الأخبار البارزةشؤون محلية

بلدنا ليس مهيأً لمثل هذه الكوارث بسبب الإرهاب والعقوبات الاقتصادية الجائرة علينا … مخلوف: نرحب بكل من بادر بوفاء وامتنان ونستقبل كل مبادرة من دون تسييس أو مس بالسيادة السورية

| محمد منار حميجو

بين وزير الإدارة المحلية والبيئة- رئيس اللجنة العليا للإغاثة حسين مخلوف أن بلدنا ليس مهيأً لمثل هذه الكوارث وخصوصاً بعد 12 سنة من مقاومة الإرهاب وما تركه من آثار من استهداف للبنى التحتية وإمكانات الدولة والتسبب بفقدان آليات هندسية ومعدات بحوالى 50 ألف آلية، معرباً عن شكره للدول الشقيقة والصديقة التي بادرت إلى تقديم المساعدات من مواد طبية وغذائية للمتضررين من الزلزال المدمر، مضيفاً: نرحب بأي مبادرة ونستقبل كل مبادرة لتقديم الإعانة من دون تسييس أو مس لسيادة الدولة السورية.

وخلال مؤتمر صحفي عقده مخلوف في مبنى وزارة الإدارة المحلية والبيئة أمس أكد أن عدد ضحايا الزلزال حتى الآن بلغ 1262 بينهم أطفال ونساء في حين بلغ عدد الجرحى الذين تم إنقاذهم من تحت الأنقاض 2285 جريحاً، لافتاً إلى أن هذه الأرقام في حالة تطور مع تقدم عمليات الإنقاذ تباعاً.

وأشار مخلوف إلى أنه تم افتتاح 180 مركز إيواء، كاشفاً أن عدد الأشخاص الذين خرجوا من منازلهم خوفاً وهلعاً من تصدع المنازل بسبب الزلزال بلغ 293829 شخصاً بينهم أطفال ونساء، مؤكداً أنه ليس كل هؤلاء يلجؤون إلى مراكز الإيواء باعتبار أن هناك الكثير منهم يذهبون إلى أقاربهم وخصوصاً في الأرياف.

وبين مخلوف أن كل الجهود منصبة على تقديم كل ما يلزم لأهلنا سواء من الهلال الأحمر السوري والأمانة السورية للتنمية واللجنة العليا للإغاثة، لافتاً إلى أنه تم زج أكثر من 157 آلية من المحافظات الأخرى لخدمة المحافظات المتضررة.

وأضاف: يمكنني القول إن ما تم إنجازه قياساً بالإمكانات وبحجم الضرر الذي لحق ببلدنا بسبب الإرهاب وبالإجراءات القسرية الأحادية الجانب ينم وينبئ عن دولة متكاملة المفاصل بكل تلاحم مكوناتها، وتكامل أدوار الوزارات والجهات المركزية والمحلية مع المجتمع الأهلي والمنظمات والاتحادات والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية ما مكن الجهات المعنية من التعاطي مع هذا الحدث ما يجيّر كل الطاقات تجاه الهدف.

وقال مخلوف: من المعروف أن بلدنا ليس مهيأً لمثل هذه الكوارث وخصوصاً بعد 12 سنة من مقاومة الإرهاب وما تركه من آثار من استهداف للبنى التحتية وإمكانات الدولة ما سبب فقدان آليات هندسية ومعدات بحوالى 50 ألف آلية كان نصيب وزارة الإدارة المحلية أكثر من 5 آلاف آلية وهذا ما أثر سلباً على إمكانية التعاطي مع مثل هذه الحالات.

وأضاف: لا ننكر صعوبة الوضع ضمن الإمكانات المتاحة كما أن الطقس أثر سلباً على عمليات الإنقاذ والإغاثة وكل هذا لم يثنِ فرق الإنقاذ وكوادر الأطباء والمسعفين فهم مستنفرين على مدار الساعة.

وتابع قائلاً: كما ترافق ذلك بإجراءات قسرية أحادية الجانب من الدول الداعمة للإرهاب اصطدمت فيها الدولة السورية في التعويض عن الآليات التي فقدتها، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات القسرية استهدفت الدواء ولقمة عيش المواطن السوري فما بالكم بالآليات والمعدات اللازمة.

وقال مخلوف: بعد وقوع الزلزال بثلاث ساعات كان الاجتماع الطارئ برئاسة الرئيس بشار الأسد والذي نجم عنه بوضع خطة متكاملة وتنظيم للعمل لا مثيل له، موضحاً أن عنوان الخطة التركيز أولاً على إزالة الأنقاض وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح، منوهاً بإنقاذ عدد كبير من العالقين تحت الأنقاض بفضل الجهود السريعة بالإمكانات المتوافرة سواء الرسمي أم من المجتمع الأهلي.

وأضاف: الأولوية الثانية هي تقديم الرعاية الصحية الكاملة لمن تم إنقاذهم في المشافي وهذا تم بجهود مميزة من كوادرنا الطبية، كما هو حال كوادرنا التي قامت بعمليات الإنقاذ ومنها الدفاع المدني والإطفاء وكل مؤسسات الدولة، وأوضح أن الأولوية الثالثة تأمين مراكز الإيواء لمن خرج من منزله بسبب الزلزال وهذا ما تم، إضافة إلى تقديم العون لهم وكل المستلزمات الإسعافية والمواد الأولية من حرامات وفرشات وسلل غذائية وصحية.

ولفت إلى أن الأولوية الرابعة تقييم الأضرار والأبنية والتحقق من سلامتها الإنشائية حتى يعود قاطنوها بأمان إليها، كما أنه سيتم العمل على تقييم المباني ووضع خطة لإخلاء المباني الآيلة للسقوط التي هي بحاجة إلى هدم وتدعيم المنازل التي بحاجة إلى تدعيم فالأمر منظم في كل المراحل.

وأشار إلى الجهود المبذولة لترميم ما تضرر من بنى تحتية من قبل الجهات المعنية مثل شبكات المياه والكهرباء والاتصالات وكل المرافق الخدمية، والذي ترافق مع استنفار كل الوزارات المعنية لتقديم المواد الغذائية وبكل أشكالها، مع ضخ كميات زائدة من المحروقات إلى المحافظات المنكوبة.

وقال مخلوف: نتلقى يومياً مئات العروض من أبناء بلدنا جماعات وأفراداً للمساهمة وتقديم العون والتبرع النقدي أو العيني والجهد وبكل أشكال الدعم المتوافر، مضيفاً: لابد أن نشكر الدول الصديقة التي بادرت إلى التعبير عن تضامنها مع سورية وتعلمون أن جزءاً كبيراً من قادة العالم العربي والأصدقاء على تواصل مباشر مع القيادة السورية وهذا رصيد لقيادتنا وهذا أعطانا الزخم الكبير وما نشهده في مطاراتنا من توارد للطائرات المحملة بالمواد الطبية والإغاثية هو ترجمة لهذه الاتصالات والتضامن الكبير من الدول الشقيقة والصديقة.

وأوضح مخلوف أنه وردنا مساعدات من دول العراق والإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر والأردن وليبيا الشقيقة وكذلك من دول إيران وروسيا والهند والباكستان وأرمينيا وهذا يدل على الرصيد لقيادتنا، كاشفاً أن دول سلطنة عمان وكوبا وفنزويلا وبيلاروس أبلغونا بإرسال طائرات مساعدات إلى سورية.

رداً على أسئلة الصحفيين

ورداً على سؤال «الوطن» حول المبالغ المخصصة لتعويض المتضررين وكذلك تنظيم المساعدات المقدمة من الأفراد والمؤسسات المجتمعية وكذلك حجم المساعدات الواردة إلى سورية من الدول الصديقة والشقيقة وهل هي كافية بين مخلوف أنه بالنسبة لتعويض المتضررين تم تخصيص 50 مليار ليرة كرقم إسعافي لمواكبة عملية الإنقاذ، مضيفاً: هناك برنامج متوسط وإستراتيجي المدى لإزالة الآثار التي نجمت عن تداعيات هذا الزلزال حول هذا الموضوع وبالتالي فإنه على المستوى البعيد سيكون هناك فرق هندسية لتقييم كل أضرار الأبنية تحت عنوان المحافظة على الأرواح بأي ثمن.

وتابع قائلاً: بالنسبة للمتبرعين والجهات التي تبرعت كل هذه التبرعات بكل تأكيد ستكون محصورة بجهة حكومية واحدة.

وخلال رده على أسئلة الصحفيين أعرب مخلوف عن شكره لكل الدول التي قدمت مساعدات لسورية، مضيفاً: نرحب بكل من بادر بكل وفاء وامتنان ونستقبل كل مبادرة لتقديم الإعانة من دون تسييس أو مس للسيادة السورية وبنهاية المطاف يتعلق بالدول ومدى تسييسها لهذا الملف.

وأضاف: كما تعلمون الدول الصديقة والشقيقة بادرت من دون تأخير نهائياً وفي المقابل دول أخرى لم تتوانَ في إيصالنا إلى ما نحن عليه من خلال دعم الإرهاب والحصار الجائر على سورية وبالتالي من خلال وزارة الخارجية والمغتربين أطلقنا نداءنا عبر منظمة الأمم المتحدة وهذا حقنا كأي دولة حتى إن هناك دولاً تملك إمكانات كبيرة تطلب الإعانة وبالتالي مارسنا حقنا ونرحب بمن يقف إلى جانبنا ويساعدنا.

وقال مخلوف: نأمل بأن تتكامل وتتضافر الجهود المحلية والاجتماعية والفعاليات الاقتصادية والجهود الدولية وقبل هذا وذاك مع الجهود الحكومية لترميم ما يمكن ترميمه للمنازل بأي شكل ونعيد مراكز الإيواء والتي هي بنهاية المطاف مدارس ومبانٍ حكومية وفنادق لاستخدامها الطبيعي.

وأضاف مخلوف: أعلنا عن لائحة احتياجات تم تقديمها عبر وزارة الخارجية، مشيراً إلى أنه تم تأمين الآليات لإزالة الأنقاض وإنقاذ الأرواح ولكن الإمكانات لم تكن متوافرة لتأمين الآليات النوعية وهذا سببه الحصار الاقتصادي الجائر على سورية وبالتالي فإن الآلية النوعية غير متاحة، مضيفاً: تم التواصل مع المحافظين المعنيين وأن عدد الآليات كافية لكن نحتاج إلى بعض الآليات النوعية.

وأكد مخلوف أن مزاعم الولايات المتحدة الأميركية بأن عقوباتها على سورية لا تشمل الأدوية والمواد الغذائية هو افتراء ويعري هذا الإجراء من قبلها وكل الدول التي تشاركها في تطبيق العقوبات على سورية، موضحاً هذه العقوبات حرمت الشعب السوري في الحصول على الإمكانات التي تساعده في مثل هذه الظروف كما حرمته من الأدوية والأغذية والطاقة.

وأضاف مخلوف: وبالتالي كل ما نعانيه في بلدنا هو بفعل إما إرهاب أو عقوبات من قبل الدول الداعمة للإرهاب، إلا أن الدولة السورية أقوى بجيشها وشعبها وبقيادتها الحكيمة، مشيراً إلى أنه بكل تأكيد يجب أن ترفع العقوبات عن سورية، مشيراً إلى أن ما حدث في سورية يدل على فظاعة التفكير الغربي الذي يتشدق بالحريات وحقوق الإنسان وهو أبعد ما يكون عن ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن