رياضة

نتيجة الأزمة المالية التي لم تنفرج … هل يتخلص أهلي حلب من لاعبيه ويبتعد عن المنافسة على اللقب

| حلب - فارس نجيب آغا

جرت رياح أهلي حلب كما تشتهي سفنه بعد أن خدمته نتائج المرحلة التاسعة من بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم، ووضعته في الصدارة إلى جانب الوثبة والجيش بنفس عدد النقاط لكن يتأخر عنهما بفارق الأهداف فقط، والأهلي ضرب في مباراته مع حطين أكثر من عصفور بحجر واحد فهو حقق الفوز ونال نقاطاً غالية مكنته من أن يلامس القمة مع عودة الانسجام والتجانس لفريقه الذي سيطر على اللقاء بأغلب فتراته وقدم كل ما هو ممكن، وقام مدربه البحري بزج عدد من لاعبي الاحتياط لإكسابهم الثقة أيضاً وعوض غياب مهاجمه النيجري أوكيكي بكامل كواية الذي بصم على هدفي الفوز، الأهلي الآن يعيش أفضل فتراته على الصعيد الفني داخل المستطيل الأخضر لكن خارج الملعب مازالت المشاكل الإدارية والأزمة المالية تعصف بالفريق إلى ما لا نهاية وخاصةً أن النادي دخل بأزمة يصعب الخروج منها، وقد بدأ ببيع لاعبيه لحل ما يمكن حله وهو ما نوه إليه مدربه في أكثر من مؤتمر صحفي معتبراً أن النزف الحاصل ليس في مصلحة فريق ينافس على اللقب، فكيف سيكون الوضع بعد نهاية مرحلة الذهاب، هذا ما تنتظره جماهير الأهلي لتعرف أي طريق سيسلك فريقها في بطولة الدوري.

تعاقدات وديون

الطريق الذي يسير عليه فريق أهلي حلب حالياً هو المزاحمة على لقب الدوري وهي رغبة مجلس الإدارة منذ بداية الموسم عندما اجتمعت مع المدرب ماهر بحري، وطلبت منه تحضير فريق يعيد للنادي البطولة الغائبة عنه منذ زمن طويل وهو ما ترجمه المدرب على الفور إلى واقع عندما وضع لائحة بأسماء عديدة وجيدة من اللاعبين بغية التعاقد معهم فتمت العملية بنجاح وأبرمت العقود على أن تدفع المقدمات في وقت لاحق، والجميع أخذ ثقة كلام مجلس الإدارة الذي لم يعرف حينها أن ما يفعله سيقود النادي إلى التدهور مالياً في ظل عدم معرفة موقف الشركة الداعمة التي لم تفصح عن شيء، والتي بدورها أخرجت النادي من حساباتها هذا الموسم حتى الآن ولم تبادر لدفع أي هبة كما يحدث كل موسم، ما ورط النادي بمبالغ ضخمة عجز مجلس الإدارة عن دفعها فبدأ يستدين من هنا وهناك لتغطية العجز الذي يواجهه.

أوكيكي أول الراحلين

بعد عدة جولات من بداية الدوري بدأت أصوات اللاعبين والجهاز الفني تتعالى مطالبةً بحقوقها التي لم ترَ منها شيئاً، ومع ازدياد الضغط لم يجد مجلس الإدارة حلاً سوى الوعود المتكررة التي نقضت جميعها على غير ما كان متوقعاً حتى تقدم أحد المحبين بحل يسدد من خلاله جميع المبالغ المستحقة للاعبين كدين ويتم رده حين انتعاش صندوق النادي، وقد تكفل ذلك المحب بدفع مبلغ يناهز نصف مليار ليرة سورية وأكثر حيث هدأت العاصفة قليلاً وبقي موضوع المحترفين أوكيكي وأدجي اللذين طالبا أيضاً بدفع مستحقاتهم ورفضا في بعض الأحيان دخول الحصة التدريبية أو السفر مع الفريق لحين منحهما أموالهما حتى غادر أوكيكي في إجازة من دون عودة مطالباً بفسخ عقده نتيجة عجز مجلس الإدارة عن دفع مستحقاته وتوصل الطرفان إلى فسخ العقد بالتراضي مع تنازل أوكيكي عن جزء من مستحقاته في وضع لم ينل إعجاب واستحسان الجماهير التي بدأت تشاهد لاعبيها يرحلون الواحد تلو الآخر.

الريحانية ثاني المغادرين

بعد أوكيكي فرط الأهلي منذ أيام بلاعب المنتخب الوطني محمد ريحانية على سبيل الإعارة إلى حتا الإماراتي الذي ينشط في دوري الدرجة الأولى مقابل ما يقرب من ثلاثمائة مليون ليرة سورية كما يتردد في الأوساط الأهلاوية والمبلغ الذي يصل إلى النادي سيتم استخدامه في تسديد بعض المستحقات والديون الشخصية التي تقع على كاهل النادي، لكن بالمحصلة لن يفي المبلغ بالغرض وهو مجرد حل بسيط، موضوع هجرة اللاعبين ربما لن يتوقف عند هذا الحد فاللاعب كامل كواية هو الآخر يتفاوض مع أحد الأندية البحرينية والأمور تسير بطرق سالك وربما يلحق به المدافع يوسف الحموي وهو ما يحدث حالياً داخل الفريق الذي بدأ يفرط عقده شيئاً فشيئاً نتيجة السياسية التي يعمل بها مجلس الإدارة، والذي لم يجد بداً سوى رحيل اللاعبين لتخفيف الأعباء المالية التي يعجز عن الإيفاء بها.

موقف ضبابي

مدرب الفريق ماهر بحري من جهته أكد في أكثر من مناسبة أن مرحلة ما بين الذهاب والإياب ستشهد عملية تعاقد مع لاعبين لتعويض الراحلين، ولكن كيف يمكن حدوث ذلك والأهلي يفرط بلاعبيه نتيجة حاجته الماسة للمال، ولماذا سيقوم بإبرام تعاقدات جديدة وهو من يفرط بلاعبيه من الأساس دون الحفاظ عليهم، أسئلة تبدو منطقية لكن دون إجابات واضحة أو صريحة خاصةً أن مجلس الإدارة يبدو ضبابياً في هذه المرحلة من دون الإفصاح عما يحدث ووضع الجماهير بحقيقة الأمور، بعض الأخبار تشير إلى تخلي الأهلي عن عدد من اللاعبين الإضافيين بين مرحلتي الذهاب والإياب وتؤكد مصادر لـ«الوطن» أن مصطفى الشيخ يوسف سيفك ارتباطه مع الأهلي بعد نهاية الجولتين المتبقيتين من مرحلة الذهاب وربما يلحق به أحمد شمالي أيضاً وهو ما يتم الحديث عنه من خلال الأخبار المتداولة منذ فترة جيدة وهي ليست وليدة اليوم.

سياسة جديدة

المسؤولون عن كرة القدم وبحسب ما يصلنا يفكرون في سياسة جديدة عبر الاعتماد على أبناء النادي خلال مرحلة الإياب وحتى لا يجدون مانعاً من رحيل الجهاز الفني وعلى رأسه المدرب ماهر بحري وتعيين مدرب من داخل أسوار النادي لقيادة المرحلة وتحضير فريق للموسم القادم والأمر على طاولة النقاش في مرحلة لا أحد يعرف كيف تسير فيها كرة القدم الأهلاوية نتيجة عدم وجود أشخاص مختصة لها وزنها وخبرتها في كرة القدم، واللعبة تدار بعشوائية بالغة ولولا غيرة اللاعبين والجهاز الفني وصبرهم على ما يحدث لما وصل الأهلي إلى القمة، ويبدو أن كل شيء سيتم نسفه في يوم وليلة وقد يحدث في حال تطابقت الأخبار التي يتم الحديث عنها عبر التخلي عن الكادر الفني ورحيل بعض اللاعبين وبذلك يخرج الأهلي من المنافسة ويكمل الدوري كتأدية واجب تحت بند تحضير أبناء النادي.

فرصة ذهبية

الأهلي اليوم أمام فرصة ذهبية للفوز بلقب الدوري وخاصةً أن كل شيء متاح وكل ما يجب فعله هو مبادرة مجلس الإدارة لتقديم جميع سبل الدعم ودفع المستحقات المتراكمة من خلال حلول جذرية ومواصلة المنافسة مع فريق يملك كل المواصفات ولا تشوبه شائبة وخاصةً أن الفرصة ممهدة لصدارة مرحلة الذهاب، حيث يستقبل الأهلي يوم الجمعة القادم فريق المجد في الحمدانية والمؤشرات تصب جميعها في مصلحة الأهلي ومن ثم يشد الرحال إلى اللاذقية ليواجه تشرين في ختام المرحلة مع مواجهة ستجمع بين الوثبة والجيش ومهما كانت نتيجتهما وفاز الأهلي فسيكون هو بالصدارة، لكن بعد ذلك لا أحد يعلم كيف سيكون وضع الفريق وكل شيء ستكشفه فترة الانتقالات القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن