رياضة

الأسطورة بيليه

| فاروق بوظو

نشأ بيليه في بيئة فقيرة حيث تعلم اللعبة من والده وتعلم منه سرعة التفكير وليكتسب الكثير من الثقة للعب مع البالغين، ثم يحصل على لقب «بيليه» خلال أيام دراسته نسبة للاعبه المفضل حارس مرمى نادي (فاسكو دا غاما) بيليه.

ومن خلال أدائه الفني الراقي وميله لتسجيل الأهداف الرائعة بالقدمين، أصبح بذلك نجماً في جميع أنحاء العالم لأنه جمع في أسلوب لعبه بين السرعة والإبداع لما يتمتع به من مهارات فنية وقوة بدنية وقدرة على التحمل مع استخدام التغييرات المفاجئة في الاتجاهات والمراوغات المتقنة لتجاوز المنافسين إضافة لبراعته بالألعاب الهوائية بدقة التصويب وحسن التوقيت والارتقاء وكان منفذاً دقيقاً للركلات الحرة والجزاء علاوة على تمتعه برؤية عميقة وذكاء استثنائيين مع روح رياضية عالية.

إنه أفضل لاعب في تاريخ اللعبة حيث اختير لاعب القرن عام 2000 لأنه الوحيد الفائز بكأس العالم ثلاث مرات إضافة لتحقيقه العديد من البطولات مع الأندية التي لعب لها فكان أكثر الشخصيات الرياضية نجاحاً وشعبية في القرن العشرين.

بيليه الإنسان عومل في البرازيل كبطل قومي لإنجازاته وكان لظهوره اللافت في كأس العالم 1958 كأول نجم عالمي من ذوي البشرة السمراء علامة بارزة، وقد حاول بيليه بعدها الاستفادة من مكانته لدعم الطبقات الفقيرة وتحسين ظروفها، وعيّن في تسعينيات القرن الماضي وزيراً للرياضة لرعاية شؤون الرياضيين في بلده.

الوفاء كان واضحاً باصطفاف البرازيليين لوداعه بمن فيهم رئيس الدولة مع إعلان الحداد وطنياً لمدة ثلاثة أيام، كما وقف الجميع حزناً وتقديراً قبل بدء المباريات في كل أنحاء العالم، وقد طلبت (الفيفا) من كل الدول تسمية ملعب باسمه تخليداً لتاريخه.

أما أنا (العميد فاروق بوظو) فقد التقيته في سنغافورة حيث عملنا معاً مدة أسبوع لترويج اللعبة وتحسين ظروفها وزيادة انتشارها، حيث عرفت فيه الإنسان المتواضع والبسيط الذي يتمتع بأخلاق عالية وود واحترام كبيرين.

لقد أعطى «بيليه» للرياضة أبعاداً أخلاقية وإنسانية واجتماعية كبيرة فأصبح أيقونة للإصرار وعنواناً للبطولة حيث سيبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن