سورية

الاحتلال التركي واصل «التتريك» في تل أبيض … احتجاجات غاضبة في الرقة ضد «قسد» بعد مقتل معلمة وابنتها

| وكالات

شهدت مدينة الرقة أمس احتجاجات أهلية غاضبة على خلفية مــقــتــل معلمة وابنتها مؤخراً، على حين انتشر مقطع فيديو يظهر أحد أهالي حي العزبة في محافظة دير الزور وهو يضرب متزعماً في ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بسبب فساد الأخيرة.
جاء ذلك، في وقت واصلت «الإدارة التركية» المضي في سياسة «التتريك» التي تتبعها ضمن المناطق التي تحتلها في شمال سورية، حيث فرضت قواتها المحتلة على طلاب مدارس مدينة تل أبيض بريف الرقة، ترديد النشيد التركي شفهياً وكتابياً وأدرجت صوراً لشخصيات ورموز قومية للدولة التركية في المناهج الدراسية.
وتجمع العشرات من أهالي حي المشلب الواقع على الأطراف الشرقية لمحافظة الرقة، أمام ما يسمى «المجلس المدني بمدينة الرقة» التابع لـــــ«قسد»، احتجاجاً على مقتل معلمة وابنتها على يد لصوص وانتشار مروجي المخدرات وازدياد حالات الجريمة والسرقة في أحياء المدينة، وذلك حسب ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
وتحدثت المصادر عن أنه في وقت لاحق أمس، أقدم مواطنون على إضرام النيران في منزل، يتهمون أصحابه بقتل المعلمة وابنتها في حي المختلطة بمدينة الرقة، مشيرة إلى أن ذوي المغدورة اتهموا 3 أشخاص من سكان الحي الذي تقطنة المغدورة.
وأضافت: إن أفراداً من قبيلة جيس تجمعوا عند الكورنيش احتجاجاً على مقتل المعلمة وطفلتها للمطالبة بالكشف عن المجرمين.
وفي محاولة للتخفيف من غضب الأهالي، أعلنت ما تسمى قوات «الأسايش» الذراع الأمنية لـ«قسد»، إلقاءها القبض على قتلة المعلمة الحامل، وابنتها خلال أقل من 24 ساعة! وذلك حسب ما ذكرت وكالة «هاور» الكردية أمس.
وقالت «الأسايش» في بيان: إنها «تمكنت من التوصل للمشتبه فيهم وإلقاء القبض عليهم، بأقل من أربع وعشرين ساعة»، مشيرة إلى أنهم اعترفوا خلال التحقيق الأولي بارتكابهم جريمة القتل.
وزعمت الميليشيا أنها ملتزمة بشكل تام في ملاحقة كل من يعمل على المساس باستقرار المنطقة، وتقديم كل من يهدد أمن وأمان المواطنين «للعدالة لينالوا جزاءهم».
بموازة ذلك، نشرت مواقع إلكترونية معارضة تسجيلاً يوثق إقدام أحد أهالي منطقة العزبة بريف دير الزور الشمالي على ضرب رئيس ما يسمى «مجلس دير الزور المدني» التابع لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها «قسد» المدعو محمد الرجب في مكتبه بمنطقة السبعة كيلو شمال دير الزور، وذلك بسبب فساد هذا «المجلس» وما يسمى «المجلس العسكري» التابع أيضاً للميليشيات، وعجزهما عن تأمين مستحقات المحروقات وتحسين الخدمات.
وجاءت تلك التطورات، على حين ذكر مصدر محلي وفق «هاوار»، أن طلاب مدينة تل أبيض المحتلة بريف الرقة الشمالي التي يشرف عليها ما يسمى «مجلس تل أبيض المحلي» التابع للاحتلال التركي، بدؤوا بترديد النشيد التركي في مدارسهم مع بداية كل أسبوع دراسي، الأمر الذي أثار غضب أولياء أمور الطلاب، ولجأ بعضهم لإرسال أبنائهم إلى معاهد خاصة كردّ فعل على ذلك.
وأضاف المصدر: إن الطلاب يُجبرون على ترديد وحفظ النشيد التركي شفهياً وكتابياً ضمن المنهاج التعليمي، إلى جانب تضمينه تاريخ الدولة التركية وصوراً لمؤسس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك وتمجيده».
ومنذ احتلال القوات التركية ومرتزقتها الإرهابيين لمدينة تل أبيض وأجزاء واسعة من أريافها، عقب العدوان الذي شنوه عليها في 9 تشرين الأول 2019، وتهجير الآلاف من سكانها، فرضت لغتها في المناهج الدراسية التي تُعَدُّ وتُطبع داخل الأراضي التركية ليتم توزيعها على المدارس التي تشرف عليها ما تسمى بـ«المجالس المحلية» التابعة للاحتلال، وذلك في إطار سياسة «التتريك» الممنهجة في الأراضي السورية المحتلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن