رياضة

في الدوري الكروي الممتاز.. العقوبات شر لا بد منه … ديربي كبير بين تشرين وجبلة في اللاذقية … سباق ساخن بين الوثبة وأهلي حلب والجيش على الصدارة

| ناصر النجار

تنطلق الجمعة مباريات الأسبوع الثامن من ذهاب الدوري الكروي الممتاز، ومباريات هذه المرحلة خمس، والمباراة السادسة أقيمت في وقت سابق بين المجد والجزيرة وانتهت بفوز المجد 2/1.

مباريات المرحلة السابقة دلت أنه لا كبير في الدوري ورأينا كيف أن فرق الوسط فرضت التعادل على فرق المقدمة، ما يوحي أن المباريات غير محسومة لطرف على حساب طرف آخر، وإنما الحديث للميدان ولمن يحترم كرة القدم.

لقاءات هذا الأسبوع ترسم ملامح الصراع على القمة وربما مباراة الكرامة مع الوحدة هي المباراة الوحيدة البعيدة عن هذا الصراع وتقام من أجل تحسين المواقع والابتعاد عن المؤخرة، الصراع على اللقب صار مزدحماً لوجود خمسة أندية لها حظوظ وافرة حتى الآن ومع المنافسة الشديدة فإننا نظن أنها ستدخل هذا الأسبوع ضمن الإطار النفسي قبل الجاهزية الفنية والبدنية، فالعامل النفسي بات يرسم ملامح السيطرة على المباراة والفوز فيها، وهذا ما لمسناه الأسبوع الماضي بلقاء جبلة مع الفتوة، عندما غرق جبلة بموضوع الحكم الأردني وآثاره السلبية على المباراة، بينما فاز الفتوة لأنه اعتبر أن الحكم ضامن للمباراة فلن يتأثر بالأرض والجمهور كما يمكن أن يتأثر الحكم المحلي، لذلك فاز الفتوة نفسياً قبل فوزه ميدانياً.

والحالة النفسية اليوم ستكون العامل المؤثر في لقاء أهلي حلب مع الوثبة، فالضيف بحاجة إلى نسيان مباراته السابقة وما خلفت من عقوبات وأذى، ولابد للوثبة من تجاوز هذه المباراة والعمل على الخروج من صدمتها، ومواجهة أهلي حلب وكأن شيئاً لم يكن، فالمباراة نقاطها مضاعفة وهي مؤثرة على قمة الترتيب ، وإن أراد الوثبة الاستمرار بالصدارة فعليه الفوز، والفوز سيكون بلاشك علاجاً لكل الأزمات السابقة.

سوبر ستار

يندرج الكلام السابق على جبلة الذي تعرض لخسارة أمام الفتوة لم تكن بالحسبان، هذه الخسارة وهي الأولى للنوارس هذا الموسم يجب أن تقوي الظهر وأن تعيد الفريق إلى سيرته الأولى، المباراة مع تشرين تأخذ شكلاً مغايراً عن بقية المباريات فتعتريها العصبية والحساسية لذلك يجب أن تكون إدارة المباراة هادئة وواثقة وفيها من الحكمة والتعقل أكثر من أي شيء آخر، وخصوصاً أن الخصم ليس بالفريق السهل وهو يرتقي مباراة بعد أخرى متجاوزاً كل العقبات السابقة، في الشكل العام المباراة سوبر فهي تضم بطلي الدوري والكأس، لذلك يجب أن يضع الفريقان هذا الاعتبار في ذهنهما ليقدما لنا الأداء الراقي والجميل البعيد كل البعد عن العصبية وأن يثبتا أنهما خلاصة الدوري الكروي الممتاز.

الفريقان يضمان في صفوفهما الكثير من اللاعبين المتميزين وبعضهم في المنتخبين الوطني والأولمبي، لذلك على هؤلاء اللاعبين أن يقدموا أفضل ما لديهم من أداء وأن يجتهدوا لتحقيق الفوز، وحذارِ أن تجرهم الحساسية إلى ما لا يحمد عقباه، فيتعرض الفريقان لعقوبات هما بغنى عن أذاها في الوقت الحالي.

السهل الممتنع

من الطبيعي أن يضمن الفتوة والجيش نقاط لقائهما مع الطليعة وحطين، وخصوصاً أن الضيفين لم يقدما حتى الآن ما يثبت قدرتهما على المنافسة ومقارعة الأقوياء.

كل الترشيحات تصب في مصلحة الفتوة والجيش للاستمرار في المنافسة على القمة، زحمة المنافسة على القمة تضع الفتوة والجيش أمام مسؤولياتهما لأن فرصة هذا الأسبوع قد لا تتكرر، فاللقاءات القادمة للفريقين أصعب. وهذه القراءة لا تعني أن الضيفين سهلان والفوز عليهما في متناول اليد، بل إن ذلك يتطلب جهداً وتركيزاً كبيرين.

الطليعة ليس سهلاً وهو مجتهد ضمن إمكانياته، والفتوة رغم أنه سيملك المباراة إلا أنه ما زال عاجزاً عن الحسم المبكر كما شاهدنا في عدة مباريات، لذلك عليه أن يسجل باكراً ليفرض سيطرته على المباراة وليديرها كما يشاء.

مباراة الجيش تختلف عن غيرها لاختلاف أسلوب لعب حطين الذي يفتح اللعب ويهاجم ويناور، وهذا الأمر لن يربك الجيش في غزواته لأنه لن يجد الدفاع المكثف أمامه، لكن مسألة التسجيل تبقى مشكلة في فريق الجيش ولابد من الحلول وصولاً إلى الفوز.

المباراتان ينطبق عليهما مقولة السهل الممتنع، فهما في متناول الفتوة والجيش، وقد يكون للضيفين رأي آخر.

تحسين المواقع

في حمص يلتقي الكرامة مع الوحدة في لقاء تحسين المواقع بعد أن ابتعد الفريقان عن المقدمة، الكرامة لم يقدم ما يطرب جمهوره بلقاء الطليعة وحسبوا أن مدربه الجديد (سيشيل الزير من البير). أما الوحدة فنتائجه ما زالت أكبر من إمكانياته وهي نقطة إيجابية تحسب له، وبمثل هذا التصور فإن البرتقالي لن يكون ضيفاً خفيف الظل وسيجتهد للعودة بنتيجة طيبة من خلال التعادل أو اقتناص هدف والنوم عليه.

كل الاحتمالات صحيحة بهذه المباراة، فالتكافؤ هو العنوان الرئيس فيها، لكن الفائز بها سترفع من روحه المعنوية للمباريات القادمة.

جميع المباريات تبدأ في الثانية ظهراً ومباراتا دمشق على ملعب الجلاء، فيلعب الجمعة الجيش مع حطين والسبت الفتوة مع الطليعة، مباراة حلب على ملعب الحمدانية ومباراتا اللاذقية وحمص على ملعب الباسل.

شرٌّ لابد منه

العقوبات الانضباطية التي صدرت عن لجنة الانضباط والأخلاق التي قد تصدر عن جهة أخرى هي شرٌّ لابد منه وهذه حقيقة يعيها الجميع، وعندما تكون العقوبات عادلة ومتناسبة مع مقتضى الحال تأخذ المنحى الإيجابي وهو تصويب مسيرة الدوري، وللمتباكين على الأندية التي تتعرض للعقوبات ولا تملك ما تدفعه، فالحل سيكون بأحد طريقين لا ثالث لهما: الطريق الأول أن تقام المباريات بلا جمهور ما دامت الأندية غير قادرة على السيطرة على جماهيرها، والكلام نفسه يمكن أن ينطبق على رجال حفظ النظام، فمن المستحيل أن يغلق هؤلاء أفواه خمسة آلاف متفرج على أقل تقدير.

والطريق الثاني: أن تلغى العقوبات وأن تفعل الأندية وجماهيرها ما يحلو لهم في الملاعب، لا يوجد دوري في العالم كله خال من القوانين والأنظمة، ولا يوجد في العالم كله ناد لم يتعرض للعقوبة لأسباب مختلفة، فهذا حال كرة القدم ولابد من قانون يردع المسيئين والمشاغبين الذين يؤذون أنديتهم بشغبهم، وقد يكون ذلك بسبب الجهل، فمن الحب ما قتل!

أما قصة معاناة الأندية المالية فهي مسرحية قديمة مهترئة، وللأسف لا نجد هذه المعاناة إلا عندما يُطلب من الأندية ما عليها من واجبات تجاه الآخرين، أما عندما تلهث وراء أشباه اللاعبين وتوقع معهم العقود بمئات الملايين فهي في حالة مادية جيدة، ومهما بلغت قيمة العقوبات على مدار الموسم بأكمله فهي لا تعادل ريع مباراة واحدة.

موضوع التباكي على الأندية بات أسطوانة مشروخة، وبالفعل على اتحاد كرة القدم أن يحزم موضوع دوري الممتاز فلا يسمح لأي ناد بدخوله ما لم يكن مؤهلاً لذلك ولديه كل مقومات الاحتراف، فالقضية ليست عدداً ولا يجب أن تكون مرهونة بعدد، فأي ناد يملك الشروط المعروفة ليكون نادياً محترفاً يدخل الدوري الممتاز من الباب العريض، والبقية عليها بدوري يناسب إمكانياتها.

قضية الجزيرة

موضوع الجزيرة صار أشبه (بنكتة بايخة)، فريق ليس لديه أي مقومات للمشاركة بالدوري الممتاز، ويفرض شروطه على القيادة الرياضية واتحاد كرة القدم ليحظيا بشرف مشاركته!

الموضوع زاد عن حده، ولابد من اتخاذ إجراء حاسم حول هذه القضية.

أهل الجزيرة بكل الأحوال لا يملكون أي حق للدلال، فها هي أندية دير الزور تلعب خارج أرضها وتدبر نفقاتها سواء بالممتاز أم بالدرجة الأولى أو دوري السيدات والشيء نفسه ينطبق على أندية الجهاد وعامودا والخابور والهلال.

نحن نفتخر بكل أنديتنا ونعتز بها وهي تمثلنا في كل المحافل محلياً بأي دوري وخارجياً بأي بطولة، ولا تعني صراحتنا بموضوع فريق الجزيرة أننا ضد هذا النادي أو ذاك.

نعود إلى المربع الأول لنؤكد أن النادي الذي لا يملك إمكانية المشاركة بالدوري الممتاز عليه أن يبقى في الدوري الذي يناسبه ويتناسب مع إمكانياته، والأندية التي جربت حظها مع دوري المحترفين وعادت من حيث أتت كثيرة ونذكر منها على سبيل المثال أندية: المحافظة وحرجلة والحرية والنواعير والساحل وعفرين وقبلها مصفاة بانياس والنضال وحرفيي حلب، لم يكن التأهل إلى الدوري الممتاز هو إنجازاً لها بل كان وبالاً على هذه الأندية، فالمشاركة أفلستها، فضلاً عن أنها لم تحقق أي بصمة ولم تحمل معها أي ذكريات جميلة.

لذلك أنصح المتنافسين اليوم على الصعود إلى الدرجة الممتازة من دوري الدرجة الأولى أن يقرؤوا المستقبل وأن يتعظوا من الماضي وأن يحزموا أمرهم من الآن.

وبالعودة إلى نادي الجزيرة فيجب التفكير ملياً قبل اتخاذ القرار، والقرار يجب أن يكون من صناعة نادي الجزيرة، فإما أن يشارك أو لا، وليتذكر أصدقاؤنا في الحسكة أن آخر دوري شارك فيه الجزيرة موسم (2019/2020) لم يكمله وخسر آخر مبارياته قانوناً لانسحابه آخر الدوري.

من الأرشيف

في مرحلة الذهاب فاز الوحدة على الكرامة في الموسم الماضي بهدفين مقابل هدف واحد سجل للوحدة: أيمن عكيل من ركلة جزاء وقصي حبيب وللكرامة أحمد العمير، وشهدت المباراة طرد إبراهيم الزين من الكرامة في الدقيقة 13، في مباراة الإياب تعادل الفريقان بلا أهداف.

مباراة أهلي حلب مع الوثبة فاز في الذهاب الوثبة بثلاثة أهداف نظيفة سجلها أنس بوطة من جزاء وصبحي شوفان وعبد الرزاق البستاني، وفي الإياب تعطلت المباراة في الدقيقة 70 بعد أن سجل عبد الرزاق البستاني هدفاً للوثبة احتسبه الحكم، ثم ألغاه، ثم حدث هرج ومرج وتوقفت المباراة، فقرر اتحاد كرة القدم إعادتها ففاز أهلي حلب 3/صفر وسجل أهدافه: فواز بوادقجي وزكريا عزيزة وجميل عبد الله.

الجيش فاز على حطين في الموسم الماضي مرتين، في الذهاب 4/2 وسجل أهدافه: رامي عامر وأحمد الأحمد ومحمد البري ومحمد الواكد ولحطين مثنى عرقاوي ومحمد قلفاط وطرد لاعب الجيش طه بصيص آخر المباراة.

وفي الإياب فاز الجيش بهدفي محمد الواكد مقابل هدف لحطين سجله مدافع الجيش أحمد الصالح.

في الموسم الماضي فاز تشرين على جبلة في الذهاب بهدف نصوح نكدلي وفي الإياب فاز جبلة 2/1 سجل لجبلة حيدر محمد وحمزة الكردي ولتشرين زكريا العمري.

تبادل فريقا الفتوة والطليعة الفوز في الموسم الماضي، ففاز الطليعة في الذهاب بدمشق 3/1 وسجل له خالد دينار وصلاح خميس وربيع سرور وسجل للفتوة أسعد الخضر، وفاز الفتوة بالإياب في حماة بهدف عبد الرحمن الحسين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن