سورية

الإرهابيون في «خفض التصعيد» يصعّدون هجماتهم بتشجيع من ضامنهم التركي … الجيش يشن هجوماً معاكساً ضد «النصرة» شمال اللاذقية ويكبّده خسائر كبيرة

| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق - الوطن- وكالات

شنت وحدات الجيش العربي السوري أمس هجوماً معاكساً في ريف اللاذقية الشمالي ضد مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، بعد التصدي لهجومهم وكبدتهم خسائر فادحة، وسط تزايد خروقات وقف إطلاق النار من قبل الإرهابيين في منطقة «خفض التصعيد»، وفي ظل صمت ضامنهم ومشغلهم التركي الذي يشجع على تصعيد الوضع خدمة لأجندته الخاصة.

ويتزامن تصعيد هجمات الإرهابيين في الآونة الأخيرة في منطقة «خفض التصعيد»، التي تضم إدلب وأرياف شمال اللاذقية وشمال حماة وغرب حلب، مع مساعٍ من إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق تقارب مع القيادة السورية التي اشترطت انسحاب جيش الاحتلال التركي من المناطق المحتلة بما فيها إدلب شمال غرب البلاد، للمضي في المسار التفاوضي والتصالحي إلى مستويات دبلوماسية.

وصرح مصدر ميداني في ريف اللاذقية الشمالي لـ«الوطن»، بأن وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في المنطقة، أفشلت هجوم مسلحي «النصرة» على محور نحشبا، وألحقت بهم خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، من دون أن يحققوا أي مكاسب ميدانية.

وأضاف: إن وحدات الجيش العربي السوري تمكنت بداية من استيعاب الهجوم والاشتباك مع مسلحي «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة قبل أن تشن هجوماً معاكساً قتلت وجرحت خلاله العشرات منهم، على الرغم من استقدامهم تعزيزات من مسلحي «الحزب التركستاني» الإرهابي إلى خطوط التماس.

جاء ذلك بعد محاولات تسلل وعمليات «انغماسية» وهجمات مماثلة من مسلحي «النصرة» تنقلت بين جبهات قتال «خفض التصعيد»، وخصوصاً في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي والشرقي، وانعكست وبالاً على الإرهابيين بعد أن أحبطها كلها الجيش العربي السوري الذي تعامل جنوده وضباطه بحنكة ودراية ويقظة مع جميع الخروقات لوقف إطلاق النار ساري المفعول منذ «اتفاق موسكو» الروسي-التركي في 5 آذار 2020.

وقالت مصادر متابعة للواقع الميداني في «خفض التصعيد» لـ«الوطن»: إن تصعيد الوضع في المنطقة يصب مبدئياً في خدمة إدارة أردوغان بعد إخفاق جهودها في شن عملية غزو برية لمناطق شمال وشمال شرق البلاد بسبب ممانعة موسكو وواشنطن، وعجزها عن تحقيق أي مكسب من عملية «المخلب- السيف»، التي أطلقتها في 20 تشرين الثاني الماضي.

ورأت المصادر، أن تفجير الوضع في «خفض التصعيد» ليس من مصلحة إدارة أردوغان في نهاية المطاف لأن الجيش العربي السوري وحليفه الروسي لن يبقيا من دون رد قد يفجر معركة تحرير شمال غرب البلاد من رجس الإرهابيين.

وأشارت إلى أن «النصرة»، وبموافقة ضمنية من إدارة أردوغان، تريد إثبات وجودها في منطقة هيمنتها بإدلب، المدرجة على قائمة المفاوضات السورية-التركية لطرد الإرهابيين منها، وبموجب «اتفاقية سوتشي» الروسي-التركي والعائدة لـ 17 حزيران 2018 إلا أنها لم تنفذ لحد الآن نتيجة مماطلة أنقرة.

على خطٍّ موازٍ، أعلنت وزارة دفاع الإدارة التركية في بيان نقلته وكالة «الأناضول» أمس مقتل أحد جنودها متأثراً بجراح أصيب بها يوم الجمعة جراء نيران أطلقها مسلحو ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» على قاعدة عسكرية تركية ضمن المناطق التي تحتلها القوات التركية في منطقة شمال غرب البلاد والتي تطلق عليها الأخيرة تسمية «منطقة درع الفرات».

وفي وقت لاحق أعلنت الوزارة في بيان مقتل 11 مسلحاً من «قسد» في شمال وشمال شرق سورية، حسب ما ذكرت «الأناضول».

وإلى شمال شرق البلاد، فقد واصلت قوات الاحتلال الأميركي سرقة الموارد والثروات السورية، وأخرجت على دفعات رتلاً مؤلفاً من 53 صهريجاً محملاً بالنفط السوري المسروق من أراضي ريف الحسكة عبر معبر المحمودية غير الشرعي إلى قواعدها في الأراضي العراقية، وذلك وفق ما نقلت وكالة «سانا» عن مصادر محلية.

أما في البادية الشرقية، حيث أكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الهدوء الحذر- حتى ساعة إعداد هذه المادة – ساد معظم القطاعات.

وأوضح، أن الجيش، يتابع مهامه بتطهير تلك القطاعات من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، ويؤمن الطرق الدولية والمحاور لضمان سلامة الآليات العابرة في البادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن