رياضة

إضرابات في كرة الأهلي وأوكيكي يهدد بعدم العودة

| حلب – فارس نجيب آغا

ربما توقف الدوري كان فألاً حسناً على بعض الفرق التي رأت أن الفرصة مناسبة لترتيب أوراقها وتصحيح الأخطاء مع خوض بعض المباريات الودية تحضيراً لعودة انطلاق بطولة الدوري الممتاز، ولكن كل تلك الأمور افتقدها فريق أهلي حلب الذي عاش في صراع كبير داخلي بعد عجز مجلس الإدارة عن سداد مستحقات الجهاز الفني واللاعبين رغم الوعود الكثيرة التي كانت أشبه بالمبرمة، ولكن لم ينفذ منها شيء.

ما أحدث شرخا وفجوة أديا لانقطاعات متكررة عن الحصص التدريبية مع رفض اللاعبين تأدية المران أمام الجهاز الفني بقيادة المدرب ماهر بحري حيث خرجت الأمور من يده ولم يعد يستطيع السيطرة عليها وحاله حال الجميع الذي لم يقبض مع كادره رواتبه المتأخرة منذ أشهر، بالمختصر وبعد الحديث لعدة مرات عما تواجهه كرة الأهلي لم يستطع المسؤولون إيجاد بارقة أمل وحل لهذه المعضلة التي باتت حديث الشارع الرياضي وعلى منصات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بشكل شبه يومي من محبي النادي.

وعود وعجز

رغم تعدد الوعود من رئيس وأعضاء مجلس الإدارة من أجل تأمين دفعات مالية إلا أن ذلك لم يلق تجاوباً وأكثر ما حدث هو منح الفريق مكافآت عن الفوز في لقاءي الوحدة والطليعة.

وبما يخص الرواتب المتأخرة فإن أمرها معلق بين الوعود والأمل بأن تبادر الشركة الداعمة لإرسال هبة تنقذ الأهلي من هذه الورطة التي لا حل لها وخاصةً أن النادي يعيش حالة عجز يصعب سداد ما عليه من مستحقات ليس لفريق كرة القدم فقط بل الأمر ينطبق على كرة السلة وبقية فرق النادي وكوادره العاملة التي تنتظر الفرج وأن تحل عليها بركة السماء، وهذا الأمر كما أشرنا هو في علم الغيب لأن النادي لا يستطيع الخروج من حالة العجز التي تطوقه نتيجة ضعف الواردات وارتفاع نسبة المستحقات المترتبة على مجلس الإدارة والتي تفوق إمكانيات النادي بمراحل عديدة.

استقالة وفسخ

فريق كرة القدم وبعد توقف الدوري منح أكثر من مرة فترة استراحة وعند العودة كان قرار اللاعبين هو الإضراب وعدم المران في رسالة واضحة لمجلس الإدارة المقصر بحقهم، ومع أن الوعود جاءت من رئيس النادي وبعض الأعضاء في عدة مناسبات وكانت محط قبول من اللاعبين لكن عند التوقيت المحدد لم يتم الإيفاء بالوعود التي قطعت وتبين أنها مجرد كلام لم يحمل أي انفراج بل كان لتمرير الوقت ليس أكثر من ذلك، وهو ما أثار حفيظة الفريق الذي لم يعد يثق بما يقال حتى وصلت الأمور لمرحلة الاستقالة من الجهاز الفني والتفكير جلياً من بعض اللاعبين بفسخ عقودهم مع نهاية مرحلة الذهاب والتقدم بشكوى رسمية لدى اتحاد كرة القدم.

أوكيكي لن يعود

مع توقف بطولة الدوري غادر المهاجم النيجري أوكيكي إلى موطنه في عطلة قصيرة وهو مفلس تماماً لكن لم يعد حتى اليوم، وهو يرفض العودة إلى حلب لحين إرسال مستحقاته المالية كاملةً لكونه لا يملك شيئاً مع غوصه في ديون شخصية من بعض الأصدقاء الذي تعرف إليهم خلال وجوده في حلب، وذلك حتى يتدبر أمره وربما إدارة النادي تعلم ذلك أو أنها بعيدة عن واقع ما يعيشه لاعبوها.

أما آخر الأخبار التي وصلت يوم أمس من جهة أوكيكي فهي تؤكد بشكل قطعي أن العودة مرتبطة بدفع المستحقات وغير ذلك يعني أنه بات خارج حسابات فريق أهلي حلب، ولعل حال المدافع الغاني جوزيف أدجي ليس بأفضل فهو يعيش أزمة خانقة ويصارع منذ فترة لأجل الرحيل إلى موطنه بعد أن ضاقت به الحال ولم يتمكن هو الآخر من الحصول على أمواله وقد رفض خوض المران عدة مرات.

التمسك بالكراسي

ما تواجهه كرة الأهلي بات أمراً معقداً للغاية، ولن يكون حله سهلاً فالنادي بحسب المطلعين يحتاج إلى ما يقارب مليار ليرة سورية حتى يتمكن من حل جميع القضايا العالقة بشكل مبدئي وهذا الرقم الكبير يعجز أي نادٍ عن دفعه نظراً لضخامته فيما تزداد المعاناة من يوم لآخر ومع مرور الوقت تتسع القيمة الرقمية للمستحقات، وحتى قضية ترميم مجلس الإدارة لم تبصر النور فالأسماء التي تم طرحها على اللجنة التنفيذية في حلب لم تلق أي تجاوب وحتى إن تمت الموافقة عليها فهناك شخص واحد فقط لديه المقدرة على حل بعض الأمور المالية ولكن ليس بهذا الحجم الكبير من التراكمات.

رئيس النادي يكتفي بالوعود على أمل أن تبادر الشركة لدفع مبلغ يساعد النادي على تقليص حجم الضائقة ولو مؤقتاً ولا أحد يفكر بالاستقالة من مجلس الإدارة رغم ما وصلت إليه الحال والجميع متمسك بالكرسي حتى ولو على حساب انهيار النادي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن