رياضة

بأي درجة يلعبون؟

| بسام جميدة

أثار استغرابنا وتساؤلاتنا تعاقد العديد من لاعبينا المحليين في الخارج ممن هم في مرتبة لاعبي منتخب وطني «أي الأعلى مستوى» مع أندية درجة أولى وثانية في دوريات عربية عديدة ما يجعلنا نعيد قراءة المشهد من جديد.

كي تتضح الصورة، هنا لا نقصد لاعبينا المغتربين في الخارج الذين يلعبون بأندية أوروبية لأن مستواها بالتأكيد يرقى لمستوى الممتاز في أكثر من دولة عربية.

نحن هنا نقصد اللاعب المحلي السوري عموماً الذي يحترف عربياً، وما سبب عدم رغبة أندية الممتاز فيهم، وما الذي يدفع لاعبنا لكي يرضى باللعب بمثل هذه الأندية؟ وهل سيرتفع مستواه معها أم ينحدر، وما رأي الفنيين في اتحاد الكرة الذين من المفترض أن يراقبوا انتقالات لاعبينا ومستوياتهم ومعهم الأجهزة الفنية للمنتخبات السورية التي هي الأخرى مطالبة بتتبع اللاعبين..؟

لعل الإجابة عن كل تلك التساؤلات ليست بالصعبة على أي متابع كروي لأننا جميعاً نعرف أن انحدار مستوى مسابقاتنا المحلية وما يحدث فيها من مهازل، وكذلك مستويات وخيبات منتخباتنا جعل من كرتنا السورية بالمجمل تدور في حلقة مفرغة.

كما أن لاعبنا يتحمل الجزء الأكبر من هذه المسؤولية في غياب المدرب الذي يستطيع رفع قدرات اللاعبين وكفاءتهم الميدانية ليصنع منه نجماً بارزاً يشار إليه بالبنان فلا يهتم بنفسه كثيراً.

ووراء كل هذا غياب عمل جماعي منظم داخل المؤسسة الكروية التي تتخبط بسبب ما يدور بأروقتها من خلافات وصراعات وتجاذبات على المكاسب الشخصية من دون النظر إلى ما يحدث ومن دون وجود مشروع من الممكن أن تظهر ملامحه ولو على المدى البعيد.

هذا الفراغ المنهجي الذي نعيشه بسبب عدم بلورة الرؤى المستقبلية لا تزال مجرد فقاعات، والتمترس وراء معوقات كثيرة لا يريدون القفز فوقها، أو التوقف قليلاً إن كانت موجودة فعلاً حتى تزول، وخلالها يتم العمل على ترتيب البيت الداخلي بكل هدوء في حال كانوا يملكون إرادة التطوير للعبة التي يتم صرف الملايين عليها في الأندية من دون أي جدوى ملموسة ولو على مستوى الفرق، ولكن يبدو أن هذه الفوضى تروق للكثيرين كي لا ينكشف تواضعهم التخطيطي لبناء كرة قدم تليق بالوطن ولا بالمتابعين الذين يبحثون عن البسمة وسط هذا الحزن الذي يلفهم.

والسؤال المهم، إذا كان لاعب منتخب وطني يتعاقد مع ناد بمستوى يوازي الدرجة الأولى عندنا فماذا ترك للاعبين الآخرين لو الاحتراف خارجياً..؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن