رياضة

مستقبل ناعم

| مالك حمود

فيما كانت سورية تبكي بحرقة وألم على وجع الراحلين والمصابين والمتضررين نتيجة ما أحدثته الهزة الأرضية من كوارث حقيقية في جسد الوطن الواحد.

ثمة فرحة خجولة حاولت لاعبات سورية الناشئات بكرة السلة صنعها وإهداءها لـ«الوطن» المتألم.

الثقة كانت واضحة بل أكيدة لدى حوارنا مع لاعبات منتخب سورية للناشئات بكرة السلة قبيل سفرهم إلى بطولة غرب آسيا التي جرت في العراق.

الكل تحدث بلغة الواثق من نفسه، والمتمكن بقدراته ومهاراته، رغم تخيلي لبعض الوقت أنها مجرد أمنيات وتمنيات، ولم نستعجل الكلام، وفي الملعب تتحدد وتنتهي الأحكام.

والمنتخب يعيش هذه المرة حالة تجدد في طاقمه الفني والإداري وصفوفه أيضا.

وجاءت لغة الملعب كي تؤكد وتصدق ما قالته اللاعبات.

فوزان صريحان على كل من العراق وفلسطين، تخللتهما خسارة أمام لبنان أزعجت البعض ودفعته للبحث عن السبب، والمسبب.

ما يحدث في رياضتنا يذكرنا بالتاريخ الذي درسناه، والأسباب المباشرة، والأسباب غير المباشرة الكامنة وراء كل حدث وحادث، ولكل حادث حديث.

ولو كانت الخسارة مسؤولية المدرب، فالمدرب نفسه قاد الفريق إلى الفوز بعد يومين من الخسارة.! كي يفوز في النهاية ببطولة غرب آسيا.

ألا يمكن أن نفهم من ذلك تطور أداء المنتخب مباراة بعد أخرى؟

ألم نكتشف بعد بأن المعسكرات المحلية السريعة لا تحقق كل ما يصبو إليه المدرب الذي يجد نفسه مطالباً بالنتائج أمام منتخبات نالت حقها من المعسكرات الداخلية والخارجية والمباريات الدولية المطلوبة، عكس منتخبنا الذي يجد نفسه في معمعة البطولة قبل أن ينضج الفريق وينال حقه من الانسجام والتجريب في مباريات قوية وملبية، ولذلك نجد منتخباتنا تتحسن مباراة بعد أخرى في مشاركاتها الدولية الرسمية.

فهل آن الأوان كي نجد منتخباتنا الوطنية للفئات العمرية تخوض البطولة بعد مرحلة تحضيرية كاملة ومتكاملة من معسكرات محلية ودولية، ومباريات دولية تفي بالغرض أيضا؟ وهل آن الأوان كي نفكر بمستقبل تلك المواهب قبل التفكير بلغة الفوز والخسارة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن