الخبر الرئيسي

حرق كامل أضابير وملفات ومكاتب مبنى المحافظة.. وأعمال النهب طالت خزنات القسم المالي! … الهدوء يعود للسويداء والأهالي يستنكرون التخريب ويطالبون بالمحاسبة

| السويداء - عبير صيموعة

هدوء تام شهدته مدينة السويداء أمس، بعد أحداث الشغب التي عاشتها المحافظة وما تبعه من هجوم على مبنى المحافظة «السرايا» وتكسير زجاجه والأبواب والنوافذ وسرقة مكاتبه.

أعمال التخريب التي طالت جميع مكاتب المبنى لم تقتصر على التكسير والسرقة والنهب، إذ وصلت تلك الأعمال إلى قيام المخربين بحرق كامل المكاتب والأضابير والملفات بعد سرقة كامل تجهيزاتها من حواسيب وطابعات وأجهزة فاكس ومحتويات كامل البوفيهات ضمن طوابق المبنى حيث وثقت الوطن كثيراً من تلك السرقات ضمن فيديوهات من أمام المبنى ساعة وقوع الحدث.

ورصدت «الوطن» أمس وبعد انتهاء عمليات الإطفاء والتبريد للحرائق التي طالت مكاتب المحافظة أن ما تبقى من محتويات تلك المكاتب قد تحول إلى رماد باستثناء عدد قليل جداً منها والتي تم تكسير محتوياتها بالكامل من أثاث وخزائن لتكون أعمال التكسير والنهب من نصيب خزنات القسم المالي في المبنى والتي تحتوي على رواتب المستخدمين وتعويضات الانتخابات والمساعدات المالية وسلف لجان الشراء التي تتجاوز كتلتها الـ40 مليوناً حسب التقدير المبدئي.

وشهدت المحافظة استنكاراً كاملاً لأعمال التخريب التي طالت إحدى مؤسسات الدولة التي تعتبر صرحاً حضارياً وتاريخياً، وأكد عدد من الأهالي ممن التقتهم «الوطن» أمام مبنى المحافظة أن المجتمع الأهلي ضد الاعتداء على مؤسسات الدولة لأنها ملك المجتمع ولم يسبق للسويداء أن شهدت عمليات تخريب لمؤسسات الدولة في تاريخها، مطالبين بمحاسبة من فعل ذلك قانونياً، مشيرين إلى أن انطلاق حراك الشباب أول من أمس الأحد كان سلمياً صرفاً من أجل حياة كريمة، إلا أن عدم المشاركة والتنسيق من كل المكونات الوطنية في المحافظة وعدم تشكيل لجنة إشراف من أجل ضبط الحراك وحمايته والحرص على سلميته كان سبباً بما انتهى إليه الحراك من خراب ودمار وسمح لبعض العابثين باستغلال الحراك لمقاصد وغايات هي بعيدة كل البعد عن الهدف الأساسي الذي انطلق لأجله.

كما أشار عدد من الأهالي لـ«الوطن» أن من أكبر الأخطاء التي تم ارتكابها بحق المحافظة هو إفراغ المبنى من كل الأشخاص المعنيين وأصحاب القرار وتركه لمجموعة تخريبية ألحقت أضراراً بمعاملات المواطنين وأضابير المؤسسات الحكومية حيث كان من الأجدر بالمسؤولين النزول إلى المواطنين وسماع مطالبهم ومحاولة تهدئة النفوس، لا مغادرة المبنى وتركه تحت رحمة مجموعة من الأفراد المسيّسين من بعض الجماعات التي أثبتت الأحداث مصلحة هؤلاء بنشر الفوضى وخلخلة الأمن من جهة، والسعي إلى حرق أوراق وأضابير وملفات فساد يتم العمل عليها والتحقيق بها من جهة أخرى، وأكبر دليل عدم اقتصار أعمال التخريب على الكسر والنهب بل تجاوزتها إلى الحرق وتحويل كل المكاتب إلى رماد لتعود الخسارة الكبرى على أهالي المحافظة.

كما تساءل البعض عن سبب الغياب الكامل لوجهاء المحافظة وعقلائها والهيئة الروحية ومشايخ الدين فيها والذين من المفترض وجودهم أثناء الأحداث، مؤكدين أن تحييد أنفسهم عن تلك الأحداث كان سبباً بعدم احتوائها وتصعيدها إلى أبعد مستوى.

وأكدت وزارة الداخلية أول أمس في بيان أصدرته عقب أعمال الشغب التي شهدتها السويداء وتسببت باستشهاد شرطي، أنها ستلاحق الخارجين عن القانون، وستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار محافظة السويداء وسلامة مواطنيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن