رياضة

الفار… المشكلة بمن يديره!

| غانم محمد

مثلها، كأي قضية رياضية أخرى، لم يحظَ موضوع الاستعانة بتقنية الفار بإجماع لدى أصحاب الشأن الكروي، فالبعض اعتبر هذه التقنية مزيداً من الإنصاف في كرة القدم، والبعض الآخر رأى فيها انتهاكاً لجمالية كرة القدم، وضمناً فإن أخطاء التحكيم من هذه الجماليات.

المشككون، على عادتهم أيضاً استمروا في تشكيكهم، ويعتقدون أن استخدام هذه التقنية خاضعة لأمزجة من يديرها ويتحكم بها، وبالتالي لم تحقق العدل المرجو، أضف إلى ذلك الانتقائية في اللجوء إليه من عدمها.

انتهى الدور الأول من منافسات كأس العالم 2022، والمقامة في قطر، وحسم (الفار) مباريات، فرفع منتخبات إلى الدور الثاني، وأطاح بأخرى خارج البطولة، والجدل مازال مستمراً.

ربما قلّل اللجوء إلى التكنولوجيا في كرة القدم من متعة هذه اللعبة، وجعل النتائج فيها أقرب إلى (معادلة الرياضيات) لكنه وبنسبة كبيرة قيّد صلاحيات حكم المباراة، ولم يعد من بيده الصافرة هو سيّد المباراة، وأصبح لكل مباراة أكثر من سيّد!

كرة القدم، ومن وجهة نظر شخصية، لا تحتمل المزيد من (التكنولوجيا)، فقد أفرحنا هدف مارادونا الشهير في مرمى إنكلترا مع أنه كان بلمسة يد، وأهدت ضربة جزاء فاضحة كأس العالم لألمانيا 1990، ومع هذا لم يكن التأفف من الحالتين مثل التأفف من (الفار) حالياً، لأنه جرّد اللعبة من الكثير من خصوصيتها، وجزئيات المتعة فيها.

بكل الأحوال، يبدو أننا ماضون في اللجوء أكثر فأكثر إلى التكنولوجيا، لكننا في سورية، وحتى هذه اللحظة لا توجد وسائل اتصال بين الحكام، ولن يأتي (الفار) في المدى المنظور، وسيكون من شبه المستحيل الاقتراب من غيرنا في هذا الصدد، لذلك سنبقى على تفرّدنا، إلا مع قلّة من أشقاء أذرت بهم الدنيا أكثر منّا!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن