قضايا وآراء

أوكرانيا.. أين يذهب الدعم العسكري الغربي؟

| هديل محي الدين علي

منذ اللحظة الأولى لانطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لا ينفك الغرب عن توجيه الدعم لكييف سياسياً وعسكرياً، حتى غدت التصريحات والإعلانات عن المساعدات العسكرية وقيمتها الرقمية أعلى بكثير من الموجود على الأرض والمستخدم فعلياً في المعركة لمواجهة الجيش الروسي.

وسائل إعلام ومحللون سياسيون ومعلومات مسربة عبر عملاء على الأرض، أفادوا عبر تقارير ميدانية أن هذه المساعدات لا تجد طريقها إلى أرض المعركة، وهذا الأمر يطرح العديد من الاحتمالات، أولها وأكثرها رواجاً هو تغير وجهة هذه المساعدات أو الجزء الأكبر منها لتستقر في سوق سوداء جديدة ظهرت في أوروبا وتحديداً في بولندا وفرنسا فضلاً عن الموجودة أصلاً في دول الشرق الأوسط، وهو أمر كان قد أكده ضابط الاستخبارات المركزية الأميركية المتقاعد فيليب جيرالدي، من خلال حديثه عن إرسال الولايات المتحدة لمراقبيها إلى أوكرانيا بهدف تشديد الرقابة على توريد الأسلحة بعد تقارير أمنية عن إساءة استخدامها.

قناة «CBS» الأميركية ردت على جيرالدي فنشرت حينها تحقيقاً صحفياً العام الماضي قالت فيه: إن جزءاً كبيراً من المساعدات العسكرية التي ترسل إلى أوكرانيا لا تصل إلى وجهتها النهائية حيث ينقلها حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأميركية إلى بولندا وعند هذه النقطة تحديداً تنتهي الرقابة الأميركية، وينقل التحقيق معلومات عن المؤسّس والرئيس التنفيذي لمنظمة «أزرق أصفر» ومقرّها في ليتوانيا جوناس أومان قوله: «كل هذه المعدات تمر عبر الحدود، ثم يحدث شيء ما، 30 بالمئة منها فقط يصل إلى وجهته النهائية.

الاحتمال الثاني هو ظهور مشاكل الاستعمال للمعدات الغربية من قبل عناصر الجيش الأوكراني، وبالتالي ارتفاع مخاطر توقف الشبكة اللوجستية، حيث تحدثت وسائل إعلام غربية عن مشاكل محتملة قد تواجه الجيش الأوكراني بعد تزويده بمدرعات «برادلي» و«ماردير» و«إيه إم إكس 10»، وفصّلت ذلك مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية بالقول: «إن هناك أسباباً تدعو إلى القلق من إدخال 3 مجموعات من المركبات المتشابهة والمتباينة في الوقت نفسه مع بعضها إلى الميدان ما يؤدي إلى إرهاق الشبكة اللوجستية»، أي إنه لا توجد أنظمة أسلحة لها المتطلبات اللوجستية نفسها في الميدان، الأمر الذي قد يزيد من الضغط على البنية التحتية اللوجستية، حيث إن إدخال مركبات القتال الثلاث الجديدة يتطلب ثلاث سلاسل توريد متباينة للصيانة والإصلاح والفحص الشامل، وثلاث عمليات تدريب متباينة لأطقم العمل، واعتماد ثلاث مجموعات متباينة من إجراءات التشغيل، بالإضافة إلى ثلاث سلاسل متباينة لتوريد الذخائر.

الاحتمال الثالث هو أن المعدات الغربية تتعرض للتدمير نتيجة استهداف القوات الروسية لها بأسلحة عالية الدقة وبالتالي عدم وصول هذه المعدات إلى الجيش الأوكراني وهو أمر أكدته العديد من التقارير الميدانية والإعلامية الغربية والروسية.

هذه الاحتمالات قد تكون مجتمعة هي أسباب تحول من دون وصول الدعم لكييف، ولكن يبقى السؤال الأهم على الإطلاق إلى متى سيستمر الدعم الغربي لكييف في ظل خسائر اقتصادية وسياسية داخلية وخارجية في أوروبا؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن