شؤون محلية

وزير السياحة: تنسيق مع غرف السياحة وتكاتف بين كل جهات القطاع السياحي وإلغاء الحفلات في الفنادق والموافقات الممنوحة حتى إشعار آخر

| فادي بك الشريف

أكد وزير السياحة محمد رامي مرتيني استنفار جميع كوادر الوزارة لوضع جميع الإمكانيات المتاحة بالتنسيق مع غرف السياحة للوقوف إلى جانب المتضررين من الزلزال، مؤكداً دعوة أصحاب ومستثمري المنشآت السياحية إلى وضع جميع الإمكانيات لديهم – على اختلاف أنواعها – تحت تصرف المحافظين ورؤساء مجالس المدن والوحدات الإدارية، وذلك لتأمين ما يمكن من المساعدات للمساهمة في تخفيف المعاناة عن المواطنين المصابين في المحافظات المتضررة من جراء الزلزال وما نتج عنه من أضرار.

وقال وزير السياحة في تصريح لـ«الوطن»: هناك تكاتف بين مختلف الجهات مع القطاع السياحي الخاص، مع إمكانية وضع عدد من المباني للإيواء ووضعها في تصرف المحافظين وخاصة المحافظات المنكوبة من جراء الزلزال.

وأكد مرتيني أن رئيس الجمهورية وجه بالاستنفار الكامل واتخاذ كل الإجراءات وتسخير كل إمكانيات الدولة، مع تشكيل لجان قامت بجولات على محافظات حماة وحلب واللاذقية، ورصد واقع مختلف المحافظات واتخاذ الإجراءات اللازمة.

وكشف وزير السياحة عن إلغاء كل الحفلات التي كانت مبرمجة في كل الفنادق في سورية حتى إشعار آخر مبيناً أنه تم إلغاء مختلف الموافقات الممنوحة لإقامة الحفلات مثل «عيد الحب».

وعلى نحو متصل، أكد محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي لـ«الوطن» أن لجاناً فنية انطلقت للتأكد من سلامة أبنية السكن العشوائي في حال تعرضت للتصدعات، مبيناً أن أسطول آليات إزالة أنقاض يرافقه أكثر من 13 سيارة إسعاف توجه إلى محافظات حلب وحماة واللاذقية.

وقررت المحافظة إرسال صباح أمس قافلتي مساعدات إنسانية وغذائية وطبية إلى محافظتي حلب واللاذقية، وذلك ضمن إطار خطة التحرك الطارئة.

في الغضون، نفى مدير المركز الوطني لرصد الزلازل في سورية إمكانية حدوث موجات تسونامي عقب الزلزال المدمر وهزاته الارتدادية.

وقال مدير المركز: إن «الزلزال الرئيسي قوته ٧.٧ حدث في شمال لواء إسكندرون بمنطقة يابسة أي لم يحدث في البحر وبالتالي ليست هناك مؤشرات على حدوث موجات تسونامي كما يعتقد البعض».

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد الأستاذ في الجيولوجيا بجامعة دمشق الدكتور نضال شقير أن الهزة الأرضية التي حدثت في جنوب تركيا بقوة 7.8 درجات عبارة عن زلزال كبير أثر في المنطقة كلها من تركيا إلى سورية ولبنان والأردن ومصر والعراق وقبرص، بحيث تقع منطقة بلاد الشام في الطرف الشمالي من الانهدام الإفريقي- السوري الكبير والذي يبدأ من البحر الأحمر في الجنوب ويستمر شمالاً عبر خليج العقبة والبحر الميت وبحيرة طبريا والبقاع اللبناني والجزء السوري ويستمر شمالاً عبر مصياف وسهل الغاب في شمال غرب سورية حتى الأراضي التركية حيث بحيرة العمق في الغرب ويمتد هذا الانهدام أكثر من 1000 كم.

وقال: إن الصفيحة العربية تتحرك نحو الشمال بحوالي 2سم في منطقة البحر الأحمر وبحدود ١١ مم سنوياً في شمال غرب سورية حيث يتولد الزلازل نتيجة الضغوط المتراكمة عبر هذه الحركة، كما تتفرع عن الصدع الرئيسي مجموعة من الصدوع نذكر منها: صدع سرغايا وصدع دمشق وصدع راشيا وحاصبيا وصدوع السلسلة التدمرية وصدع النبك وصدع الجهار وصدع اليمونة وصدع اللاذقية – كلّس.

وأضاف: أما حول التكرارية التاريخية للزلازل فإنه كل 250-350 سنة يمكن أن يحصل زلزال كبير على هذا الانهدام والصدوع المتفرعة عنه، علماً بأن التكرارية والشدة متغيرة حسب طبيعة كل صدع.

وأوضح شقير أنه من الصعب التنبؤ بالزلازل، لكن التعامل معها يتم من خلال الاهتمام ببناء بنية تحتية قوية لتتحمل الهزات بدرجات عالية، مع وجود دعامة للبنية التحتية للمنشآت حسب أهميتها وحجمها وارتفاعها، وعلى سبيل المثال اليابان التي أوقفت التنبؤ بالزلازل وعمدت إلى الاستقرار الزلزالي لمنشآتها عن طريق ثبات المنشآت، علماً أن هناك إرشادات يمكن اتباعها عند حدوث الزلازل.

وقال: الأهم من التنبؤ بالزلازل هو العمل على بناء المنشآت والأبنية البرجية والسكنية والسدود وغيرها بشكل آمن لتحمل الزلازل بدرجات تناسب كل منشأة، وذلك من خلال الدراسات الجيوفيزيائية الهندسية والسيزمية الجيوهندسية الداعمة لعمل المهندس الجيوتكنيكي والمدني لجعل المنشآت مستقرة زلزالياً.

وقال: غالباً ما تأتي تنبؤات هوغربيتس من برنامج تم إنشاؤه من ولعه بالنظام الشمسي وحركة الكواكب، إضافة إلى مهارة والده في هندسة الكمبيوتر وتقنيات المعلوماتية، وبفضل البرنامج الذي طوره بمساعدة والده، يمكنه رؤية حركات الأجسام والكواكب في الفضاء واستخراج بعض التنبؤات.

وأكد أنه من المعروف للمختصين في هذا المجال أن الحيوانات لها حساسية عالية لسماع تغيرات أصوات الحركات الأرضية فتتصرف بغرابة وتصدر أصواتاً غير معتادة وهناك دراسات عالمية لدى بعض الدول في هذا المجال، مضيفاً: تحدث هزات ارتدادية قوية بعد وقت قصير من الزلزال، حتى يخف تأثير الهزات، مبيناً أن الهزات العادية ومئات الهزات الدائمة تحدث كل فترة من دون أن نشعر بها في عدد من المحافظات.

وأوضح شقير أن الزلزال الجديد الذي ضرب سورية يعتبر من أقوى الزلازل منذ 25 عاماً.

وأضاف: قد نشهد هزات أخرى لكن أقل فاعلية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن