ثقافة وفن

بمشاركة خبراء في الهندسة والآثار ترميم التكية السليمانية بدمشق … محافظ دمشق: كان لا بد من عمل وطني كبير يستدعي إعادة ترميم هذا المعلم الأثري

| سارة سلامة- تصوير: مصطفى سالم

إن الوضع الراهن الذي آلت إليه التكية السليمانية ليس وليد الساعة، وإنما هو نتيجة لتراكم سنوات طويلة، قبل الحرب وخلالها، ساهمت في وصول الحالة الفنية لهذا المكان إلى مستوى خطير من الضعف والتهالك والذي كان من الممكن أن يتسبب بسقوط وانهيار أجزاء كثيرة من التكية، الأمر الذي تطلب تدخلاً عاجلاً مدروساً لوقف حالة التدهور هذه.

لقد تعرض موقع التكية المجاور لمسار نهر بردى خلال العقود الماضية لهبوط بسبب شح مصادر المياه ما أدى إلى انجراف في طبقات التربة تحت منسوب تأسيس المباني نتج عنه هبوطات كبيرة ظهرت آثارها على شكل تشققات وتصدعات في كثير من أسقف وقبب التكية وأعمدتها وجدرانها وهبوطات كبيرة في كامل أرضية ساحات التكية الصغرى، استدعى ذلك في المرحلة السابقة وضع تدعيم معدني مؤقت لوقف الانزياحات لحين إتمام أعمال المعالجة الإنشائية.

والآن هناك مشروع وطني كبير يقوم على إعادة ترميم هذا المكان بما يحمله من عبق التاريخ استدعى فيه أهم الخبراء والمهندسين للمحافظة على هيكله وخصوصيته وجعله مكاناً ذا ألق وآمن بالنسبة للزوار.

لا بد من التدخل

وأكد محافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي في تصريح للصحفيين أنه: «لا يخفى على الجميع أن هذا الموقع مسجل على لائحة التراث العالمي لذلك كان لا بد من تدخل المحافظة في الوقت المناسب وبدأ التدخل منذ العقد الماضي حوالي عام 2015 حيث بدأنا بحلول إسعافية من خلال ربط أعواد حديدية ببعض الأقواس والقبب، ويعتبر هذا الربط مجرد حل مؤقت لم يقف أمام هذا الهبوط في الأرضية، لذلك كان لا بد من عمل وطني كبير يستدعي إعادة ترميم هذا المعلم الأثري بشكل كامل، تكمن أهمية هذا المشروع بالحفاظ على هذا المعلم وصون التاريخ التراثي له، وطبعا استعنا بعدة جهات المديرية العامة للآثار والمتاحف واستعنا بمجموعة كبيرة من المؤسسات الوطنية التي تعنى بصون المواقع الأثرية، ومع الأمانة السورية للتنمية لكونها تملك خبرة كبيرة بموضوع ترميم المواقع الأثرية وكان لها تجارب سابقة مثل ترميم أسواق حلب الأثرية ولأن لها علاقة وطيدة مع المؤسسات اللاحكومية التي تعنى بهذا الترميم وبحكم أنها عضو محكم بمنظمة اليونسكو كان لها دور كبير في الحفاظ على الموقع من الاندثار بلائحة التراث العالمي».

الحفاظ على هوية المبنى

بينما قال المدير العام للآثار والمتاحف نظير عوض: إن «الهدف من الترميم هو الحفاظ على هوية المبنى من الناحية التراثية والمعمارية وإعادة الألق إليه وتمكين السوريين من زيارته زيارة آمنة بشكل لائق وهذا خط أحمر لذلك إدارة المشروع حرصت على أن يكون هناك فريق خاص من المديرية العامة للآثار والمتاحف خلال فترة إعداد الدراسة وخلال فترة التنفيذ والغاية هي الحفاظ على هوية المبنى المعمارية والتاريخية وكما يرى الخبراء لنتأكد من أن كل المدخلات تتم بأفضل المعايير المعمول بها عالمياً لجهة استخدام المواد أو الطرق والمنهجيات اللازمة لأعمال الترميم».

لا يوجد تغيير للهوية

ومن جهته بين مدير أعمال الترميم في التكية السليمانية أنطون شنيارة: «نظراً لأهمية المكان التاريخية ولأهميته بنظر المواطن السوري وخاصة الدمشقي فإن العمل به دقيق جداً لذلك يجب أن نحافظ على هويته بأكبر قدر ممكن وأي حجر يزال يرقم ويعود إلى موقعه الأساسي بعد الترميم والتصليح، لذلك لا يوجد أي تغيير لهوية المشروع نهائياً بالعكس هو مجرد تحسين الشكل وتحسين مستوى السلامة الإنشائية وإعادة إحياء المكان من خلال إعادة توصيله بشبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء اللازمة إضافة إلى إعادة إحياء معمل الزجاج ومعمل القيشاني».

وضعها خطير حالياً

المهندسة المدنية وخبيرة الترميم لمى سوركلي كشفت: «بدأنا العمل بموقع التكية الكبرى وهي تتضمن 6 كتل أثرية مع باحة تتوسطها نافورة، ونقوم بأعمال الترميم الأثري مع التدعيم المطلوبة وتمت دراسة الوضع الإنشائي للكتل وتم زرع أوتاد لتثبيت التربة والعمل على الانزياحات وتوقيف التصدعات والتشققات إن كان بالأرضية أو بالقبب وتمت معالجة الكتل الأثرية من كل نواحيها الأثرية فتمت معالجة الحجر وعزل الأسطح وإضافة الطبقات التقليدية مثل الكلس كان عملنا بالكلس التقليدي، وسندخل إلى التكية الصغرى ويعتبر وضعها الإنشائي خطير حالياً لأنها واقعة بين نهرين نهر بانياس بالجنوب ونهر بردى بالشمال وحوض النهر دائماً تربته غضارية وهي ممكن أن تعمل انهيارات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن