سورية

أشاد بالمساعدات التي تقدمها الهند لسورية.. وأكد أن الإجراءات الاقتصادية الأحادية لا إنسانية ولا أخلاقية … المقداد: العلاقات بين البلدين متينة ونسعى لتعميقها في مختلف المجالات

| وكالات

أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن العلاقات التي تربط بين البلدين الصديقين سورية والهند متينة، وتتسم بمودة خاصة ونسعى لتعزيزها وتعميقها في مختلف المجالات خلال الفترة القادمة، وجدد التأكيد على أن الإجراءات الاقتصادية الأحادية المفروضة على سورية، لا إنسانية ولا أخلاقية، لافتاً إلى إنجازات سورية في مجال مكافحة الإرهاب والمخاطر التي يفرضها وجود الاحتلال في بعض المناطق واستمرار بعض الدول بدعم الإرهاب وتوظيفه لخدمة أجنداتها.
ونقلت وكالة «سانا» أمس عن المقداد قوله: إن الزيارات السورية إلى الهند لم تنقطع، وعلى هذا الأساس كان التواصل مستمراً، فالسفارة الهندية في دمشق لم توقف عملها نهائياً والسفارة السورية في نيودلهي استمرت في عملها كالمعتاد.
وأضاف: في المجال السياسي الهند دعمت سورية في حربها على الإرهاب وطالبت بوقف هذه الحرب الظالمة عليها، ودعت القوى التي تدعمها وتمولها بشكل مباشر إلى وقف ما تقوم به، كما أن الهند اليوم عضو في مجلس الأمن الدولي وهي تقف إلى جانب سورية بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وهي عندما تقف إلى جانب سورية فإنها تقف إلى جانب الحق.
وأوضح أنه وفي المجال الاقتصادي فإن الهند لم تتوقف عن تزويد سورية بالمساعدات الإنسانية أو بالدعم الاقتصادي، وهناك الكثير من المجالات التي تعتمد فيها سورية على ما يصلها من مساعدات ومن دعم اقتصادي من الهند، سواء في مجال الأغذية أم الأدوية أم التكنولوجيا.
وأعرب المقداد عن ثقته بأن العلاقات بين البلدين ستتطور في كل المجالات وخاصة في المجال التكنولوجي، فالهند تسهم اليوم في إعادة الإعمار في سورية وهي تقوم كل عام بتخريج ما يزيد على 100 طالب سوري في مختلف الاختصاصات التي نحتاجها في مجال إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن المعهد الدبلوماسي السوري في وزارة الخارجية قام بإيفاد 75 دبلوماسياً سورياً خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى الهند، للاستفادة من خبرة المعهد الدبلوماسي الهندي، كما أن ألف طالب سوري يستفيدون من منح دراسية هندية سنوياً في أفضل الجامعات الهندية.
وقال: إن هناك إيماناً عميقاً من قبل الهند بضرورة زيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، فنحن بلدان يكافحان الإرهاب بشكل مباشر، ونعتقد أن هذه الجهود سيتم تعميقها خلال الفترة القادمة، فسورية أصبح لديها تجربة عميقة في محاربة مختلف أشكال الإرهاب، ونعتقد أن هذه التجربة يجب أن تنقل إلى أصدقائنا في الهند، كما أننا نستفيد من تجربة الهند في هذا المجال.
وفي مقابلة خاصة مع قناة ويون (العالم واحد)، أكد المقداد أن الهند دولة تحترم القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ولديها مواقف مشرفة في دعم حقوق الشعوب والحريات في العالم والقضايا العربية، ولاسيما القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن تركيا نصبت خيماً للاجئين السوريين المفترض تدفقهم حتى قبل بدء الحرب الإرهابية على سورية، حيث قامت الجماعات الإرهابية و«حركة الإخوان المسلمين» بدعم تركي وغربي بإجبار المواطنين على الهروب بعد تدمير منازلهم، ومن ثم استغلالهم من قبل نظام أردوغان في ابتزاز الدول الغربية.
ولفت المقداد إلى أن الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية وتركيا يستغلون اليوم الإرهابيين لتحقيق أهداف سياسية، ويرفضون ويمنعون عودة المهجرين السوريين رغم الضمانات التي توفرها الحكومة السورية لهم من أجل العودة، مشدداً على أن ما شهدته سورية كان حرباً عليها ودماراً وقتلاً وتشريداً لشعبها.
وفي إطار الزيارة التي قام بها إلى العاصمة الهندية نيودلهي، أجرى المقداد، جلسة حوارية مع الباحثين في معهد «مانوهار باريكار» للدراسات الدفاعية والتحليل (idsa) بحضور واسع لخبراء عسكريين وسياسيين وأكاديميين وشخصيات دبلوماسية والوفد المرافق له.
وقدم المقداد عرضاً عن آخر التطورات في سورية والمنطقة والعالم وعن العلاقات السورية- الهندية، لافتاً إلى إنجازات سورية في مجال مكافحة الإرهاب والمخاطر التي يفرضها وجود الاحتلال في بعض المناطق واستمرار بعض الدول بدعم الإرهاب وتوظيفه لخدمة أجنداتها.
وأشار إلى الآثار السلبية للإجراءات الاقتصادية الأحادية المفروضة على سورية، مؤكداً أنها إجراءات لا إنسانية ولا أخلاقية، مشيداً بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها الهند لسورية.
ولفت المقداد إلى البعد التاريخي للعلاقات السورية- الهندية والتي يشهد عليها تضامن البلدين مع بعضهما في أصعب الأوقات، مشيراً إلى أهمية هذا النموذج المبدئي من العلاقات الثنائية بين الدول.
وتحدث عن رؤية وموقف سورية من عدد من التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، مؤكداً أهمية التنسيق بين الدول متماثلة التفكير فيما يتعلق بالتعامل مع التحديات والتطورات على الساحة الدولية.
وأجاب المقداد عن أسئلة الحضور التي تمحورت حول علاقات سورية الخارجية ومشاركة سورية في اجتماعات «أستانا» وتجربة سورية المهمة في مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف بمختلف أشكاله.
واختتم المقداد أول من أمس زيارة إلى الهند استمرت أربعة أيام بهدف تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، وبحث آخر التطورات السياسية والقضايا الثنائية التي تجمع بين البلدين.
وخلال الزيارة بحث المقداد مع نائب الرئيس الهندي جاغديب دانخار آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات التاريخية بين سورية والهند.
وطلب دانخار خلال اللقاء نقل تحيات بلاده والقيادة الهندية للرئيس بشار الأسد، مؤكداً تمسكهم بالعلاقات التاريخية التي تجمعهم مع سورية، وتمنياتهم للشعب السوري بالتعافي والازدهار.
كما بحث المقداد مع نظيره الهندي سوبرامانيام جاشيانكار العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع في سورية والمنطقة والعالم.
وعرض الجهود التي تبذلها سورية في مكافحة الإرهاب الذي مولته دول وقوى خارجية، مؤكداً أن صمود الشعب والجيش في سورية ساهم في الانتصار على الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن