رياضة

كبار.. في الميدان

| غسان شمه

منذ انطلاقة بطولة كأس العالم، ولزمن طويل مضى، كانت هيمنة المنتخبات الأوروبية والأميركية اللاتينية حاضرة في كل شيء، وما زالت الألقاب، في جعبة تلك المنتخبات، فهي قادرة على فرض حضورها في النهاية كما نشاهد.

لكن ومنذ عدة نسخ بدأت بعض المنتخبات الإفريقية والآسيوية تحقق حضوراً مقبولاً في دور المجموعات، ومع الوقت تزايد هذا الحضور من حيث المنافسة والمقدرة على الانتقال للدور الثاني وقد شهدنا مثل ذلك في بطولات سابقة.

ما يعنينا هنا أن الصورة أصبحت أكثر وضوحاً وتأثيراً في منافسات البطولة الحالية، حيث وجدنا جميع المنتخبات، باستثناء المضيف، قادرة على مقارعة الكبار في الميدان، ومن يظن أنه ذاهب في نزهة فسيجد نفسه متأخراً حتى ولو كان من الكبار تاريخياً، فهذا المنتخب الأرجنتيني يتعثر أمام نظيره السعودي في واحدة من كبرى مفاجآت البطولة التي لم تكتمل، وها هو المنتخب التونسي ينتزع فوزاً مؤثراً من الفرنسي بغض النظر عن أنه لم يتأهل في النهاية. أما الفريق المغربي فقد قلب كل المفاهيم في ميدان المنافسة وانتزع صدارة المجموعة السادسة من دون خسارة وبسبع نقاط، وكذلك تأهل الكمبيوتر الياباني أول المجموعة الخامسة. كما انتقلت إلى الدور الثاني منتخبات كوريا الجنوبية وأستراليا والسنغال، لنشهد حضور ثلاثة منتخبات آسيوية ومنتخبين إفريقيين في هذا الدور بغض النظر عن نتائجه التي يمكن أن تشهد مفاجآت أو تمر دونها، لكن جميع المواجهات صعبة في هذا الدور.

كل ما سبق الغاية منه الإشارة والتأكيد على التحولات غير القليلة التي تشهدها خريطة كرة القدم في العالم، حيث بات الميدان هو الفيصل في تحقيق الحضور وانتزاع الفوز، ولم يعد التاريخ وكذلك الألقاب ضمانة مسبقة لفوز هذا المنتخب الكبير أو ذاك، وبات الجميع مطالباً باحترام اللعبة وقوة المنافسات التي تفرض نفسها فوق المستطيل الأخضر، وخروج منتخبات مثل الألماني والبلجيكي والدانماركي والأورغوياني كلها تحمل دلالاتها الواضحة على صعود منتخبات طامحة بالحضور والمنافسة بقوة، وكرة القدم تخلص في الميدان، بشكل عام، لمن يخلص لها.

اليابان منذ عدة سنوات أعلنت أنها تعد منتخبها لنصف قرن، وأنها تسعى للفوز بكأس العالم بعد ذلك، وقد رأينا بعضاً من ذلك الطموح في الصورة المبهرة التي قدم نفسه من خلالها في هذه البطولة.

وبالتعريج على الخطط الإستراتيجية لدينا فهي ما زالت في طور التأمل والاستخارة وفتح الفال، لأن القائمين على كرتنا يريدون خطة «ما تخرش المية» على قول المصريين، ونحن ننتظرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن