريبة من ممر «أبو الزندين».

وأوضحت المصادر، أن قواaت الاحتلال التركي منعت أياً من مسلحي مرتزقتها المنتشرين في ريف الباب، من المشاركة سواء في إنشاء النقطة، أم الوجود فيها، إذ اقتصر الوجود العسكري داخل النقطة على عناصر من «الجندرما» (حرس الحدود التركي)، من دون اتخاذ أي إجراءات أخرى في الممر.

ويأتي إنشاء النقطة التركية قرب «أبو الزندين»، بعدما كشفت الأحد الماضي مصادر مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق البلاد في تصريح لــــ«الوطن»، أن ضباطاً في الاستخبارات والجيش التركي أنهوا ثالث زيارة إلى ممر أبو الزندين من جهة سيطرة «الجيش الوطني» وبرفقة متزعمين من ميليشيات «فرقة السلطان مراد»، المقربة من النظام التركي.

وحينها قالت المصادر: إن «التعليمات صدرت من المسؤولين الأتراك بفتح المعبر خلال فترة قريبة، قد لا تتعدى أسابيع قليلة، بعد استكشاف منطقة المعبر، وفي إطار «إجراءات الثقة» بين نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والقيادة السورية، بعد افتتاح الأخيرة مركز مصالحة في مدينة خان شيخون في أيلول الماضي بريف إدلب الجنوبي لتسوية أوضاع أبناء المحافظة من المدنيين والعسكريين المقيمين خارج مناطق سيطرة الحكومة السورية ثم أتبعتها بالسماح لأهالي معرة النعمان بالعودة إليها، كبادرة حسن نية».

من جهتها، نقلت وسائل إعلام معارضة عن مصدر معارض حسب «أثر برس» قوله: «في حال افتتاح المعبر فسيكون أول معبر إنساني وتجاري بإشراف روسي- تركي، ما يعني إضعاف شبكات المهربين المنتشرة على طول خط التماس وتسهيل حركة العبور بتكاليف أقل بالنسبة للناس والبضائع»، مضيفاً: إن «افتتاح المعبر يصب غالباً في مصلحة التقارب المفترض بين دمشق وأنقرة».

عن محللين قال «أثر برس»: إنه استطلع آراءهم، وتحدثوا عن احتمالية أن تكون المظاهر الدالة على إعادة افتتاح «أبو الزندين» مجرد لعبة سياسية من النظام التركي، لتأكيد وجود مشروع التقارب السوري-التركي.

على خطٍّ موازٍ ذكرت تقارير صحفية، أن النظام التركي، نجح إلى حدٍّ بعيد، في استثمار الاقتتال الذي جرى، منتصف الشهر الماضي، بين ميليشيات «الفيلق الثالث» من جهة وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والميليشيات المتحالفة معه من جهة ثانية، من أجل تطويع الواقع الميداني والسياسي بما يخدم مصالحه السياسية والمضيّ قدماً في مساعي التقارب مع دمشق.

وأشارت التقارير إلى أن النظام التركي سارع إلى استغلال لحظة ارتباك الميليشيات للعمل على تحقيق هدف طالما سعى إليه وهو افتتاح «أبو الزندين» باعتباره مطلباً رئيساً سبق لروسيا أن وضعته على طاولة المفاوضات مع هذا النظام أكثر من مرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن