رياضة

للمرة العاشرة على أرض عربية وللمرة الثالثة تقام في المغرب … بطولة مونديال الأندية التي حلم بها الصغار وسيطر عليها الكبار .. الزعامة للإسبان وحضور لافت للبرازيليين والإنكليز

| خالد عرنوس

تعتبر مسابقة مونديال الأندية واحدة من المسابقات المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والتي دأب على إقامتها سنوياً منذ 2005 وها هي تعود من جديد بحلتها القديمة غير ملبية للطلب بانتظار النسخة القادمة الموعودة بمشاركة أكبر وأوسع، بحيث تستحق وقتها مسمى بطولة العالم للأندية والمزمع إقامتها قريباً، وربما يكون الصيف القادم موعداً لها، وتعود فكرة بطولة تجمع أفضل الأندية في العالم إلى أكثر من قرن، فعندما انتشرت فكرة البطولات المحلية بشكلها الحالي أو حتى قبل ذلك اقترح العديد من المهتمين إقامة بطولة كروية تجمع الأندية على غرار بطولة المنتخبات التي كانت تقام على استحياء من خلال دورة الألعاب الأولمبية ورغم نجاح الفكرة إلى حدٍّ ما لكنها افتقدت للاستمرارية نظراً لعوامل كثيرة.

وعندما انتظمت أول بطولة للأندية في أميركا الجنوبية جاء المقترح بإقامة مباراة سنوية تجمع بطلها مع بطل أندية أوروبا للأندية البطلة، على أن يتوج الفائز من خلالها بطلاً للعالم أو للكأس القارية كما كان يطلق عليها «الإنتركونتيننتال»، ومع إقامة بطولات للأندية في القارات الأخرى ارتفعت الأصوات مطالبة بتوسيع رقعة البطولة لتشمل باقي القارات وانتظرت القارات الصغيرة (كروياً) ردحاً من الزمن ليقر الاتحاد الدولي هذه الفكرة، ورغم أنه جوبه باعتراضات كثيرة لكنه شرع بالفكرة ونفذها بالحد الأدنى.

كأس الأبطال

وبالفعل نفذ الفيفا وعده وأقام أول نسخة لأبطال القارات الست كروياً وأقيمت تلك النسخة في البرازيل مطلع عام 2000 بمشاركة ثمانية أندية، وقرر إقامتها سنوياً بعد نجاحها بالشكل وإن لم يكن المضممون ساراً وخاصة لأندية أوروبا الكبيرة التي عارضت الفكرة وموعد إقامة البطولة، ولأن الظروف عاندت البطولة فقد أدى إفلاس شركة التسويق الرياضي التي اعتمدها الفيفا، يومها ألغيت البطولة المزمع إقامتها في إسبانيا ليتأجل المشروع أو يلغى مؤقتاً.

وفي عام 2005 اقترحت الشركة اليابانية الراعية لكأس الإنتركونتيننتال بالشراكة مع رعاة آخرين على إحياء البطولة وتنظيمها في بلاد الساموراي، وهكذا كان، فالتزمت الاتحادات القارية بإرسال أبطال كؤوسها الرئيسية للمشاركة ليكتب السطر الثاني والأول فعلياً على طريق مونديال الأندية بمشاركة فعلية لأبطال القارات ثم أضيف لها فريق يمثل الدولة المنظمة وعندما أضحت الفكرة واقعاً انتقلت البطولة إلى عدد من الدول الأخرى تنظيماً ولاقت نجاحاً جيداً قبل وصول جياني إنفانتينو الرئيس الحالي للاتحاد الدولي الذي وعد بتوسعتها لتصبح بمشاركة 16 نادياً وتقام على غرار مونديال المنتخبات كل أربع سنوات مرة، واعتمد العام الحالي موعداً لانطلاقها بالحلة الجديدة على أن تنظم الصين النسخة الأولى، إلا أن وباء كورونا وتوابعه ألغى الفكرة مجدداً ولم يتم حتى الآن تحديد موعد رسمي لإقامة المونديال الموسع.

تطورات طفيفة

أقيمت النسخة الأولى للبطولة في البرازيل بمشاركة 8 أندية وكانت كتجربة فتمت دعوة فريقين أوروبيين وفريقين من البرازيل لكسب الجماهير إضافة إلى أربعة أبطال للقارات الأخرى وبدا نظام البطولة منطقياً بحيث قسمت الأندية على مجموعتين تأهل بطلاهما إلى المباراة النهائية وصاحبا المركز الثاني لمباراة الترتيب على المركزين الثالث والرابع وإن بدا الأمر مجحفاً خاصة مع فارق الهدف الذي حرم الريال من خوض النهائي، وعندما عادت البطولة 2005 استغني عن فريقين فاقتصر الحضور على الأبطال الفعليين لكن نظام البطولة بقي مجحفاً ولاسيما أن ممثلي أميركا اللاتينية والأوروبية اقتصر حضورهما على نصف النهائي ورغم انضمام ممثل عن الدولة المضيفة فيما بعد لكن بقي النظام على حاله، فأضيفت مباراة تمهيدية بين بطل أوقيانوسيا وممثل الدولة المنظمة الذي كان هو بطل الدوري المحلي فيها وبقي هذا النظام قائماً حتى النسخة القادمة في المغرب.

لغة الكبار سائدة

عندما طالب الصغار بإقامة البطولة واللعب مع الكبار كانت آمالهم عريضة بالمشاركة وربما المنافسة على اللقب العالمي، لكن الذي حدث بعد 18 نسخة من البطولة لم يخرج عن سيطرة كبار الكرة العالمية على ألقاب هذه المسابقة مع بعض الاختراقات التي لم يكتب لها الخاتمة السعيدة، وهاهي أندية إسبانيا وإنكلترا والبرازيل وإيطاليا وألمانيا تتوج بألقابها.

والبداية كانت من البرازيل وقد جاء النهائي برازيلياً خالصاً جمع فاسكو دي غاما مع كورينثيانس، وانتهى لمصلحة الثاني بركلات الترجيح 4/3 عقب التعادل السلبي وبلغ البطل النهائي بفارق الأهداف عن ريال مدريد الذي خسر مباراة الترتيب كذلك بركلات الترجيح وبالنتيجة ذاتها 3/4 أمام نيكاكسا المكسيكي، وواصل البرازيليون سطوتهم على النسخة الثانية التي أقيمت في اليابان، وذلك عبر ساوباولو الذي باغت ليفربول الإنكليزي في النهائي بهدف يتيم، وحل سابريسا الكوستاريكي ثالثاً على حساب الاتحاد السعودي 3/2.

لم يكن أحد يشك في أن برشلونة سيتوج بطلاً للنسخة الثالثة 2006 ولاسيما أن منافسه لا يعد من الفرق الكبيرة في بلاد السامبا إلا أن إنترناسيونالي فاجأ البلوغرانا بهدف كذلك محتفظاً بالكأس للبرازيل واحتل الأهلي المصري المركز الثالث بفوزه على أميركا المكسيكي 2/1، ومع غياب البرازيليين للمرة الأولى جاء بوكاجونيورز الأرجنتيني إلى اليابان ليخسر النهائي أمام ميلان الإيطالي 2/4، ويحسب للأخير أنه أول بطل أوروبي للمونديال، وجاء أوراوا ريد الياباني ثالثاً بفوزه على الترجي التونسي بركلات الترجيح 4/2 عقب التعادل 2/2.

ولأن النهائي أصبح مكرساً بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية فلم يكن غريباً تتويج مان يونايتد الإنكليزي على حساب فريق إكوادوري مغمور (قارياً) هو ليغا دي كويتو والنتيجة 1/صفر، وقدم غامبا أوساكا صاحب الأرض مباراة للذكرى أمام اليونايتد في نصف النهائي وخسر 3/5 قبل أن يفوز على باتشوكا المكسيكي بهدف في مباراة المركز الثالث، وحضر برشلونة في نسخة 2009 ليكون أول فريق أوروبي يشارك للمرة الثانية في بداية عهد غوارديولا وبالفعل توج الكاتالوني باللقب لكن بعد عناء، حيث احتاج للأوقات الإضافية في النهائي ليتغلب على إندبيندينتي الأرجنتيني 2/1 واحتل بوهانغ الكوري الجنوبي المركز الثالث بفوزه على أتلانتي المكسيكي 4/3 بركلات الترجيح إثر التعادل السلبي، وأقيمت تلك النسخة في الإمارات.

اختراقان

الأول تمثل ببلوغ مازيمبي الكونغولي نهائي النسخة السابعة بعدما فاجأ أنترناسيونالي البرازيلي وتغلب عليه بهدفين وفي النهائي واجه إنتر ميلانو الإيطالي الذي لم يجد صعوبة بالفوز 3/صفر وعوض إنترناسيونالي بالفوز على سيونغنام الكوري 4/2 ليحتل المركز الثالث، وفي 2011 عادت البطولة إلى اليابان وهناك فاز برشلونة بلقبه الثاني على حساب سانتوس البرازيلي برباعية نظيفة وكان هزم السد القطري بالنتيجة ذاتها في نصف النهائي والأخير حلّ ثالثاً على حساب كايشويوا ريسول الياباني بركلات الترجيح 5/3 عقب التعادل السلبي، وفي 2012 كان الاختراق الثاني وهذه المرة على مستوى اللقب فقد عاد كورينثيانس للمشاركة ومعها توج باللقب على حساب تشيلسي الإنكليزي في النهائي بهدف يتيم وهو اللقب الأخير لفريق غير أوروبي حتى الآن.

للعرب كلمات

وانتقلت البطولة 2013 إلى المغرب ومعها ظهر أول فريق عربي في النهائي، فقد حقق الرجاء البيضاوي المغربي مفاجأة كبيرة بإبعاده أتلتيكو مينيرو البرازيلي في نصف النهائي ففاز عليه 3/1 قبل أن يخسر النهائي أمام بايرن ميونيخ الألماني وحل مينيرو ثالثاً بالفوز على غوانجوو الصيني 3/2، وفي 2014 ظهر ريال مدريد للمرة الثانية في البطولة، وهذه المرة توج باللقب بسهولة بعد فوزه على كروز آزول المكسيكي ثم على سان لورنزو الأرجنتيني، واحتل أوكلاند النيوزيلندي المرتبة الثالثة على حساب آزول بركلات الترجيح 4/2 بعد التعادل 1/1، واستمرت الهيمنة الإسبانية 2015 بوجود برشلونة الذي أصبح أول فريق يتوج باللقب ثلاث مرات بفوزه على ريفربلايت الأرجنتيني 3/صفر وفاز سانفريشي الياباني على غوانجوو في مباراة الترتيب 2/1.

الملكي قياسي

وجاء الدور على ريال مدريد الذي سيطر على الألقاب الثلاثة التالية بفضل جيل ذهبي ففي 2016 تعذب حتى فاز على كاشيما انتلرز الياباني 4/2 بعد وقت إضافي وفاز أتلتيكو ناسيونال الكولومبي على أميركا المكسيكي في مباراة الترتيب 4/3 بالترجيح بعد التعادل 2/2، وفي العام التالي فاز على غريميو البرازيلي بهدف وحيد في نهائي البطولة التي عادت إلى الإمارات ويومها فاز باتشوكا البرازيلي على الوحدة الإماراتي 4/1 وحل ثالثاً، وفي المكان عينه تفوق ريال مدريد على غريمه برشلونة بعد إحرازه اللقب الرابع والثالث على التوالي وجاء على حساب العين ممثل الدولة المنظمة الذي قدم نسخة رائعة أبعد فيها ريفر بلايت من نصف النهائي بركلات الترجيح 5/4 إثر التعادل 2/2 قبل أن يخسر بهدف، وحل ريفر بلايت ثالثاً على حساب كاشيما برباعية نظيفة.

مكان جديد وبطلان جديدان

وانتقلت نسخة 2019 إلى قطر وشهدت نهائياً أوروبياً – لاتينياً كعادة أغلب النسخ لكنه جمع فريقين اجتمعا في نهائي الإنتركونتيننتال عام 1981 ويومها فاز فلامنغو البرازيلي على ليفربول 3/صفر، وجاءت الفرصة للريدز للثأر من تلك الهزيمة وبالفعل استطاع التتويج والفوز لكن بصعوبة بالغة وبعد وقت إضافي بهدف، وحل مونتييري المكسيكي ثالثاً على حساب الهلال السعودي بركلات الترجيح 4/3 عقب التعادل 2/2، وبسبب تداعيات وباء كورونا فقد أقيمت نسخة 2020 مطلع العام التالي على غرار ما حصل في النسخة الماضية والنسخة القادمة، وأقيمت تلك النسخة في قطر وعاد بايرن ميونيخ ليتوج بلقبه الثاني على حساب تيغريس أول فريق مكسيكي يبلغ النهائي بهدف يتيم، وفي مباراة المركز الثالث فاز الأهلي المصري على بالميراس البرازيلي بركلات الترجيح 3/2 بعد التعادل السلبي.

وأقيمت النسخة الأخيرة في الإمارات وتوج بها تشيلسي الذي لم يفوت الفرصة هذه المرة وفاز على بالميراس بهدفين لهدف بعد التمديد وجدد الأهلي المصري عهده مع المركز الثالث وهذه المرة على حساب الهلال السعودي بأربعة أهداف دون ردّ.

وتقام البطولة القادمة بعد أيام على أرض المغرب بمشاركة 7 أندية سبق لستة منها الظهور في البطولة في حين السابع سياتل سوندرز الأميركي يظهر للمرة الأولى، وستكون «الوطن» مع تفاصيل هذه الأندية وأهم أرقام البطولة تاريخياً في عدد قادم بإذن الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن