شؤون محلية

كهرباء القصاع!!!

| ميشيل خياط

قارئة رصينة شغوفة بما ننشر حباً بالوطن السوري العظيم وتوقاً إلى ارتقائه نحو الأفضل، استماحتنا عذراً أن نلفت الانتباه إلى وجع لم تعد تقوى على احتماله ناجم عن حال الكهرباء في قبو تقطن فيه، في حي دمشقي اسمه القصاع.

ورأيت، (أن وجعها مع الكهرباء التي تأتي لحظة انتهاء التقنين 4 ساعات لمدة خمس دقائق ثم تنقطع لتعود بعد ربع ساعة وتنقطع بعد دقيقة، وهكذا حتى يمضي وقت النعيم الكهربائي، ويبدأ التقنين من جديد …!!)، حالة شبه عامة في كثير من مدننا وأريافنا بل ربما هناك ما هو أسوأ.

وهذا ما حفزني أن أكتب عن كهربائنا بعد انقطاع طويل لاعتقادي أن المرض عضال وأن الحل صعب المنال وأن الأمور للأسف، من سيئ إلى أسوأ، وهذا ما يتناقض مع معتقدي، أن لا مستحيل عندما نحاول ونسعى ونعمل.

رسالة تلك القارئة، حفزتني وأنعشت رغبتي الجامحة في استنكار واقعنا الكهربائي الذي أرفض ترديه إلى هذا الدرك المذهل، لأن الكهرباء حق وهواء وحياة، وحركة وعطاء وإنتاج ونور.

وقد يكون مفيداً أن نقرأ في الوثائق عن هذا الحي، إنه يقع في منطقة ساروجة العريقة ويضم جزءاً كبيراً من دمشق القديمة، من باب توما إلى ساحة العباسيين مروراً بشارع بغداد وجوبر.

اشتهر أهله في مطلع القرن العشرين بصناعة (الصحون الفخارية) أي بصناعة القصاع ومن هنا نهل اسمه.

يجسد حيوية دمشق وتنوعها الرائع، أشبه بمتنزه مجاني، عشت فيه أربعين سنة، ولقد آلمني حاله مع الكهرباء في بيت أهلي، فكتبت بصفتي صحفياً، أتمنى على وزارة الكهرباء اقتناء محطات مولدة للكهرباء محمولة على شاحنات، كنت قرأت عنها، ورأيتها في بعض الدول التي زرتها.

فعندما يحدث عطل بسبب الحمولة الزائدة ويحتاج إصلاحه إلى يوم أو أكثر تحضر وزارة الكهرباء هذه المولدات الضخمة، المحمولة على شاحنات، وتزود الحي بالكهرباء ريثما يتم استبدال الكوابل والقطع المحروقة.

كان ذلك في عهد وزير الكهرباء المرحوم الأستاذ المهندس منيب صائم الدهر في العقد الأول من الألفية الثالثة نحو العام 2004.

ولقد فوجئت برسالة من وزير الكهرباء خصني بها قائلاً: شكراً لاقتراحك المهم، عملنا به، وجئنا بمولدات إسعافية محمولة على شاحنات، نستخدمها عند الضرورة.

وأعتقد أن تلك المولدات زاد عددها، بل باتت متاحة لكثير من الصناعيين وكبار التجار ومنتشرة في أسواقنا المهمة، فاستثمروها لراحة المواطن ورضاه.

الأمر يحتاج إلى حركة، إلى حيوية، إلى مبادرة، إلى مسؤول لا ينام من أجل الناس البسطاء الكادحين، لقد تفاءلنا خيراً بالإدارة المحلية الجديدة، فلتبرز لنا عضلاتها بالمعنى الإيجابي، وعلى غرار المرحوم صائم الدهر، أنا متفائل بالدكتور سنجار طعمة معاون وزير الكهرباء لشؤون الطاقة المتجددة، تابعت دأبه ومثابرته ونجاحه في لفت الانتباه إلى الشمس كمصدر تسخين مياه وتوليد كهرباء.

وها قد وضعت النقاط على الحروف وبت صاحب قرار، تعال إلى صندوق في كل حي أو دائرة خدمات، يجمع مساهمات ويضيف إليها قروضاً بإشراف المركز الوطني لبحوث الطاقات المتجددة وأنت مديره، وبتأمين المال يمكن بناء خلايا كهرضوئية لكل حي في مدننا وأريافنا، جربتم ذلك فوق مدرسة ابن خلدون في دمشق ومجمع مدارس قدسيا، اقصدوا الصليب الأحمر وكانت له مساهماته السخية مع وزارة البيئة في الزبداني وأوتوستراد المزة وآبار معلولا والقلمون، وم. رويدة النهار مديرة الطاقات المتجددة في وزارة البيئة، تعرف ذلك جيداً، فإذا كانت لا تزال تعمل في تلك الوزارة، فإن عليها مساعدتكم في هذا المشروع المهم.

ارفضوا المستحيل، دائماً هناك حلول أساسها المتين أن الحمل على الجماعة خفيف وسدنتها بناة يحبون وطنهم ويتفانون من أجله وهيا إلى العمل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن