اقتصاد

أفران ومخابز حلويات تغلق أبوابها في دمشق وريفها.. والسبب نقص المحروقات … قلعه جي لـ«الوطن»: الأفران والمخابز الخاصة لايمكن أن تستمر في الظروف الحالية وهناك إغلاقات يومية

| جلنار العلي

لم تستثنِ أزمة المحروقات الحاصلة خلال الفترة الحالية أي قطاع صناعي إلا وأرخت بتأثيرها سلباً على سير عمله، فبعد أن اشتكى صناعيو وبائعو الألبان والأجبان من إغلاق محالهم وتدهور أوضاعهم المادية بسبب انقطاعات الكهرباء الناتجة عن النقص الحاد في الوقود، وصل الدور إلى أفران ومخابز الحلويات، حيث أغلق العديد من الصناعيين أفرانهم في دمشق وريفها نتيجة عدم قدرتهم على الاستمرار في العمل حيث إن الاستمرارية تعني مزيداً من الخسائر المادية لهم.

بدايةً، تواصلت «الوطن» مع أحد أصحاب المخابز التي أُغلِقَت في دمشق، والذي بيّن أنه أغلق مخبزه لعدة أسباب تتعلق بالتكلفة المرتفعة للإنتاج أولاً والتي تواصل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك (تطنيشها)، موضحاً أنه يوجد الكثير من المشاكل المرتبطة ببيان تكلفة الأسعار وخاصة في ظل الاختلاف اليومي لأسعار المواد الداخلة بصناعة الحلويات حيث إن تاجر الجملة يرفض إعطاء فاتورة للصناعي، إضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات بشكل مبالغ به في السوق السوداء، ناهيك عن أن دوريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك إذا عثرت ضمن المحل على كميات مازوت غير الكميات الموزعة من شركة محروقات تعتبر الصناعي شريكاً بالاتجار بالمواد المدعومة على الرغم من أنه مستهلك لهذه المواد ولا يتاجر بها ويتم تنظيم ضبط بحقه بمخالفة شراء مادة مهربة، مشيراً إلى أن شركة محروقات خفضت الكميات الموزعة خلال الشهر الماضي إلى 40 بالمئة.

شيخ كار صانعي الحلويات والمعجنات والرئيس الأسبق للجمعية الحرفية لصناعة الحلويات محمد بسام قلعجي، بيّن في تصريح لـ«الوطن» أن كل أصحاب الأفران الخاصة والورش يمرون بضائقة كبيرة، لأن شركة محروقات كانت توزع لهم في السابق كميات تكفيهم للعمل لمدة 5 ساعات فقط باليوم، ثم اكتفت الشركة بتوزيع ما يسمح لهم بالعمل لمدة ساعتين فقط، أي إن الحرفي أصبح يعمل 60 ساعة شهرياً، وهذا الحجم لا يسمح لرب العمل بإعطاء أجور لعماله أو أن يعيل أسرته الصغيرة، لافتاً إلى أن كل الأفران والمحلات الكبيرة تحوّلت إلى ورش صغيرة جداً تعمل بشكل يغطي حاجة السوق بالحد الأدنى.

وأشار قلعجي إلى أن شركة محروقات توزع كميات للأفران الخاصة وفق الكميات المتوافرة لديها، ولكن منذ ما يقارب الأربعة أشهر قللت كمياتها إلى النصف وإلى الربع أحياناً، ومنذ بداية الشهر الحالي لم توزّع أي ليتر على الأفران سواء معامل الحلويات أو أفران الخبز الخاصة، لافتاً إلى أن سعر ليتر المازوت في السوق السوداء تجاوز الـ12 ألف ليرة، مبيناً أن أي صاحب مخبز خاص يرفع سعر ربطة الخبز يعرّض نفسه لضبوط تموينية لأن الخبز مادة أساسية وسعرها مقرر من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لذا لا يتجرأ أحد على الشراء من السوق السوداء وكذلك الأمر بالنسبة للحلويات و(السمّون).

واعتبر قلعجي أن الأفران والمخابز الخاصة لا يمكن أن تستمر بالظروف الحالية فأغلب أصحابها سرّحوا عمالهم وتوقّفوا عن العمل لأن رب العمل بإمكانه التحمل أسبوعاً أو أسبوعين فقط وليس بشكل دائم وخاصة أننا وصلنا إلى الذروة في أزمة المحروقات، كاشفاً عن وجود إغلاقات يومية للأفران والمخابز الخاصة، مطالباً مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأن تراعي مشكلة خلخلة الأسعار وعدم انتظامها وخاصة أن الحرفي يمنع من تقديم بيان تكلفة جديد إلا بعد مرور شهر ونصف من آخر بيان قدمه للمديرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن