بعد توقف طويل عاد الدوري الممتاز وعادت الحياة و«الإثارة» إلى ملاعبنا الخضراء، وكلنا أمل أن يكون هذا التوقف عابراً، وأن يكون الالتزام بروزنامة الدوري مسألة لها الأولوية في المراحل القادمة وفقاً لوعود كثيرة سمعناها قبل انطلاقته.
بعض «التقاليد» لم تتأخر عن الحضور كما حدث بعد مباراة الوثبة وتشرين حيث شهد ملعبها أحداثاً مؤسفة كنا نتمنى عدم حدوثها لأن مضاعفات هذا الشغب ستنعكس على النادي المعني مادياً ومعنوياً. ومواجهة مثل ذلك مسؤولية يتشارك بها الجميع من إدارات الأندية أو روابط المشجعين، والغريب أن الجميع مقتنع أن الشغب مرفوض بكل المقاييس لكنه يقع تحت ضغط العواطف الزائدة.
الأمر الآخر في هذا السياق يتعلق بعدم حضور فريق الجزيرة لمباراته مع الأهلي تحت أعذار الظروف الصعبة التي يمر بها، وهذا الأمر يستدعي من المسؤولين والمعنيين العمل بكل السبل الممكنة لكي يستمر في مشاركته الحالية.. ونحن ندرك حرص كل الأطراف على ذلك، وكلنا أمل أن يكون العمل في المرحلة القادمة على معالجة هذه المسألة بمزيد من المسؤولية والحكمة.
وعلى هامش هذه العودة الميمونة لا بد من التوقف عند الاستعانة بطاقم حكام أردني لمباراة جبلة والفتوة، فقد يكون من حق أي فريق المطالبة بمثل ذلك لكن يبدو لنا أن الأمر مبالغ فيه، فنحن نمتلك من الحكام ممن يمتلكون المقدرة والنزاهة على قيادة أي مباراة في الدوري في مختلف الظروف وتحت أي مستوى من الضغط قياساً لمستوى التحكيم لمن نستعين بهم فليس الفارق بالشكل الذي يفوق ما لدينا مع الاحترام والتقدير للجميع. كما أن منح الثقة لحكامنا في مثل هذه المباريات أمر له مردود إيجابي على أداء الحكام بكل المستويات.. ونحن هنا لا نحاول مصادرة حق أحد بطلب حكام خارجيين لأسبابه وقدرته على تحمل النفقات بقدر ما نرجو دائماً أن تكون ثقتنا بحكامنا في أفضل شكل لأن ذلك هو ما يحقق الغاية في تطوير أداء حكامنا..
النقطة الأخيرة تتعلق بالأدوات المساعدة التي وصلت أخيراً لحكامنا، وذلك أمر جيد ويحسب لاتحادنا الحالي، وإن تأخر كثيراً، لكن اعتباره من البعض بمنزلة إنجاز أمر مبالغ فيه ذلك أن وجودها ينبغي أن يكون أمراً طبيعياً ومنذ فترة طويلة، ومع ذلك أن تأتي متأخراً أفضل.
عموماً نتمنى أن تشهد المنافسات القادمة في الدوري مزيداً من القوة والإثارة على صعيد الأداء والمتعة الفنية التي يسعى الجميع وراءها.