رياضة

في المرحلة العاشرة من ذهاب الدوري الكروي الممتاز … قمة المباريات على ملعب الجلاء بين الفتوة والوثبة … منافسات قوية بين الكبار ومثيرة لتفادي بطاقة الهبوط

| ناصر النجار

تنطلق اليوم المرحلة ما قبل الأخيرة من مباريات ذهاب الدوري الكروي بلقاء الوحدة مع حطين على ملعب الجلاء وتستؤنف المباريات غداً الجمعة، فتقام ثلاث مباريات أولها قمة الدوري بين الفتوة والوثبة على ملعب الجلاء وثانيها مباراة حلب بين أهلي حلب والمجد وآخرها مباراة حمص بين الكرامة والمجد، وتختتم مباريات هذه المرحلة يوم السبت بلقاء الجيش مع ضيفه الطليعة على ملعب الجلاء.

وسبب توزيع المباريات على ثلاثة أيام عدم وجود ملاعب جاهزة بدمشق باستثناء ملعب الجلاء، فملعب الفيحاء غارق في الصيانة وغير صالح للمباريات، وكذلك ملعب تشرين الذي نخشى أن تنسى اسمه لعدم جاهزيته منذ عدة سنوات.

والقضايا التي ظهرت في مباريات المرحلة السابقة كانت كثيرة، أشرنا إلى بعضها في عدد سابق ونشير اليوم إلى بعضها الآخر، وفي مقدمة هذه القضايا التحكيم الذي عكّر مزاج بعض المباريات وقد أكد المحللون على وجود أخطاء يمكننا أن نقول عنها (فظيعة) لأنها كانت ستغير سير المباريات لو احتسبت، مباراة الوثبة والكرامة لم تنصف الكرامة، ومباراة المجد وتشرين كان القرار التحكيمي بمصلحة تشرين.

قضية الحكام والتحكيم صارت هماً على قلب الكرة السورية، وخريطة التحكيم ليست بمصلحة الدوري، والحكام والتحكيم يدفعون ضريبة جهل من قاد التحكيم في السنوات الماضية، على كل حال لا نريد أن نظلم أحداً ولا أن نتهم أحداً، لدينا اليوم الكثير من بذور التحكيم اليانعة التي تحتاج إلى الخبرة والصقل والرعاية، ولأن الدوري بلغ منتصف مشواره، والغليان يشتد في أعلاه، ولأن أنديتنا بدأت تضع (فيتو) على بعض الحكام فإن الحل الوحيد هو الاستعانة بحكام من الخارج للمباريات التنافسية القوية.

في الكواليس هناك أحاديث كثيرة لا نود الخوض فيها، لكن من المؤكد إذا أردنا توخي العدالة، وإذا أردنا للدوري أن ينجح فلابد من الاستعانة بحكام من الخارج.

القضية الأخرى التي فرضت نفسها في هذه المرحلة هي الشغب الجماهيري الذي بدأ يعود تدريجياً إلى ملاعبنا، عبر الهتافات المسيئة وعبر شتم الحكام، ورغم اعترافنا بوجود الأخطاء التحكيمية، فإننا نتمنى أن نتعامل مع هذه المسالة بالمزيد من الحلم والهدوء والحكمة حتى لا تتكبد الأندية خسائر هي بغنى عنها، فهذا الشغب لا يغير من المباراة ونتيجتها أي شيء، وما يحدث في بعض الملاعب يمس الأندية ويضرها بالعقوبات المختلفة ومنها ما هو مالي، وكلنا يعرف الضائقة المالية التي تمر بها أنديتنا بلا استثناء.

الموضوع الأخير الذي نشير إليه هو تحت بند المبدأ والأخلاق الرياضية، اليوم نجد أن المشاكل الخفية بين ناديي الفتوة والوحدة بدأت تتنامى، ونادي الوحدة أرسل تحذيره للمدرب عمار الشمالي بعدم قيادة فريق الفتوة في الدوري قبل أن يحصل على براءة ذمة من نادي الوحدة، وإدارة نادي الوحدة تطالب بشرط جزائي قبل فسخ عقد الشمالي، وحتى الآن لم يتوصل الطرفان إلى فسخ العقد بالتراضي، وقد يكون هناك مبالغة بالمبالغ المطلوبة!

المراقبون المتابعون لهذه القضية لم يجدوا أنه من المنطق سحب مدرب من ناد لناد آخر من دون استئذان أو اعتذار أو اتفاق.

حسب رواية أبناء الوحدة أنهم علموا أن الشمالي صار في تدريبات الفتوة وغاب عن تدريب فريق الوحدة وتولى حينها المدرب الثالث الحصة التدريبية لفريق الوحدة لكون المدرب المساعد أيهم الشمالي وهو شقيق عمار انتقل برفقته إلى الفتوة.

ما كان يجب أن تقدم إدارة نادي الفتوة على هذا التصرف البعيد عن اللياقة واللباقة وهناك طرق إيجابية يتم الاحتكام إليها قبل الشروع في الانتقال غير المشروع.

هناك الكثير من المحاولات لدرء هذه الفتنة وعودة الأمور إلى نصابها، والوحدة لا يطلب إلا ما يراه حقه، واتحاد كرة القدم لم يتدخل في هذه القضية وطلب من الطرفين أن يتفقا بطريقة ودية، وإن فشلا فسيتم حل النزاع عبر غرفة فض النزاع وقد يحتاج هذا الأمر إلى بعض الوقت، وبهذه الطريقة لن يستطيع الشمالي قيادة فريق الفتوة قبل البت في القضية بشكل رسمي.

وعلمنا من مصادرنا الخاصة أن اتحاد كرة القدم في طريقه لإصدار تعميم يمنع فيه انتقال مدرب من ناد إلى آخر دون الحصول على براءة ذمة، وفي ذلك درء لكل المفاسد والإشكاليات التي ممكن أن تقع.

منتخب الشباب

على هامش تفاصيل الدوري وأحداثه طلب نادي الكرامة تأجيل لقائه مع جبلة بسبب وجود ثلاثة من لاعبيه مع منتخب الشباب، والمدرب أحمد عزام أكد أن هؤلاء اللاعبين من أساسيي فريقه في الوقت الحالي، وخصوصاً في ظل غياب بعض اللاعبين بسبب الإصابة.

اتحاد كرة القدم نظر إلى الموضوع من باب المصلحة العامة والمنطق الذي يحكم التعاملات الكروية، فمن حيث المبدأ فإن منتخب الشباب يضم أكثر من عشرين لاعباً من الأندية المختلفة، بعضها لديه ثلاثة لاعبين في المنتخب وبعضها لديه لاعبان اثنان أو لاعب، وما يتمسك به اتحاد كرة القدم أن هؤلاء اللاعبين ليسوا أساسيين مع فرقهم، وهم ضمن (دكة) البدلاء ولم يظهروا إلا حين انضموا إلى المنتخب.

بالمختصر لا يمكن تأجيل الدوري أو أي مباراة من أجل لاعب أو أكثر ينتمي إلى فئة الشباب فالفئة التي تلعب هي رجال، والمفترض أن تكون الأندية مستكملة صفوفها من اللاعبين الرجال، أما لاعبو الشباب فهم دعم للخطوط الاحتياطية بالفريق.

لمحة عامة

الدوري في المرحلة العاشرة حماسي وتنافسي سواء على القمة أم في المؤخرة.

سباق الصدارة يتنافس عليه في الوقت الحالي خمسة فرق، ومن الممكن مع مرور الجولات أن يزيد هذا العدد أو ينقص، الصورة العامة في المراحل السابقة أننا نجد فائزاً واحداً وبقية الفرق المتنافسة تغرق في دوامة التعادل، وهذا الأمر قابل للتحقيق هذا الأسبوع.

من الناحية النظرية فإن أصعب المباريات هي مباراة الفتوة والوثبة، الفتوة عليه الفوز والصدارة، والوثبة يقاوم بكل ما أوتي من قوة ليحافظ على صدارته وموقعه.

الوثبة في الفترة الأخيرة لم يقنع خبراء الكرة بما يقدمه من أداء، بل إن ميزة التسجيل بدأ يفقدها، وهذا ما يشعر به كل المتابعين وخصوصاً بلقاءي تشرين والكرامة، فلم يكن الوثبة فيهما أفضل، الوثبة على ما يبدو ما زال متأثراً بغياب بعض لاعبيه للإصابة والحرمان وعلى المعسعس إيجاد البدلاء المناسبين وتحريك الفريق وتنشيطه ليصل إلى ما يصبو إليه.

على الطرف الآخر ما زال الفتوة يعاني في المباريات، وربما التغيير في جهازه الفني يفضي إلى صدمة إيجابية بالفريق لنشاهد فريقاً يقدم مباريات أفضل بمستوى يماثل الأسماء والنجوم والمواهب التي يضمها الفريق.

على العموم المباراة قوية، وما يهمنا كمتابعين، أن نشهد مباراة تليق بقمة الدوري الكروي بمستوى عال وأداء راق ومتابعة جماهيرية تتمسك بآداب الملاعب وقدسية الرياضة.

مباراة الكرامة مع جبلة تأتي في المرتبة الثانية من حيث القوة لكنها لا تقل أهمية عن لقاء دمشق، المباراة مفتاح لجبلة ليعود إلى قمة المنافسة بعد أن تراجع خطوتين للوراء، وهي بصيص أمل للكرامة ليدخل نادي الكبار مع العلم أنه سيختتم مشوار الذهاب بهذه المباراة، لكن نيل الفريق لنقاطها سيدفعه إلى التفكير بجدية بدخول المنافسة في الإياب، مع العلم أن النادي بدأ منذ الآن بالتفاوض مع عدة لاعبين لضمهم إلى الفريق في (الميركاتو) الشتوي الذي سيبدأ في الرابع من الشهر القادم وينتهي مع نهاية الشهر.

جبلة في موقف حرج وكأن (عيناً) أصابته، فاللقاءات الثلاثة الأخيرة لم تأت على الفريق بخير رافقه هبوط بمستوى هدافه البحر ولم يجن النوارس من تسع نقاط ممكنة إلا نقطتين، لذلك فإن مباراته مع الكرامة تأتي من مبدأ استعادة الألق ومصالحة الجماهير وغير ذلك قد تفتح أبواباً مغلقة من الأفضل إلا تفتح اليوم.

البعض يظن أن مباراة أهلي حلب مع المجد في قبضة الأهلاويين، وعليهم ألا ينسوا أن المجد سبق له أن حرم الأهلي من لقب بطولة الدوري عندما فاز عليه بهدف محمد شواهين، كما أن آخر لقاءين بين الفريقن في الدوري لم يفز بهما الأهلي، ففاز المجد في مباراة وتعادلا في الثانية.

المجد في المركز الأخير وهو يعاني خطر الهبوط، لذلك فهو سيقاتل لآخر رمق ولن يكون لقمة سائغة في فم مستضيفه، وله الحق في المحاولة والعودة من حلب بما يحلم في القراءة العامة للمباراة فإن كفة الميزان تميل لأصحاب الأرض بكل المقاييس، لذلك فإن التوقعات صبت بمصلحة الأهلي ليكون فارس المباراة مع الإشارة إلى أن أي نتيجة غير فوز الأهلي ستعتبر من المفاجآت التي غابت عن الدوري هذا الموسم وهي قليلة جداً بطبيعة الحال.

مباراة الوحدة وحطين التي ستجري اليوم (الخميس) هي لتحسين المواقع بعد خيبة أمل في المباريات السابقة، الوحدة لديه مباراة أخرى مع جبلة وهي صعبة جداً لذلك يضع في حسابه أن ينهي الذهاب بفوز يتمناه كل عشاق البرتقالي على مبدأ تصحيح المسيرة بعد أن عكرت أجواء النادي بعض المشاحنات التي بات يعلمها الجميع.

الوحدة من الناحية المعنوية في أفضل حال وخصوصاً بعد فوزه على الطليعة، والشريف مدربه يحاول إبعاد فريقه عن أي ضباب يعكر الأجواء وسيحرص على تحقيق فوز يثبت من خلاله أن فوزه على الطليعة لم يكن مصادفة.

حطين في أسوأ حالاته وهذه حقيقة يعرفها الشارع الكروي ويدركها أبناء الحوت وبات الفريق يخسر داخل أرضه وخارجها، اليوم أمام الفريق فرصة لتصحيح وضعه وخصوصاً أنه يقابل فريقاً من الصنف ذاته، لذلك على أبناء الحوت أن يتعالوا على كل ما يعتريهم من ضعف فهم على أبواب خطوة واحدة من الهبوط.

آخر المباريات ستقام يوم السبت وتجمع الجيش مع ضيفه الطليعة، من حيث المبدأ فإن طموح الجيش الفوز ليبقى في القمة بين كوكبة المتصدرين، وعلى أرض الملعب فإن العفش مطالب بتوفير بدائل عن الواكد للتسجيل، فالهداف له أهميته، لكنه كما وجد في بعض المباريات أنه محاصر من جميع الاتجاهات، والحل كما يعرفه خبراء الكرة أن يلعب الجيش بأكثر من مهاجم حتى يتنفس الواكد.

الطليعة فريق مقاوم لا يقبل أن يكون في المواقع الهامشية، لكن خسارته على أرضه أمام الوحدة فتحت الكثير من التساؤلات وأذهبت فرح الفوز على الفتوة أدراج الرياح.

الطليعة يجب أن يؤمن أنه لا كبير في عالم كرة القدم، وباستطاعته أن يكون شريكاً في المباراة شرط أن يكون مؤمناً بإمكانياته وإمكانيات لاعبيه.

المباراة بكل المعايير ستكون قوية ومثيرة، ربما تكون الترشيحات تصب في مصلحة الجيش لعوامل كثيرة لكن الطليعة قادر على فعل شيء ما.

من الأرشيف

في ذهاب الموسم الماضي تعادل الكرامة مع جبلة بهدف لمثله، سجل للكرامة إبراهيم الزين من جزاء ولجبلة حسن عويد، وفي الإياب فاز جبلة بحمص 2/1، سجل لجبلة عبد القادر غريب وعبد الإله حفيان وللكرامة عماد الحموي، وخرج لاعب الكرامة تامر حاج محمد بحمراء الحكم.

الجيش فاز ذهاباً في حماة على الطليعة بهدف ميلاد حمد وتعادلا في الإياب بلا أهداف.

في الموسم الماضي فاز حطين ذهاباً بدمشق على الوحدة بهدف سامر خانكان وتعادلا في اللاذقية بهدف مصطفى جنيد مقابل هدف عبد الرحمن بركات وخرج لاعب الوحدة علي رمال بالحمراء.

في الموسم الماضي فاز الوثبة على الفتوة ذهاباً 4/صفر، وسجل له: مؤنس أبو عمشة هدفين ووائل الرفاعي وسعد أحمد، كما فاز بالإياب بهدف عبد الرزاق البستاني في الدقيقة الأخيرة وشهدت المباراة طرد كرم عمران من الوثبة.

في ذهاب موسم 2018- 2019 فاز المجد على أهلي حلب بهدفي ريفا عبد الرحمن ورجا رافع وتعادلا سلباً في الإياب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن