رياضة

العرب والمونديال.. الكم طغى على النوع قبل مونديال قطر … السعودية والجزائر تجاوزتا دور المجموعات والمغرب صنعت الحدث

| محمود قرقورا

قبل مونديال 2022 لم يكن المتابع العربي يشعر بشيء من الفخر عندما يضع حصيلة المنتخبات العربية في ميزان النقد، فعشرة انتصارات منها اثنان على منتخبين عربيين في ثلاث وسبعين مباراة حصيلة مخجلة وتجاوز الدور الأول ثلاث مرات في 24 محاولة أمر أكثر خجلاً.

فالخروج من الدور الأول قاعدة شبه دائمة شذّ عنها ثلاثة منتخبات، الأول منتخب المغرب 1986 عندما تصدر المجموعة التي ضمته إلى جوار إنكلترا وبولندا والبرتغال وتلك كانت المرة الوحيدة التي يتصدر فيها منتخب عربي مجموعته، بل المرة الوحيدة التي لم يهزم فيها منتخب عربي في الدور الأول.

كما شذّ عنها منتخب السعودية عندما حلّ خلف هولندا بفارق المواجهة في مونديال 1994 وحينها انفرد الأخضر السعودي بإنجاز لم يبلغه سوى المنتخب الجزائري وهو تحقيق فوزين في الدور الأول.

والمنتخب الثالث هو محاربو الصحراء الجزائريون الذي حلّ خلف بلجيكا وقبل روسيا وكوريا الجنوبية في مونديال 2014.

التأهل العربي جاء مبكراً جداً، إذ تأهل الأشقاء المصريون لنهائيات النسخة الثانية التي أقيمت في إيطاليا 1934 وسجل العرب الحضور في 13 من البطولات الـ21 السابقة.

هوية المنتخبات العربية الآسيوية لم يطرأ عليها أي جديد منذ تأهل السعودية 1994، إذ سبقها من عرب آسيا الكويت 1982 والعراق 1986 والإمارات 1990، وهوية المنتخبات العربية الإفريقية لم يطرأ عليها أي جديد منذ تأهل الجزائر 1982، إذ سبقها مصر كما أسلفنا والمغرب 1970 وتونس 1978.

الجانب التهديفي

على صعيد التهديف سجل العرب 59 هدفاً فقط بمعدل ثلاثة أرباع الهدف تقريباً في المباراة الواحدة مع الإشارة إلى أن عشرة أهداف كانت حصيلة اللقاءات العربية الخالصة.

ولكن في هذا المونديال سجل العرب 9 أهداف إضافية.

على صعيد المحافظة على نظافة الشباك لم يفلح الحراس والمدافعون العرب في تفادي الأهداف سوى بسبع مباريات بواقع ثلاث مرات عبر المغاربة ومرة عبر تونس ومصر والسعودية والجزائر!

ولكن في هذا الكرنفال تلافى أسود الأطلس أهداف الخصوم في 3 مباريات.

والملاحظة الأبرز في هذا الجانب أن المغرب حافظت على نظافة شباكها في خمسة أشواط متتالية بمونديال المكسيك 1986 بواقع 260 دقيقة متواصلة وهي أطول فترة لمنتخب من خارج أوروبا وأميركا اللاتينية! وفي هذا المونديال حافظت على نظافة شباكها في أول أربعة أشواط.

ولوحظ أن تونس التي حافظت على نظافة شباكها أمام ألمانيا عام 1978 لم تحافظ على نظافة شباكها في أي من مبارياتها الاثنتي عشرة قبل هذا المونديال ولكنها حافظت على نظافة شباكها في مباراتين.

والسعودية لم تحافظ على نظافة شباكها في مبارياتها الثلاث عشرة قبل 2022 فارتفع العدد إلى 16 مباراة!

كما أن الكويت والعراق والإمارات تلقت الأهداف في كل مبارياتها المونديالية!

على صعيد الهدافين يتصدر سامي الجابر قائمة الهدافين العرب في النهائيات برصيد ثلاثة أهداف، اثنان منها من علامة الجزاء وانفرد بكونه الوحيد الذي سجل في ثلاثة مونديالات علماً أنه قبل 2022 لم يفلح غيره في التسجيل في أكثر من مونديال، ولكن التونسي وهبي الخزري والمغربي يوسف النصيري سجلا للمونديال الثاني توالياً والنصيري والخزري عادلا سامي الجابر بثلاثة أهداف.

مؤامرة وشبه مؤامرة

لم يرق لألمانيا الغربية وجارتها النمسا أن تتأهل الجزائر للدور الثاني في مونديال إسبانيا، فبعد أن جمعت الجزائر أربع نقاط من فوزين مسجلة خمسة أهداف وعليها مثلها كانت المباراة الأخيرة بين ألمانيا والنمسا على المكشوف، ففوز ألمانيا بهدف أو هدفين يعني الإطاحة بالجزائر وغير ذلك يعني الإطاحة بأحدهما، وساهم بذلك عدم خوض مباراتي المجموعة الأخيرتين بتوقيت واحد واشتهرت المباراة بفضيحة خيخون نسبة للمدينة التي أقيمت فيها مباراة الجارين.

وإذا كانت المؤامرة العار ظاهرة للعيان وتسببت بخروج الجزائر من مونديال 1982 إلا أن شبه مؤامرة لم تثبت أطاحت بالمنتخب المغربي الذي دحر اسكتلندا عام 1998 بثلاثية نظيفة هي الأعلى للعرب مونديالياً، وإذا كانت البرازيل والنرويج لم تدخلا في مفاوضات مشبوهة إلا أن البرازيل بشكل لا يدع مجالاً للشك تخلت عن ميثاق الشرف الرياضي، بمعنى أنها لم تتعامل مع كل منتخبات المجموعة بالمستوى نفسه، فأجهضت بتساهلها ثلاثية المغرب التاريخية بمرمى إسكتلندا، والمتابع العادي لا يقبل أو لا يصدق أو لا يملك المبررات للاقتناع بأن تافاريل وكافو وبايانو وروبرتو كارلوس ودونغا ورونالدو وريفالدو وغونكالفيس وليوناردو ودينلسون وبيبيتو خسروا أمام النرويج التي لم يكن ينفعها إلا الفوز!

أصحاب الأهداف العربية

– السعودية: سامي الجابر وسالم الدوسري (3)، فؤاد أنور (2)، سعيد العويران وفهد الغشيان ويوسف الثنيان وياسر القحطاني وسلمان الفرج وصالح الشهري ولكل منهم هدف.

– الكويت: فيصل الدخيل وعبد اللـه البلوشي ولكل منهما هدف.

– الإمارات: خالد مبارك وعلي ثاني ولكل منهما هدف.

– العراق: أحمد راضي بهدف واحد.

– الجزائر: صلاح عصاد وإسلام سليماني وعبد المؤمن جابو ولكل منهم هدفان، ورابح ماجر والأخضر بللومي وتاج الدين بن صولة وجمال زيدان وسفيان فيغولي ورفيق حليش وياسين إبراهيمي ولكل منهم هدف.

– المغرب: يوسف النصيري 3 أهداف، وعبد الرزاق خيري وعبد الجليل حدا وصلاح الدين بصير ولكل منهم هدفان، حوماني وموهوب غزواني وكريمو ميري ومحمد الشاوش وحسن نادر ومصطفى حجي وخالد بو الطيب ورومان سايس وزكريا بوخلال وحكيم زياش ولكل منهم هدف.

– تونس: وهبي الخزري 3 أهداف علي الكعبي ونجيب غميض ومختار ذويب واسكندر سويح ورؤوف بوزيان وزياد الجزيري وراضي الجعايدي وجوهر المناري وفرجاني ساسي وديلان برون وفخر الدين بن يوسف ولكل منهم هدف.

– مصر: عبد الرحمن فوزي ومحمد صلاح ولكل منهما هدفان ومجدي عبد الغني وله هدف.

– قطر: محمد مونتاري هدف واحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن