ثقافة وفن

نجوم سوريون وعرب فجعوا برحيل فلذات أكبادهم … أبرزهم أيمن زيدان وأحمد رافع وهاني شاكر

| وائل العدس

«يوم الوداع» بهذه الأغنية ودّع سلطان الطرب جورج وسوف ابنه البكر «وديع» خلال مراسم تشييعه، وهو يوم قاسٍ على «أبو وديع»، ويعتبر من أصعب الأيام التي مرت عليه في حياته بعد أن فقد فلذة كبده.

النجم السوري الكبير جورج وسوف ما يزال قلبه يعتصر ألماً بعد تلقيه خبر وفاة نجله البكر «وديع» الاسبوع الفائت، حيث كان الابن المدلل والصديق الأقرب لوالده، وكان دائماً يرافقه في أبرز محطات حياته، وكان السند له في أزماته الصحية وفي رحلاته الترفيهية وحفلاته بمختلف بلدان العالم.

هذا اليوم عاشه أيضاً العديد من النجوم السوريين والعرب بمشاعر لا تقل حزناً بعدما فقدوا أبناءهم في مصاب عايشوا من خلاله أشد اللحظات إيلاماً في مشوار حياتهم:

أقحوانة العمر

تجربة مريرة خبرها أيضاً النجم السوري أيمن زيدان بعد وفاة ابنه الشاب نوار عام 2010 بعد معاناة مع مرض السرطان.

وتلقى خبر إصابة ابنه بالمرض عام 2008 في أثناء استعداد الأخير لامتحانات الشهادة الثانوية ولم يستطع الصمود أكثر من عامين حيث عاجله القدر.

ونوار هو الابن الأصغر وشارك والده في تقديم برنامج «سوبر ديو، لقاء الأجيال» على قناة «أبو ظبي الأولى».

ويحرص والده كل عام على إحياء ذكرى وفاته بالكثير من الألم والحزن، حيث يعتبر أن هذا المصاب جرح مفتوح في قلبه ولم يستطع تجاوزه إلى اليوم.

وتوجه زيدان برسالة مؤثرة لنجله بعد مرور عقد على وفاته كاتباً له: «ها هي كلماتي المغمسة بوجع الدنيا أكررها بعد مضي 10سنوات على رحيل نوار، أقحوانة عمري التي عصفت بها ريح الموت العاتية… ما زلت أذكر انحناءتك على جدار الحياة حين بدأ الرحيل خطواته الموجعة نحوك، وما زلت أذكر وأنا بجوارك كيف هَوَىَ بك جدار الدنيا الهش وتركتني وحيداً أعانق عبقك وألملم تفاصيلك لأخبئها في ثنايا روحي المتعبة.. وداعاً يا مهجة القلب، خطفك الموت لكنه ظل متربصاً بنا، كم أفتقدك».

شهيد الدراما

في الثاني من تشرين الثاني عام 2012، فجع الفنان السوري القدير أحمد رافع باستشهاد ابنه الفنان الشاب محمد رافع على يد عصابة إرهابية مسلحة عن عمر ناهز الثلاثين عاماً.

رافع كان يقول: «ليس عليكم تعزيتي وإنما يجب أن تهنئوني فابني محمد زُفّ شهيداً للوطن».

وقد أطلق الفنانون على محمد لقب «شهيد الدراما السورية» لكونه أول فنان يستشهد خلال الحرب الإرهابية على سورية.

آخر الكلمات

النجم هاني شاكر من الفنانين الذين مروا بتجربة قاسية أيضاً بعدما فجع بوفاة ابنته قبل نحو 11 عاماً والتي توفيت بعد معاناة مع مرض السرطان عن عمر ناهز 27 عاماً. وجاءت وفاتها بعد مرور 4 سنوات من زواجها، وإنجابها لطفلين توءم هما مليكة ومجدي.

ومنذ وفاة ابنته، تكفل بتربية حفيديه ورعاية شؤونهما بإذن من زوج ابنته، حيث لم يستطع فراقهما بعد رحيل والدتهما بطريقة مأساوية.

وقد كشف أن ابنته أوصته في آخر كلماتها بألا يبتعد عن الساحة الغنائية، ويُباشر أعماله بشكلٍ طبيعي، موضحاً: «ابنتي كان تغضب عندما كنت أعتذر عن أي حفل أو أعمال جديدة طوال فترة وجودي معها في المستشفى».

محبة من الله

وفجعت الفنانة المصرية داليا البحيري بوفاة ابنتها «خديجة» جراء إصابتها بمرض نادر كان سيجبرها على الحياة بطريقة غير طبيعية.

وأكدت أن الحادث كان اختبار محبة من الله، ورغم الحزن أدركت لاحقاً أن رحيل الصغيرة كان لمصلحتها، لأنها كانت ستتعذب طوال فترة حياتها، مشيرة إلى أنها طلبت دليلاً من اللـه على إحساسه بها فكان الرد أنه استرد وديعته.

وتابعت: «إن اللـه قد رحمها من معاناتها واختار لها سبيل الراحة من أي أوجاع وآلام مرت بها «خديجة»، ولو كانت عاشت كانت هتتعب أكتر وربنا اختارها عنده علشان هي ترتاح لأني كنت هتألم في كل مرة هشوفها بتتوجع وتتألم خصوصاً أنها مكنتش حياة طبيعية».

وأكدت أن اللـه عوضها عند وفاة طفلتها «خديجة» في ابنتها «قسمت»، مشيرة إلى أن أي لحظة عاشتها مع طفلتها «قسمت» شعرت بها أضعافاً مضاعفة وخاصة أنها تقلق عليها كثيراً».

تأثير كبير

من أكثر المواقف الصعبة التي مرت على الفنان المصري الراحل حسن حسني هي وفاة ابنته.

وقال ابنه هشام: «أنا الابن الأكبر لوالدي ولدي أختان هما فاطمة ورشا التي توفيت في عام 2013 بعد رحلة مرض استمرت 3 سنوات تاركة ابنتها ملك».

وتابع: «كانت أصعب الأحزان التي مرت على أبي، وطوال فترة مرضها كان عندنا أمل في الشفاء ولكنها تدهورت بشدة آخر شهرين ثم توفيت وكان لوفاتها تأثير كبير على أبي ولم يستطع تجاوز هذا الحزن حتى وفاته».

وأضاف: «كانت رشا أصغرنا وأقربنا إلى أبي وورثت عنه الكثير من الصفات وخفة الدم، وموتها كسره وشعرت بأنه كبر 20 سنة بعد وفاتها».

أشد الأزمات

تعرضت الفنانة المصرية الراحلة مديحة يسري لموقف صعب وأثر فيها كثيراً، هو وفاة ابنها الشاب الرياضي عمرو محمد فوزي في حادث سير عن عمر يناهز 26 عاماً، وقد أكدت حينها أن وفاة ابنها من أشد الأزمات التي تعرضت لها في حياتها، وقالت: «لقد سببت وفاة عمرو لي ألماً اعتزلت بسببه عن العالم لأكثر من عام، كرست الوقت فيه للصلوات والدعاء وقراءة القرآن له، لكن الأصدقاء تمكنوا من مساعدتي على اجتياز المحنة والخروج إلى المجتمع من جديد، إنني لم أنسَه يوماً، وما زلت أحتفظ بصور كثيرة له في منزلي، وأنا أشعر به ينتظرني على باب الجنة لنكون معاً في الآخرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن