سورية

انطلاق الجولة الـ19 بصيغة أستانا.. ووفد الجمهورية التقى نظيره الروسي وبيدرسون … سوسان: عدم تسييس الوضع الإنساني واحترام مبادئ العمل … لافرنتييف: انسحاب أميركا يسهم بالاستقرار وحان وقت مشاريع التعافي المبكر

| وكالات

شدد معاون وزير الخارجية والمغتربين رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الاجتماع الدولي التاسع عشر حول سورية بموجب صيغة أستانا أيمن سوسان أمس على ضرورة عدم تسييس الوضع الإنساني واحترام المبادئ التي تحكم العمل في هذا المجال، وخاصة لجهة التنسيق مع الحكومة السورية، في حين أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، أن انسحاب قوات الاحتلال الأميركي من سورية سيساعد على استقرار الوضع فيها، مشدداً على استمرار دعم روسيا لوحدة وسلامة أراضي سورية، وضرورة تجنب أي أعمال من شأنها تصعيد الأوضاع.
وانطلق أمس في العاصمة الكازاخية الاجتماع، حيث عقدت جلسة مباحثات بين وفد الجمهورية برئاسة سوسان، ووفد روسيا الاتحادية برئاسة لافرنتييف.
وذكرت وكالة «سانا» أنه تم خلال الجلسة استعراض آخر المستجدات وتطورات الأوضاع في سورية والمواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الدولي، وأكد لافرنتييف استمرار دعم روسيا لوحدة وسلامة أراضي سورية، وضرورة تجنب أي أعمال من شأنها تصعيد الأوضاع، معرباً عن التقدير للجهود التي تبذلها الحكومة السورية لتعزيز الاستقرار في البلاد، مركزاً على موقف روسيا الداعم لها في هذا الخصوص.
من جانبه أكد سوسان موقف سورية الداعم للعملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس، وحق روسيا في اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن نفسها في مواجهة السياسات الأطلسية العدوانية التي لا تهددها فحسب بل تهدد الأمن والاستقرار في العالم.
كما عرض سوسان آخر التطورات والأوضاع في سورية، وخاصة فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، إضافة إلى الممارسات الأميركية والتركية التي تشكل انتهاكاً للقانون الدولي والسيادة السورية.
وكانت وجهات النظر متطابقة بين الجانبين إزاء القضايا المدرجة على جدول أعمال اجتماعات أستانا، بما في ذلك ما يتعلق بالجانب الإنساني ولجنة مناقشة تعديل الدستور.
وقبيل انطلاق الاجتماع الدولي، أكد لافرنتييف في تصريحات له، أن «الوجود غير الشرعي للقوات الأميركية في سورية هو أحد العوامل الرئيسة التي تجعل الوضع غير مستقر، ونعتقد أن انسحاب الكتيبة العسكرية الأميركية ليس فقط من الشمال الشرقي، ولكن أيضاً مما يسمى بمنطقة الـ55 كيلومتراً في التنف بالطبع يسهم في استقرار الوضع».
وأوضح لافرنتييف أن «تركيا لم تخبر روسيا مسبقاً بإجراء عمليتها الجوية في سورية والعراق، وسيتم بحث هذا الموضوع خلال اجتماع أستانا»، داعياً النظام التركي إلى «ضبط النفس من أجل منع تصعيد التوتر في شمال وشمال شرق سورية والأراضي السورية كلها».
وحول آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر الحدود، قال لافرنتييف: إن «روسيا لا تزال تعتقد أن هذه الآلية قديمة عفا عليها الزمن ويجب التخلي عنها» مضيفاً: «سنتحدث مع شركائنا عن وضع عملها».
وتابع: «إننا نرى أن المساعدة التي تم التعهد بها سابقاً لسورية غير كافية، وهي في الحقيقة ضئيلة للغاية»، مؤكداً أن الجانب الروسي يرى أن الوقت قد حان لوضع مجموعة محددة من الإجراءات لمساعدة الحكومة السورية في تنفيذ مشاريع من أجل التعافي المبكر للبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية».
وأشار لافرنتييف إلى أن نظام العقوبات الغربية والإجراءات أحادية الجانب المفروضة على سورية تجعل من الصعب العمل في هذا الاتجاه.
وبين، أن روسيا ترى أنه من الضروري النظر في مسألة ازدياد نشاط المجموعات الإرهابية في جزء من الأراضي السورية، ويجب الاتفاق على المزيد من الإجراءات في هذا الاتجاه، قائلاً: «دعونا نفكر بالتفصيل في الوضع الأمني، لقد أصبحت المنظمات الإرهابية أكثر نشاطاً على أراضٍ من سورية، ليس فقط ما يسمى داعش، ولكن أيضاً من اتجاهات مختلفة أخرى سواء في المناطق الوسطى من سورية أم في الجنوب وفي إدلب، وكذلك في الشمال الشرقي من نهر الفرات».
كما بحث سوسان مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون آخر المستجدات في سورية والمنطقة.
وأكد سوسان استمرار الحكومة السورية بتقديم المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها في مختلف الأراضي السورية من دون تمييز، مشدداً على ضرورة عدم تسييس الوضع الإنساني واحترام المبادئ التي تحكم العمل في هذا المجال، وخاصة لجهة التنسيق مع الحكومة السورية.
من جانبه أشار بيدرسون إلى أهمية تجنب أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى تصعيد وتعقيد الأوضاع، مذكراً ببيان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا إلى احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.
وتشارك في الاجتماع الدولي الذي يستمر يومين إلى جانب وفد الجمهورية العربية السورية وفود البلدان الضامنة لعملية أستانا «روسيا وإيران وتركيا»، حيث يترأس الوفد الروسي لافرينتييف، والوفد الإيراني برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي.
كما يشارك في الاجتماع إضافة إلى بيدرسون ممثلون من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، ومكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وممثلون عن البلدان المتمتعة بصفة مراقب في عملية أستانا وهي لبنان والعراق والأردن، إضافة إلى الوفود الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن