ثقافة وفن

رحيل فارس الكلمة وشيخ الصحافة الاستقصائية إبراهيم ياخور … باسم ياخور: لن أتذكرك إلا في أجمل صورك … كما يليق بك.. روحك ترفرف في قلبي دائماً

| وائل العدس

نعى النجم باسم ياخور والده الإعلامي الكبير إبراهيم ياخور الذي رحل عن دنيانا بعد صراع مع المرض تاركاً وراءه إرثاً إعلامياً وطنياً ضخماً ومكاناً يصعب أن يشغله غيره.

وكتب «أبو روي» كلاماً مؤثراً في رحيل والده: «وداعاً أبي، رحلة الأيام الأخيرة كانت صعبة مؤلمة ومحبطة، ما يعزي قلبي هو أننا تحدثنا كثيراً وأخبرتني أشياء لم تخبرني إياها أبداً عنك وعني، ابتسمنا ونظرنا في أعين بعضنا طويلاً بصمت أبلغ من آلاف الكلمات، تلمست شعرك ووجهك المتعب مراراً، ومسحت وجهي ودموعي بيدك المنهكة».

وأضاف: «ما يعزي قلبي هو أننا اجتمعنا أنا وإخوتي بعد غيابات طويلة قربك، وما واساني أيضاً هو كم المحبة والاهتمام التي غمرنا بها الأصدقاء الطيبون والأشخاص الرائعون المحيطون بنا».

وختم: «لن أتذكرك إلا في أجمل صورك كما يليق بك، أنت اليوم في مكان أفضل بلا ألم ولا أوجاع، روحك ترفرف في قلبي دائماً، وداعاً أبو البر كما كنا نخاطبك دوماً، وداعاً يا حبيبي».

الراحل ولد في مدينة اللاذقية عام 1943، حاصل على شهادة في كتابة السيناريو من أكاديمية «نيويورك» للأفلام، عمل في الهيئة العامة للإذاعة كمذيع ومقدم برامج في الفترة ما بين 1986 و2003.

فارس الكلمة

ترجّل «فارس الكلمة» بسيرة عطرة تسجل في تاريخ الإعلام السوري، رحل بعدما علّم الكثيرين كيف يكون القلم والكلمة أمضى سلاحين، وقد أدى أمانته على أكمل وجه.

لم يره الناس إلا وهو ضاحك الوجه وبشوش في وجه الجميع، ابتسامة دائمة لا تعتلي إلا وجه القامات الكبيرة الواثقة من نفسها، المدركة لحجم وأهمية دورها الذي تلعبه لأجل المجتمع.

له بصمات وتأثيرات في مسيرة الكثير من الصحفيين وكتّاب السيناريو والأدباء والروائيين، فكان يتكلم فيوجع، يأتي بالحقائق ويسردها فيحرك القلوب والضمائر.

تميـــز ببعـــد النظــر ونفاذ البصيـــرة والثبـــات على الــــرأي والمبـــدأ، وكــــان مـن رواد الصحافـــة الاستقصائية، ولقب عن حق بشيخ صحافتها.

الراحل كان علامة فارقة في الحياة الإعلامية السورية، لأنه كان رائداً حقيقياً من رواد الصحافة، وعموداً من أعمدة الكلمة، حاملاً هموماً تدور حول تحديث المجتمع ونهضة الوطن.

الصحافة الاستقصائية

أقام الراحل الكثير من ورشات العمل في هذا المجال، لأنه كان أبرز صحفي يشتغل بالاستقصاء على الإطلاق، لذلك لم ينحصر عمله بتغطية خبر فقط، بل كان يركز على كشف أمور خفية للجمهور، فكانت برامجه الأكثر إرضاء وإثارة وقرباً لجميع شرائح المجتمع، وهي أيضاً الأكثر تطلباً فيما يتعلق بالوقت والعمل الجاد، وكانت تتمخض تحقيقاته عن تغييرات حقيقية مؤثرة، بعدما تجاوز كل الحدود في قضاياه المطروحة.

برامجه كانت تمارس دوراً جوهرياً في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة وكانت مصدراً رئيساً يلجأ إليه الجمهور في الحصول على معلوماته عن جميع القضايا بسبب فاعليته الاجتماعية وقدرته على الوصول ومخاطبة القسم الأعظم من التكوين المجتمعي.

وحين نتحدث عن برامجه، فيجب ألا نغفل ثقافته، فهي على درجة من الأهمية لإدراك مختلف الجوانب والأبعاد التي تحملها تحقيقاته.

وقد عمد الراحل في برامجه على الكشف عن المستور من الحقائق والمعلومات، وتوجيه الأنظار نحو مواطن الخلل والكشف عن الحقائق والقضايا الإدارية والمجتمعية.

كما قام بالبحث الأصيل والمتعمق في القضايا والمبني على المبادرة الفردية والجهد الذاتي المقدم من قبله، وساهم بشكل مباشر في تقديم قواعد وأسس علمية ومهنية في منهجيات البحث والتحري والتحقق من المعلومات، والتركيز على سبر واختبار كل فرضية من الفرضيات المقدمة، إضافة إلى التركيز على المعالجة العميقة لجميع المعلومات الواردة، وسبر ارتباطاتها وأبعادها، بل ذهب إلى أبعد من ذلك ليؤدي دور الرقابة على جميع المؤسسات العامة، وتسليط الضوء على أداء الشخصيات العامة.

نقطة تقاطع

أعد ياخور وأشرف على أهم البرامج التلفزيونية على الشاشات المحلية، لعل أبرزها برنامج «نقطة تقاطع» الذي كان يناقش ويهتم بمواضيع بالإدارة وثقافتها من خلال مجموعة من التحقيقات.

يقول الراحل إنه اختار اسم البرنامج لأن نقطة التقاطع هي النقطة التي يلتقي فيها خطان أو أكثر، ليست متعارضة بالضرورة، بل ربما تكون متعاضدة في الجوهر، والتقاطع أسلوب متبع في محاولة لتجميع الآراء والأفكار من مصادر متعددة ومقاطعتها مع بعض النقاط ليزيد الموضوع وضوحاً بهدف الوصول إلى الحقيقة.

وأكد حينها أن ما يقدمه يشبه مستوصفاً إدارياً في حي معظم سكانه مصابون بأمراض إدارية لتسليط الضوء على الثغرات بثقافتهم الإدارية.

أزهار الشتاء

يرى الراحل أن الدراما لا تطرح المواضيع لحلها ولا تقصد المعالجة المباشرة، بل هي عمل فني إبداعي يطرح من خلالها قيماً ومفاهيم بإجمالي الحياة الإنسانية.

بدأ إبراهيم ياخور مشواره الدرامي بتأليف ثلاثية «أمينة الصندوق» للمخرج حاتم علي، ثم طرح موضوعاً متجدداً في مسلسل «أزهار الشتاء» التي استمدها من رواية عالمية لروائي روسي بعنوان «نقود لماريا» أخرجه محمد الشليان.

وقدم ياخور في كل حلقة من حلقاته «قصة من الحياة» أبطالها أشخاص واقعيون تتقاطع إفاداتهم لتشكل التفاصيل الطريفة أو المريرة لقصتهم.

في هذا المسلسل تناول ياخور للمرة الأولى مشكلة المسنين في دور العجزة، حيث نجد لكل مسن قصة مع أسرته ومجتمعه جديرة بأن تقدم في مسلسل درامي كامل، ومما يحسب له بعده عن المباشرة الخطابية في الطرح وتقديم المشكلات بنظرة واقعية محايدة بعض الشيء وذلك من خلال قصة موظفة كبيرة في وزارة الشؤون الاجتماعية وتدعى «فدوى» وهي امرأة جامعية متزوجة من الدكتور «رياض» خريج جامعة أكسفورد وموظف كبير لدى منظمة دولية وهو يكبرها بنحو 14 سنة لذلك لم يرزقا بولد.

لذا تبدو «فدوى» وهي تقترب من الأربعين مثقلة بهواجس العقم وتلح على زوجها باللجوء إلى طفل الأنابيب فيرفض ذلك لتردده في استساغة مثل هذه التداخلات على الطبيعة البشرية، كما يرفض فكرة تبني مولود لتعارض ذلك مع معتقده الديني وهو بذلك مطمئن إلى الحياة الهانئة التي يعيشها مع زوجته، لكن نزولاً عند إلحاح «فدوى» يلجأ رياض إلى صديقه د. سيف معاون وزير الشؤون الاجتماعية لتكليفها بإدارة دار اللقطاء التابعة للوزارة اعتقاداً منه أن ذلك يمنحها الفرصة لتصعيد مشاعر الأمومة المهتاجة في روحها، لكن الدار كانت في عهدة مدير مختص وناجح فتتطور «المؤامرة البيضاء إلى مفارقة غريبة» فعندما تتسلم فدوى إدارة «دار الأمان للمسنين» المنهارة الأوضاع كي تعمل على إصلاحها، وفي غفلة عنها عما يرتب لها سراً يورطها شعورها بالتحدي في الأوضاع الإدارية المتردية للدار، تغرق شيئاً فشيئاً في مواجهات إدارية حادة واستحقاقات إنسانية حقيقية كي تعيد الأمل إلى نفوس مجموعة من النزلاء والنزيلات المهملين المحطمين.

وأدى أدوار البطولة بالمسلسل: خالد تاجا، أديب قدورة، سعد الدين بقدونس، نجاح حفيظ، أنطوانيت نجيب، رفيق سبيعي، عبد السلام الطيب، سليم صبري، محمد الطرابيشي، ليلى جبر، أماني الحكيم، مها المصري، نبال الجزائري، أيمن رضا، نبيل الحلواني، رافي وهبي، روعة ياسين، لورا أبو أسعد.

التمثيل

من شاهد المسلسل السوري الكوميدي «أحلام أبو الهنا»، الذي عرض عام 1996 لا بد أنه يتذكر شخصية «الأستاذ مفيد» التي جسّدها إبراهيم ياخور.

كانت للراحل أدوار قليلة في عالم الفن، فشارك في مسلسل «حمام القيشاني ج2» أيضاً عام 1997 بدور مسؤول حزبي، ودور صغير في مسلسل «الأصدقاء/ عودة غوار» عام 1998 إلى جانب دريد لحام وناجي جبر.

كما شارك في السهرتين التلفزيونيتين «التحقيق: النظارة المكسورة» و«نهاية سعيدة»، إضافة إلى مشاركته في مسلسل «الفندق».

واجب العزاء

سارع رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تقديم واجب العزاء، من فنانين وإعلاميين:

سلمى المصري: «أتقدم بأحر التعازي للصديق العزيز باسم ياخور بوفاة والده الإعلامي الكبير إبراهيم ياخور، لروحه الرحمة والسلام، ولك ولعائلتك الصبر والسلوان».

سلاف فواخرجي: «الرحمة والسلام لروح الأستاذ إبراهيم ياخور، والله يصبركم على الفراق».

أمل عرفة: «والد الصديق النجم باسم ياخور في ذمة الله، عزائي الكبير لباسم وعائلته، الله يرحمه ويعطيكم الصبر».

ديمة قندلفت: «الله يرحمه والعمر لكم، ليكن ذكره مؤبداً».

شكران مرتجى: «والد أخي وصديقي ورفيق العمر الأستاذ الصحفي إبراهيم ياخور في ذمة الله، تعازيّ الحارة أنا وعائلتي، ما بعرف شو بدي قول صدقاً، كلما مات أب مات أبي وكلما ماتت أم ماتت أمي، الله يرحم عمو إبراهيم ويصبر باسم وعيلته وإخوته ووالدته الغالية، باسم المرضي الكفو، فليكن ذكره مؤبداً».

فادي صبيح: «الإعلامي والصحفي الأستاذ إبراهيم ياخور والد الصديق الغالي باسم في ذمة الله، لروحه الرحمة والسلام، باسم أخي وصديقي مصابك هو مصابنا، عزائي لك وللعائلة الكريمة».

كاريس بشار: «عزائي لصديقي باسم ياخور بوفاة والده الإعلامي الكبير إبراهيم ياخور، لروحه الرحمة والسلام».

حسن م يوسف: « يا للخسارة الفادحة، أعرف الإعلامي القدير والصديق العزيز إبراهيم ياخور منذ قرابة نصف قرن، وقد كان دائماً أفضل وأنبل وأنظف من كتب تحقيقاً في الصحافة السورية، كما كان أجرأ من قدموا تحقيقات استقصائية للتلفزيون، وقد كان في كل ما قام به جريئاً نزيهاً وسورياً وطنياً نظيف اليد والقلب واللسان، بارتقاء إبراهيم ياخور يضاف قسم من بقايا روحي للغياب.

إسماعيل مروة: «حين ينعى الأستاذ باسم ياخور والده الأستاذ إبراهيم ياخور، فهو لا ينعى شخصاً يخصه وحده، بل يعلن مغادرة رجل مميز في عالم الصحافة، وأحد الأساتذة الذين تركوا أثراً في عالم الإعلام ولم تكن الشهرة غاية له بقدر ما كان صحفياً وباحثاً متمكناً، والجيل الذي أنتمي إليه يعرف أن إبراهيم ياخور الأستاذ والمعلم هو من رواد الصحافة الميدانية التي تبحث في ملفات خطرة، حين لم يكن الإعلام يعنى بذلك، يرحل الأستاذ إبراهيم بسيرة عطرة، فكل الرحمات في السماء، وخالص العزاء للمبدع المحترم باسم ياخور، وللصحافة السورية».

ديمة بياعة: «رحيل والد أخونا وصديقنا باسم ياخور الصحفي إبراهيم ياخور، الله يصبركم ويقويكم يارب، عزائي لكل الأهلي وقلبي معكم».

محمد خير الجراح: «الإعلامي السوري الكبير إبراهيم ياخور في ذمة الله، أتقدم من الصديق الفنان باسم ياخور وعائلته الكريمة بأحر عبارات العزاء والمواساة».

رائدة وقاف: «الرحمة لروح شيخ الصحافة الاستقصائية، الأستاذ الكبير إبراهيم ياخور، وأحر التعازي للأسرة الصحفية السورية».

مصطفى المقداد: «أستاذ التحقيقات الصحفية الساخنة، الصحفي الكبير إبراهيم ياخور، يرجل إلى رحمة الله، حاملاً طهر الرسالة الإعلامية».

تولاي هارون: «الفراق صعب، والد الزميل باسم ياخور في ذمة الله، قلبي معك وربي يصبر قلبك وعيلتك على فراقه، نحن وعينا وكان أبو الكل من طيبة قلبه واحترامه للكل».

نور شيشكلي: «الأبطال لا يرحلون، مكانهم يبقى في القلب، هذا هو حال المعلم، الإعلامي والصحفي الأستاذ إبراهيم ياخور الذي غادرنا إلى مكان أفضل، إلى رحمة الله. باسم أخي وصديقي مصابك هو مصابنا، ألمك محفور في قلوبنا، عزائي لك وللعائلة، الله يصبر قلبك ويقويك يارب».

بسام حسن: «لروحك السلام الصديق النبيل العتيق الصحفي الفنان إبراهيم ياخور، «أبو البر» كما كنا نناديك، لأسرتك العزاء ولابنك باسم ياخور عزائي، رحم الله الراحل وليكن ذكره مؤبداً».

طارق مرعشلي: «إنا لله وإليه راجعون، رحم الله والديك وربط على قلبك وألهمك الصبر والسلوان، تعازي الحارة لصديقي وأخي باسم ياخور ولعائلته الكريمة».

قاسم ملحو: «كل العزاء لابن دفعتي باسم ياخور بوفاة والده الإعلامي الكبير إبراهيم ياخور، ربي يلهمكم الصبر والسلوان أنت ووالدتك وشقيقاتك».

لورا أبو أسعد: «الله يرحم الأستاذ إبراهيم ويصبر عيلته وابنه النجم العزيز باسم ياخور».

أمانة والي: «يا الله كم هو موجع فراق الوالدين، الإعلامي إبراهيم ياخور والد الفنان باسم ياخور في ذمة الله، التعازي الحارة للصديق باسم ولإخوته وذويه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن