سورية

المساعدات تصل تباعا على المطارات السورية.. وبغداد تدعو لتشكيل … غرفة عمليات مشتركة لفتح الحدود.. والأردن سيقدم كل ما يستطيع … العراق يطالب الحكومات بإيقاف القرارات «العقابية» بعد الزلزال

| وكالات

مع استمرار العديد من الدول العربية والأجنبية في الإعراب عن تضامنها مع سورية وشعبها ودعمها لها بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وتأكيد استعدادها لتقديم المزيد من المساعدات للمنكوبين، تواصل أمس قدوم الطائرات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى مطار دمشق، في حين دعا العراق الحكومات لإيقاف القرارات والسياسات «العقابية».
وارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سورية من جراء الزلزال الذي ضرب الإثنين الماضي شمال غرب البلاد إلى 2802 وفاة وأكثر من 5000 إصابة، بينما أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية «آفاد»، ارتفاع عدد الضحايا في تركيا إلى 9057 قتيلاً من جراء ذات الزلزال الذي ضرب جنوب شرق البلاد.
رئيس العراق، عبد اللطيف رشيد، وفي بيان نقلته قناة «السومرية نيوز»، قال: «تعيش شعوب منطقتنا، وبالأخص الشعبين السوري والتركي، ظروفاً مأساوية نتيجة تداعيات الكوارث الطبيعية من زلازل وهزات أرضية وأحوال مناخية متقلبة، وهو ما يستدعي من الجميع التعاون والتآزر لتوفير الإغاثات العاجلة للمتضررين»، مؤكداً ضرورة تواصل تقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين والجرحى وأسر الضحايا، وأن حجم الكارثة يتطلب خطوات استثنائية طويلة الأمد لمعالجتها».
ودعا رشيد، الحكومات والقوى السياسية إلى «تجميد خلافاتها والتعاون لتقديم المساعدات وتسهيل وصولها إلى المتضررين، والأطراف الإقليمية والدولية إلى الاهتمام بالشعوب وإيقاف كل القرارات والسياسات العقابية التي أضرت بالمدنيين وعرّضتهم إلى مصاعب كبيرة.
وأضاف: إن «الأضرار الكارثية التي نجمت عن الزلازل تتطلب خططاً إغاثية طويلة الأمد، فمن المدنيين مَن سيبقون بلا عمل ولا سكن ولا خدمات لأشهر وربما لسنوات قادمة، وهناك آلاف الجرحى بحاجة للخدمات العلاجية داخل بلدانهم أو خارجها، كما تحتاج المناطق المدمرة إلى عملية إعادة إعمار سريعة لتعود إليها الحياة الطبيعية».
وتابع: «في الوقت الذي يعرب فيه العراق عن تضامنه مع المتضررين وأسر الضحايا ويواصل عمله على تقديم كل أنواع المساعدات الممكنة، فإنه يعلن عن وضع كل إمكاناته في خدمة أي تنسيق وحوار دوليين لتجاوز ما يعرقل العمل العالمي المشترك المطلوب لمواجهة المحنة التي تعانيها المنطقة».
كما دعا البرلمان العراقي في بيان نقلته وكالة «سانا» حكومة بلاده إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة لفتح الحدود، واستقبال الجرحى، وتقديم كل ما هو ممكن وبكل قوة.
من جهته، طالب نائب رئيس البرلمان شاخوان عبد اللـه أحمد في بيان منظمات الإغاثة الدولية بتقديم الدعم العاجل والمساندة الفورية، لإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض والأبنية التي هدمت جراء الزلزال.
بدوره، عبر المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني في بيان، عن خالص المواساة والتعازي لذوي الضحايا في كارثة الزلزال، داعياً إلى تضافر جهود الجهات المعنية وعامة أهل الخير في سبيل توفير الاحتياجات الضرورية للمتضررين في أسرع وقت، في حين أعلن التيار الصدري العراقي في بيان عن حملة إغاثية تحت اسم «الأشقاء» سيتم إطلاقها اليوم لدعم سورية في مواجهة الدمار الذي أوقعه الزلزال, وبالتزامن، وصلت طائرة عراقية ثانية إلى مطار دمشق الدولي تحمل مساعدات إنسانية لمتضرري الزلزال، حسب «سانا»، وذلك بعد أن كانت قد وصلت الطائرة العراقية الأولى مساء الإثنين محملة بـ70 طناً من المواد الإغاثية.
والإثنين أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، فتح بلاده جسراً جوياً مع سورية، من أجل إرسال المساعدات الإغاثية العاجلة.
بموازاة ذلك، قال قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي خلال لقائه بكوادر من القوة الجوية الإيرانية: «نحن أيضاً ابتلينا بمثل هذه الكوارث ونعلم كم هو ثقيل وصعب أن يفقد المرء عائلته عند حدوث الزلزال»، مضيفاً: إن «المسؤولين في إيران قدموا الدعم للمتضررين، وسيواصلون القيام بذلك».
بموازاة ذلك، أكد وزير الطرق وبناء المدن في إيران مهرداد بزر باش خلال اتصال هاتفي مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل أمس حسب «سانا»، استعداد بلاده لإرسال المزيد من المساعدات إلى سورية، لتعزيز قدرتها على التعامل مع نتائج الزلزال وتداعياته.
بدوره أعرب الخليل عن تقدير سورية لإيران قيادة وشعباً على مبادرتها العاجلة، بالوقوف إلى جانب سورية في المحنة التي تمر بها، متمنياً دوام التقدم والازدهار والأمن والأمان لإيران والشعب الإيراني.
جاء ذلك، في حين أعلن وزير التعمير والإسكان الروسي إيريك فايزولين وفق «سانا»، استعداد الوزارة لمساعدة سورية في ترميم المباني التي تأذت بعد الزلزال.
وأشار فايزولين إلى أنه يتم التنسيق في هذا الشأن من قبل وزارة الطوارئ، حيث تم إرسال متخصصي الوزارة إلى سورية، وإذا ما دعت الحاجة فسوف يتم إرسال متخصصين من الجهات الحكومية الأخرى، بما في ذلك من وزارة التعمير والإسكان.
وفي السياق، قالت وكالة الأنباء العمانية: إنه «امتثالاً لأوامر السلطان هيثم بن طارق بدأت سلطنة عمان (أمس) بتسيير جسر جوي لنقل مواد إغاثية وطبية للمناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب الجمهورية العربية السورية، لتقديم العون والمساعدة للأشقاء انطلاقاً من واجبها الإنساني».
من جهتها، طالبت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في إفادتها الصحفية أميركا برفع العقوبات الأميركية أحادية الجانب عن سورية فوراً، وفتح الباب أمام المساعدات الإنسانية، وذلك حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأضافت نينغ: إن الجيش الأميركي لا يزال يحتل اليوم المناطق الرئيسية المنتجة للنفط في سورية، ويحصل على النفط السوري لنفسه، ويهرب مخزون الغذاء السوري، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
شيخ الأزهر أحمد الطيب من جهته، دعا في منشور له وفق قناة «سكاي نيوز»، العالم للانتفاضة من أجل إغاثة ودعم المحاصرين والمنكوبين في سورية وتركيا.
في غضون ذلك، حطت طائرة شحن إغاثية أردنية في مطار دمشق الدولي تحمل مساعدات إغاثية، حيث أكد القائم بأعمال السفارة الأردنية بدمشق السفير باسل الكايد في تصريح له، أن هذه المساعدات جاءت بتوجيهات من ملك الأردن عبد اللـه الثاني كمساعدات إغاثية وإنسانية مقدمة من الشعب الأردني ومن الأردن إلى الأشقاء في سورية لتكون جزءاً من الجهود الإغاثية التي يستطيع الأردن أن يقدمها في هذه الظروف الصعبة لإخوتنا في سورية والتي تحوي على كل المساعدات الإنسانية والإغاثية.
وأوضح الكايد أن بلاده سوف تقدم وبناء على توجيهات الملك كل ما تستطيع من إغاثة ومساعدة للإخوان في سورية وذلك بالترتيب مع الحكومة السورية، مؤكداً أن الشعب السوري «هم إخواننا وأن الأردن سيقدم كل ما يستطيع لسورية في هذه الظروف».
وقبل ذلك بساعات، وصلت إلى مطار حلب الدولي طائرة ركاب تابعة لأجنحة الشام قادمة من الإمارات العربية المتحدة تحمل طروداً من المساعدات الإغاثية، وبين مدير المطار محمد مصري وفق «سانا» أن المساعدات تم إرسالها من المغتربين السوريين في الإمارات.
وبالتزامن، وصلت طائرة إغاثة أرمينية إلى مطار حلب الدولي تحمل فريقاً ومعدات إغاثية للمناطق المتضررة من الزلزال، كما وصلت طائرة أخرى إلى المطار ذاته محملة بمساعدات طبية وإغاثية مقدمة من «المستشفى السعودي- الألماني» في دبي.
وفي السياق، وصلت إلى مطار دمشق الدولي طائرة هندية محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية. وفي تصريح له أشار القائم بأعمال السفارة الهندية بدمشق ساتيندر كومار إلى أنه يتم تجهيز طائرة مساعدات أخرى، تحمل مواد إغاثية وطبية ستصل خلال الـ 24 ساعة القادمة، لافتاً إلى أن الطائرة التي وصلت اليوم تحمل نحو 6 أطنان من المواد الطبية والأدوية.
كما وصلت طائرة باكستانية إلى مطار دمشق الدولي محملة بمواد إغاثية، وأكد السفير الباكستاني في سورية شاهد أختر، أن المساعدات المقدمة أكثر من 40 طناً وسيتم إرسال طائرة أخرى غداً الجمعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن