رياضة

قلوب الرياضيين مع جبلة الحزينة

| جبلة - خالد عكو

تحاول جبلة بيد أبنائها وعون محبيها لملمة جراحها بعد الزلزال القوي الذي ضربها وسبب انهياراً في عدد من الأبنية على رؤوس ساكنيها في المدينة والريف صباح الإثنين الماضي. وقد شكلت تبعات الزلزال تحدياً أخلاقياً على الجميع سواء على أبناء المنطقة المنكوبة، أم على أبناء المدن السورية الأخرى غير المنكوبة الذين يدركون جيداً واجبهم تجاه إخوتهم، بالإضافة لأصحاب القرار. ومن هذا المنطلق فقد قدمت إدارة نادي جبلة الرياضي المنشآت الرياضية التابعة للنادي والقابلة لاستقبال الناس، جاعلة إياها أحد مراكز الإيواء الكبرى في المدينة للمهجرين من بيوتهم والذين تضررت مساكنهم بفعل الزلزال. حيث تم استقبال الناس ضمن القاعات التدريبية الخاصة برياضات تنس الطاولة والملاكمة وغيرها أسفل المدرج الشرقي لملعب البعث، كما تم تقديم الصالة الرياضية المغلقة الواقعة بجانب ملعب البعث لتستخدم كمركزٍ لتجميع المعونات المقدمة للمهجرين وفرزها.

شهداء أبرار

وقد فقدت مدينة جبلة حالها حال المدن السورية المنكوبة الأخرى عدداً من الشهداء الذين قضوا في الزلزال المؤسف. وعلى الصعيد الرياضي فلم تسجل جبلة خساراتٍ كبيرةٍ على صعيد المنشآت الرياضية، ولكنها خسرت أغلى من ذلك، وهو مدربنا الوطني نادر جوخدار وابنه تاج الذان تم تداول نبأ وفاتهما منذ الساعات الأولى بعد الزلزال، لتلتحق بهما تدريجياً ثلةٌ كبيرةٌ من الشهداء الغالين الذين قضوا بسبب الواقعة، ومن الشهداء الرياضيين الذين قضوا مشجعا جبلة وعضوا الألتراس محمد المكن، وأخوه كرم بالإضافة للمشجع علي إبراهيم، وكلهم من المشجعين الأوفياء للنادي ممن تركوا غصةً كبيرةً عند جمهور نادي جبلة الكبير.

استنفار مشجعي النادي

قام مشجعو النادي وشباب الألتراس بالتعاون مع رئيس النادي والجمعيات الخيرية الحاضرة بتقديم المساعدة والعون للمهجرين، حيث لم يقتصر عملهم على مقرات النادي، بل شاركوا في إنشاء النقط الطبية، وأشرفوا على استقبال وتصنيف وتوزيع المساعدات المقدمة للأهالي وغيرها من الأعمال المضنية.

إجراءات مشرّفة من أندية كبيرة

وقف نادي الكرامة ومشجعوه موقفاً يليق باسم ناديهم العريق بإرسالهم قافلة كبيرة بالمعونات لأهالي جبلة، وقد كان ذلك بالتنسيق مع مشجعي جبلة الذين استقبلوا القافلة بحفاوة كبيرة، ومازالت هناك قوافل أخرى تتجهز من الأندية الأخرى لترسل لجبلة واللاذقية، منها على سبيل المثال لا الحصر ناديا الوثبة والوحدة، وهذا ليس بغريب على أبناء سورية الذين دائماً يكونون يداً واحدة في السراء والضراء.

جرحٌ كبيرٌ وقرارٌ مناسبٌ

مازال أهالي جبلة يرضخون بشكلٍ مؤسفٍ لضغوطٍ نفسيةٍ كبيرة إثر الزلزال الكبير، حيث إن هزاته الارتدادية لم تتوقف بعد، كما أنه ما من أحد من سكان المنطقة إلا وقد مات له قريبٌ أو عزيزٌ في الحادث، أو على الأقل تضرر بيته أو بيت أحد أحبابه. لذا فإن قرار إيقاف النشاط الرياضي جاء في الوقت المناسب، فاللاعبون هم جزء من المجتمع، ومن الطبيعي أن تتأثر نفسيتهم بما حصل بشكلٍ كبيرٍ حالهم حال الآخرين، هذا غير انشغال المنشآت الرياضية بقدوم الأهالي إليها.

جبلة مازالت بحاجة للمزيد

على الرغم من كثرة الأيادي البيضاء في بلدنا وتوجه الكثيرين لتقديم المساعدات لجبلة والمدن المنكوبة، فإن حجم الكارثة كبير للأسف، وبما أن السر يكمن في العطاء، فإن أبناء جبلة يرحبون شاكرين بأي مبادرة خيرية جديدةٍ تصدر من الأندية والمؤسسات الرياضية المختلفة في سبيل تضميد الجراح وإعادة السكينة والهدوء لقلوب أهالي هذه المدينة المكلومة بشكلٍ كبيرٍ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن