من دفتر الوطن

أيام.. وأرقام!

| عصام داري

سمعت أن هناك يوماً للطف واللطافة والظرافة، فسألت نفسي:لماذا لا يكون هناك يوم للغلاظة والثقالة، وأن يحدثوا مسابقة دولية يحمل أكثر الثقلاء والغلظاء كأساً ذهبية وميدالية ذهبية وفضية وبرونزية؟

في حال حدث ذلك سأعدّ قائمة طويلة لأكثر الثقلاء في بلدنا، وأعدكم أننا سنحصل على الكأس والميداليات الذهبية من دون منازع، ويحق للإخوة المواطنين ترشيح من يرونه جديراً بهذا اللقب الغالي!

هذا الموضوع دفعني للبحث عن تخصيص أيام من العام لتكون يوماً لهذا الأمر أو ذاك واكتشفت شيئاً مدهشاً حقاً.

وإذا كان طبيعياً تخصيص أيام لبعض اللغات كالعربية والصينية والبرتغالية وغيرها فمن الغريب تخصيص أيام لأمور تبدو تافهة، فعلى سبيل المثال هناك يوم لسمك التونة من دون سواه، ويوم للطيور المهاجرة، فلماذا الطيور وحدها، أليست الهجرة القسرية هي من اقتلعت مئات الآلاف من الناس من وطنهم وألقت بهم في البحار وما وراء البحار وتشتت شمل الأسر في أربع جهات الأرض؟

وكي لا تزعل، بقية المخلوقات خصصوا يوماً للأحياء البرية، وآخر للأعشاب البحرية، وحرموا الأعشاب البرية من شرف أن يكون لها يوم تتباهى فيه بين أقرانها من بقية الأعشاب!

المهم، نرى أن هناك يوماً لحرية الصحافة ولا توجد حرية للصحافة في أي مكان من العالم، وإن وجدت فهي نادرة جداً، وأنا مسؤول عن كلامي، وهنا أمارس حقي في حرية الصحافة على مقاسي وحسب!

لدينا شعارات جميلة كيوم الوئام بيت الأديان ويوم الأخوة الإنسانية، وهذا الأمر غير موجود في الواقع، فالأخوة الإنسانية مطعونة في صدرها وظهرها ملايين الطعنات، في حين تشن الحروب في عصرنا الراهن على أسس دينية ومذهبية لتمزيق المجتمعات، وهذا يحدث منذ إشعال ما أطلقوا عليه الربيع العربي!

تصوروا أنهم خصصوا يوماً للتربة وآخر للجبال وثالثاً للتوعية من أمواج تسونامي، وهناك أيام للفلسفة والمصارف والصحة النفسية، لكن أغرب ما اكتشفته أنهم خصصوا يوماً لدورات المياه!

مادام الأمر كذلك لماذا لا أدلو بدلوي وأقترح إحداث بعض الأيام السنوية كي تكتمل الصورة؟

سأقترح يوماً للبطاقة الذكية، ويوماً لطابور الخبز، ويوماً لرسالة البنزين وآخر للمازوت وثالثاً لإسطوانة الغاز، كلها أيام مهمة على العالم الاعتراف بها فوراً لأنها تخص ملايين البشر ولن نتسامح فيما لو رفض القائمون على تخصيص الأيام والعمل باقتراحنا الحيوي والمصيري!

نريد يوماً ومسابقة للكذب، وأسألكم: من سيفوز بالكأس؟! ويوماً للتصريحات الغريبة والعجيبة التي لا تنزل في ميزان ولا في قبان، ويوماً للكالوريز، ويوماً لجودة الخبز ويوماً لرفع الأسعار وخفض الرواتب!

لقد سجلت سورية أرقاماً قياسية في كل ما تقدم لذا يحق لها أن تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وأن تقترح تخصيص أيام لفلكلورها العجيب الذي لم يسبقها إليه عبقري في العالم منذ آدم وحتى اليوم كحد أدنى.

أعدكم أننا سنشهد قريباً تخصيص الأيام التي اقترحتها باسمي واسمكم جميعاً، والله وليّ التوفيق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن