رياضة

في ثاني مبارياته الودية بمعسكره في دبي … منتخبنا الوطني يواجه بيلاروسيا لتحسين صورته وأدائه

| ناصر النجار

قد يكون من النوادر أن نواجه منتخباً أوروبياً بأسلوبه ومدرسته وكرته الاحترافية بعد أن انغلقت كرتنا في مبارياتها على المحيط العربي القريب وبعض دول وسط وشرق آسيا بسبب جغرافية المباريات الرسمية.

وإذا عدنا لأرشيف مباريات منتخبنا فلن نجد هذا العدد الوافر من المباريات مع القارات الأربع التي لا تنتمي إليها.

على العموم فإن اللقاء اليوم مع بيلاروسيا فرصة جيدة للاحتكاك واكتساب الخبرة، ولأننا في بعد عن المنتخب بسبب التعتيم الإعلامي المفروض على المنتخب من مرافقيه الإعلاميين، فإننا لا ندري حتى الآن ما المنتخب الذي سنقابله؟

فهل هو الأول، أم الثاني، أم المحترف أم الهاوي؟

ومهما يكن مستوى هذا المنتخب فسيكون أفضل منا بكل تأكيد والفائدة منه ستكون أكبر مما سيحققه هو من فائدة، أما الفائدة التي نتمناها فستكون حاضرة في حال الفوز عليه لأنها ستدعم تصنيفنا الدولي.

ولأن على قدر أهل العزم تأتي العزائم فإن المطلوب من مدربنا الوطني ولاعبيه أن يكونوا على قدر هذه المباريات وأن يرتقوا بمستواهم وأدائهم لمثل هذه المواجهة الكبيرة، فالمدرب الذي اختار لاعبيه مسبقاً يعرف ما ينتظره من مباريات وعليه أن يتحمل كل النتائج.

والفكرة بتجديد دماء المنتخب ليست فكرة سيئة بالمطلق، لكنها محفوفة بالمخاطر وتحتاج إلى دراسة معمقة أكثر.

ومنتخبنا الذي لعب مع منتخب الجزائر بلاعبيه المحليين أغلبه محترفون وإن كانوا يلعبون في الدوري المحلي هذا الموسم، فمن أصل 18 لاعباً أشركهم المدرب في المباراة ضم المنتخب عشرة محترفين لعبوا عدة سنوات في الدوريات العربية والخارجية، فهل كانت فكرة المدرب تعادل كلام (حق يراد به باطل) أم إنه أراد إبعاد نجوم الكرة السورية المتألقين في الخارج أمثال: السومة والخريبين والمواس والعثمانين وغيرهم.

وإذا عدنا إلى فكرة تجديد المنتخب ودمائه فإن الفكرة موجودة أصلاً في المنتخب الأولمبي الذي حاز الإعجاب والمتابعة مع مدربه، وتبين أن الخطوة الصحيحة لإعادة بناء الكرة السورية تنطلق من القواعد عبر مدربين مهرة اختصاصيين لهم اسمهم في عالم كرة القدم ولديهم السجل الفني الذي يؤهلهم كالطقم الهولندي المشرف على المنتخب الأولمبي وعلى منتخبي الناشئين والشباب.

هوية ضائعة

إذا حاولنا تحليل مباراة منتخبنا الأول مع الجزائر لوجدنا أن المنتخب لم يملك الهوية الكروية، وكان فاقداً للشخصية والبصمة، فلم نفهم الأسلوب الذي اتبعه المدرب في المباراة عبر شوطها وبكل تفاصيلها، ولم ندر ما الغاية من التبديلات السبعة التي أجراها المدرب إلا المشاركة، لأن تبديل اللاعبين آخر الوقت إن لم يكن تكتيكياً، فهو تبديل غير مفيد ولا يخدم المنتخب ولا اللاعب إلا أنه دوّن اسمه على ضبط المباراة.

ومع ذلك سنفترض أن المدرب اعتبر مباراة الجزائر بمنزلة المباراة الاستعدادية لمباراة بيلاروسيا، فأشرك هذا الكم من اللاعبين ليرى من الأفضل وليختار التشكيلة الأمثل لمباراة اليوم.

الصورة التي ظهر عليها منتخبنا باللقاء السابق مع الجزائر كانت صورة سيئة، فغرقنا بالدفاع في الشوط الأول لدرجة أننا لم نخرج من مرمانا إلا قليلاً دون أي خطورة، والكثافة العددية في الدفاع لم تشعرنا أن هناك تنظيماً دفاعياً أو أسلوباً مغايراً في الخط الخلفي، لأن مثل هذه الكثافة تلغي أي اعتبار لأي خطة دفاعية.

الشوط الثاني تحرر لاعبونا في نهايته، وخلقوا عدة فرص مناسبة للتسجيل ومع ذلك لم نعرف أن هذا التطور كان بفعل منتخبنا أم بفعل تراخي المنتخب الجزائري.

على العموم نأمل أن تكون مواجهة اليوم في السابعة مساءً على ملعب أهلي دبي أفضل من سابقها، وأن نرى منتخبنا أفضل وما أحلى الفوز على منتخب أوروبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن