سورية

تبادل القصف مع «قسد» في عين العرب وعين عيسى.. والطرفان يحشدان على خطوط التماس … الاحتلال التركي يستأنف عدوانه الجوي شمال حلب ويكثف اعتداءاته بالأسلحة الثقيلة

|حلب - خالد زنكلو - دمشق - الوطن - وكالات

بعد ٣ أيام من إيقاف جيش الاحتلال التركي قصفه الجوي على مناطق هيمنة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» شمال وشمال شرق سورية، استأنف أمس الطيران الحربي التركي عدوانه الجوي على قرى وبلدات ريف حلب الشمالي وكثف من قصفه المدفعي على تلك المناطق.

تزامن ذلك، مع استقدام جيش الاحتلال التركي تعزيزات عسكرية عبرت الحدود الجنوبية لتركيا إلى داخل الأراضي السورية بزعم تنفيذ غزو بري، في حين حشدت «قسد» قوات لها عند الحدود التركية في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد.

وقالت مصادر أهلية في ريف حلب الشمالي لـ«الوطن»: إن سلاح الجو التركي نفذ فجر أمس عدة غارات ضد مواقع «قسد» استهدفت بلدة منغ ومحيط مطارها العسكري مع بلدات المالكية وشوارغة والبيلونية ومرعناز، في إطار عدوانه الجوي الذي بدأه في ١٩ الشهر الجاري تحت مسمى «المخلب- السيف».

وأكدت المصادر أن القصف الجوي التركي خلف دماراً واسعاً في منازل وممتلكات المواطنين، التي سويت بالأرض كما في مرعناز وشوارغة اللتين خلتا من السكان بعد القصف المتكرر على مدار الأشهر المنصرمة واثر وقوع قتلى وجرحى كثر بينهم.

ولفتت إلى أن قصفاً مكثفاً بالأسلحة الثقيلة نفذه جيش الاحتلال التركي عقب القصف الجوي على ريف حلب الشمالي من قاعدته العسكرية في البحوث العلمية قرب مدينة إعزاز، وطال كل من مطار منغ العسكري وبلدو وعين دقنه من دون التأكد من سقوط خسائر بشرية.

بموازاة ذلك، تحدثت مواقع إلكترونية معارضة عن قصف مدفعي مكثف نفذته قوات الاحتلال التركي المتمركزة في قواعد بمحيط مدينة جرابلس المحتلة شمال حلب باتجاه مواقع «قسد» بريف حلب الشرقي.

في شمال شرق البلاد، ذكرت مصادر محلية لـ«الوطن»، أن «قسد» استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة، قوامها منصات إطلاق قذائف هاون وذخيرة ومواد لوجستية، نشرت على الشريط الحدودي مع تركيا في محافظة الحسكة، بعد يوم من إطلاق متزعمها مظلوم عبدي تهديدات بالرد على العدوان بقوله: «إذا ما بدأت تركيا الحرب فستشتعل الحدود السورية التركية بأكملها».

وأشارت المصادر إلى أن تعزيزات «قسد» العسكرية تمركزت في المناطق الواقعة بين مدينتي المالكية والقامشلي عند الحدود التركية، وصولاً إلى مدينة الدرباسية، حيث خطوط التماس مع مرتزقة الاحتلال التي يسميها «الجيش الوطني».

بالتزامن، واصل جيش الاحتلال التركي لليوم الثالث استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية عبر المعابر الحدودية إلى قواعده العسكرية شمال البلاد، وتضم دبابات وعربات مصفحة وناقلات جند ومدافع وراجمات صواريخ بغية الاستعداد لغزو بري سبق أن توعد به زعيم الإدارة التركية رجب طيب أردوغان.

في الغضون، دارت اشتباكات بين الاحتلال التركي و«قسد» في ريف حلب الشمالي الشرقي وريف الرقة الشمالي، من دون معرفة حصيلة الضحايا البشرية.

وأفادت مصادر محلية لـ«الوطن»، بأن جيش الاحتلال التركي أطلق وابلاً من قذائف المدفعية باتجاه بلدة عين عيسى شمال الرقة وصوب بلدة زور مغار ومزرعة أحمد منير بريف عين العرب الغربي شمال شرق حلب، على حين ردت «قسد» بقصف مواقع انتشار «الجيش الوطني» في تل أبيض ورأس العين المحتلتين بمحافظة الرقة والحسكة.

وفي السياق، ذكر الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد في ما يسمى «الإدارة الذاتية» التي تهيمن عليها «قسد» سلمان بارودو، أن القصف التركي لمناطق «الإدارة» الذي طال المنشآت الحيوية مثل منشأة النفط والغاز وصوامع الحبوب أول من أمس، أدى إلى إصابة منشأة الغاز في السويدية بالضرر الأكبر، وكذلك المنشأة التي كانت تغذي شمال وشرق سورية بـ16 ألف أسطوانة غاز بشكل يومي و50 بالمئة من التيار الكهربائي من حيث المدن والنواحي والقرى في الحسكة، مشيراً إلى أن القصف أدى أيضاً إلى خروج 5 منشآت نفطية أخرى عن الخدمة.

وبين أن «الإدارة الذاتية» «ستحاول بكل السبل والوسائل تأمين القطع وتفعيل هذه المنشآت»، مع أن مصادر خاصة أوضحت لـ«الوطن» أن كثيراً من قطع الغيار اللازمة للصيانة غير متوافرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن