رياضة

في الدوري الكروي الممتاز.. الشغب يمتد في الملاعب … المنافسة على القمة بين خمسة تتبادل بينها المواقع .. المجد وحطين في خطر والطموح يراود تشرين والكرامة

| ناصر النجار

مباريات الأسبوع التاسع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز لم تختلف كثيراً عن المراحل السابقة التي حملت في طياتها فائزاً واحداً وتعادلاً يلف البقية.

وهذا الكلام يخص سباق الصدارة والمنافسين عليه، الجميل في دوري هذا الموسم أن نصف الفرق تنافس على البطولة، والنصف الآخر موزع على بقية المراكز وصولاً إلى المناطق الخطرة التي تقترب كثيراً من المنطقة الدافئة.

الفائز الوحيد في دائرة الصراع على القمة كان أهلي حلب وبقية المنافسين وقعوا في فخ التعادل، التعادل وقع في نصف المباريات فأضاعت الفرق نقاطاً كثيرة، وهذا الهدر هو الذي وضع الفرق جنباً إلى جنب بل إنه قرّب بعض الفرق من المنطقة الدافئة لتكون على أعتاب الصدارة، وهذا الأمر يوحي أن الإياب سيكون لاهباً ومثيراً.

ثلاثة فرق لم تعرف طعم الخسارة هي الوثبة والجيش وأهلي حلب ولكنها وقعت في شرك التعادل أربع مرات، الفتوة خسر مرتين وجبلة خسر مرة واحدة.

والمرحلتان المتبقيتان من الدوري ستحددان شكل الصراع النهائي قبل أن تغلق مرحلة الذهاب أبوابها.

لغة الفوز

وفرة التعادل بمباريات فرق الصدارة تدل على أن ثقافة الفوز غائبة عن فكر فرقنا ومدربيها، فالتعادل هو أسوأ نتيجة في عالم كرة القدم لأن الفرق بالتعادل تهدر نقطتين، وفرق الصدارة أهدرت ثماني نقاط في أربعة تعادلات، ولو أنها فازت في مباراتين وخسرت مثلهما لكان حصادها أفضل، فبالتعادل نالت أربع نقاط ولو أنها فازت بمباراتين لنالت ست نقاط.

والأمر اليوم يجب أن يتوجه نحو هذه الفكرة، فتكريس ثقافة الفوز هو الذي يحسم صراع القمة، وعلى سبيل المثال فإن أصعب المباريات ما ينتظره فريق الوثبة، حيث سيقابل الفتوة بدمشق ثم يستقبل الجيش في آخر مبارياته، فلو انتهج الوثبة طريق التعادل في المباراتين فهو خاسر، والأفضل أن يلتمس الأسلوب الهجومي لتحقيق الفوز ولو في مباراة واحدة، فالفوز بمباراة من اثنتين يمنحك ثلاث نقاط على عكس التعادل في المباراتين فإنه لا يمنحك أكثر من نقطتين، والفائز بهذا الصراع بنهاية الذهاب هو من يعتمد هذا النهج.

والملاحظ في المباريات المتبقية أن فرق الصدارة باستثناء الوثبة لديها مباراة قوية وأخرى أقل صعوبة.

الجيش سيواجه الطليعة على أرضه والوثبة خارجها، وأهلي حلب سيستقبل المجد ثم يلعب مع تشرين في اللاذقية، والفتوة سيلعب بدمشق مباراتين مع الوثبة أولاً ويختتم الذهاب بلقاء المجد، جبلة سيحل ضيفاً على الكرامة ثم يواجه الوحدة على أرضه وبين جماهيره.

إذا سارت المباريات ضمن النهج القديم فالتغييرات في مراكز الصدارة قد تكون هامشية، أما المفاجأة فستكمن بتغيير المراكز رأساً على عقب، مع الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن تلعب بقية الفرق دور الكومبارس وخصوصاً فرق الكرامة والوحدة والطليعة وتشرين، أما المجد فمن الصعب أن يحدث انقلاباً لأنه ما زال بعيداً عن مستوى صناعة المفاجأة، وحطين لن يواجه أي فريق من الكبار في الأسبوعين الأخيرين.

ولأننا نتحدث عن النهج الهجومي فإن الملاحظ أن فرقنا كلها بلا استثناء تعاني من عقم واضح في التسجيل، فلا يعني الفوز بمباراة بفارق هدفين أو ثلاثة أن الفاعلية الهجومية بخير، لأن بقية المباريات شهدت تسجيل هدف واحد أو أن هذا الهدف غاب، فالنتائج السلبية كانت أعلى من النتائج الإيجابية، وليس من الضروري أن تملك كل فرقنا هدافاً لتسجل لأن المهم أن تملك النزعة الهجومية والأسلوب التي يوصل الكرات إلى الشباك، وأشهر الفرق التي تملك الهدافين هي: الجيش وجبلة والفتوة، وللأسف فإن هدافي الفرق هذه كانت غائبة عن التسجيل في أغلب المباريات، وهذه المشكلة عانى منها جبلة تحديداً، فالبحر عندما لا يسجل يهتز وضع فريق جبلة وهذا ما لاحظه الجميع في المباريات الثلاث الأخيرة وقد هبط مستوى البحر فجأة وقد يكون هذا الهبوط المفاجئ لسبب نفسي له علاقة بالمنتخب أو غيره، لكن أين البديل؟ لذلك فإن النوارس بدأت تطالب المدرب بالبحث عن البدائل، ليس بديل البحر، إنما بالأسلوب، فقد يكون ذلك بدعم خط الهجوم بمهاجم أو اثنين، أو تقوية خط الوسط بلاعبين يميلون إلى النهج الهجومي.

جبلة سجل في خمس مباريات 12 هدفاً ثم توقف فسجل في ثلاث مباريات هدفين.

أهلي حلب سجل تسعة أهداف في ثماني مباريات والفتوة عشرة، بينما سجل كل من الوثبة والجيش 12 هدفاً.

من هنا نعتقد أن حسم الصراع على القمة لن يكون مكانه في الذهاب وإن كنا نتوقع تبادلاً للكراسي الموسيقية بين الفرق الخمسة.

المنطقة الدافئة

خارج صراع القمة لدينا ستة فرق، خمسة ستكون آمنة وفريق واحد سيهبط إلى الدرجة الأدنى، الأنظار اليوم تتجه نحو المجد لكونه آخر الترتيب برصيد نقطتين ولكونه لم يحقق الفوز على أي من الفرق في مبارياته السابقة واكتفى بتعادلين، من المتوقع أن ينهي المجد مرحلة الذهاب في المركز الأخير، لكن فرصته كبيرة في الإياب للخروج من هذا الموقع.

المشاكل الداخلية في النادي ساهمت بهذا الموقع والتبدلات التي طرأت على إدارة النادي كان لها الدور الأكبر في تحقيق هذه النتائج ولاسيما أن غياب الاستقرار الإداري ولد غياباً في الاستقرار الفني فشاهدنا التغييرات المتواصلة في العمل الفني وقد وصل العدد إلى خمسة مدربين في سبع مباريات!

نعتقد أن وضع المجد حرج وهو في غاية الصعوبة، ولكنه ليس مستحيلاً وبإمكان الفريق التعويض فمن يتقدمه لا يبتعد عنه كثيراً، مباراتا المجد القادمتان ستكونان في غاية الصعوبة فسيلعب الجمعة مع أهلي حلب في حلب ثم يختتم الدوري بدمشق بلقاء الفتوة وكلا الفريقين ينافس على القمة.

يعتلي المنطقة الدافئة فريق تشرين وله 11 نقطة ويبتعد عن جبلة بفارق نقطتين، كما يبتعد عن الصدارة بفارق خمس نقاط، لكن تشرين لم يتبق له إلا مباراة واحدة سيستقبل بها أهلي حلب في ختام الذهاب، وطموح دخول منطقة الكبار باتت هاجسه، وأمله سيتصاعد إن حقق الفوز على الأهلي.

تشرين بطل الدوري وبدأ يخرج من عنق الزجاجة وسيشكل خطراً على صراع القمة ومنافسيه في الإياب.

الكرامة يليه في الترتيب وله عشر نقاط، ومثل تشرين لم يتبق له إلا مباراة واحدة سيلعبها مع جبلة في حمص الأسبوع القادم، طموح الكرامة بالدخول في نادي الكبار طموح مشروع وهو حقه ولكن عليه الفوز على جبلة أولاً، والتفكير بمرحلة الإياب بجدية.

تشرين والكرامة من حقهما تعزيز صفوفهما في الميركاتو الشتوي الذي سيفتح مع الإياب وينتهي آخر شهر شباط القادم، وخصوصاً أن مدرب الكرامة اشتكى من غياب أبرز ثلاثة لاعبين لديه مع منتخب الشباب وقد لا يعود اللاعبون إلى الفريق إلا في منتصف آذار القادم.

ما قدمه فريقا تشرين والكرامة لم يكن كما يطمح إليه جمهورهما وهما كفرق القمة غرقا في التعادل، فتشرين تعادل خمس مرات وهو أكثر الفرق تعادلاً، والكرامة تعادل في أربع مباريات.

الوحدة والطليعة وحطين في مركب واحد وهي أقرب إلى المنطقة الدافئة من الهبوط، والمباريات القادمة ستحدد موقفها من مرحلة الذهاب فإما ستنضم إلى الخطر الذي يشعر به المجد أو إنها تتقدم نحو المنطقة الآمنة، وفي الإياب لكل حادث حديث.

الفرق الثلاثة في هم واحد، هو الاضطرابات الإدارية والمشاكل الداخلية والضائقة المالية، وهذا ما نجده في الوحدة واضحاً، فالمشاكل تملأ النادي لدرجة أن القائمين على فريق الشباب قدموا اعتذارهم وصرحوا بأسبابهم وهي كلها تخص الإدارة التي عزلت نفسها عن فريق شبابها ومنعت عنه العير والنفير، وإذا أضفنا إليه المشاكل المالية الداخلية والخارجية أدركنا حجم الصعوبات التي يعانيها النادي والتي تنعكس شئنا أم أبينا على الفريق الأول.

من هنا فإن آمال الوحدة تتلخص بالبقاء في المنطقة الآمنة وتحقيق ما يمكن تحقيقه من نتائج جيدة، الوحدة سيلعب الجمعة مع حطين ويختتم ذهاب الدوري بجبلة بلقاء فريقها، والمفترض أن يكون لقاء حطين لمصلحة الوحدة (نظرياً) والعمل بجد على جعله أمراً واقعاً، أما مباراة جبلة فعلمها عند ربي.

الطليعة كما كل موسم يعيش في المنطقة الدافئة وينأى بنفسه عن المنافسة وذلك بسبب ضعف الإمكانيات المالية، الطليعة لديه ما يقدمه في الدوري والدليل فوزه على الفتوة بدمشق لكن خسارته بأرضه أمام الوحدة أوحت أن الفريق مزاجي، فتارة في القمة وتارة على السفح.

الطليعة أمامه مباراة صعبة أمام الجيش بدمشق ثم يتقابل مع حطين في حماة وهي مباراة أقرب إلى التكافؤ، رصيد الطليعة ست نقاط.

حطين قريب من المجد ويبتعد عنه بفارق ثلاث نقاط وهذا يضعه في الخطر المحدق لأن أي هزة لفريق حطين ستبقيه في دائرة الخطر، حطين من الفرق الكثيرة التي تعاني ضائقة مالية خانقة تؤثر بشكل مباشر على كرة القدم في النادي، ومع ذلك ما زالت مقاليد الأمور بيد حطين، فسيلعب خارج أرضه مع الوحدة والطليعة وإذا نجا منهما يحقق قفزة كبيرة ويدخل الإياب مرتاح البال.

من الدوري

– سجل في المرحلة التاسعة من الدوري سبعة أهداف فقط، والحضور كان متوسطاً وقارب في حمص وجبلة وحلب عشرة آلاف وفي حماة ودمشق خمسة آلاف.

– التحكيم لم يكن في يومه وأشار المراقبون إلى ركلتي جزاء يستحقهما الكرامة بلقاء الوثبة مع طرد حارس الوثبة، والمجد ظلم مع تشرين فله ركلة جزاء واضحة لم تحتسب.

– ما زال الشغب مسيطراً على المباريات وشهدت بعضها شتائم عديدة تبادلها الجمهور أو اتجهت نحو الحكم، إضافة إلى رمي أرض الملعب بالحجارة والزجاجات الفارغة، وهذا كله سيقع ضرره على الأندية غرامات مالية هي بغنى عن دفعها وسط الأزمات المالية التي تخنق أغلب الفرق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن