شؤون محلية

ازدياد في طلبات الكشف الفني على التشققات والتصدعات في أبنية طرطوس … المحافظة: 23 لجنة فنية في كل المناطق وننتظر تقاريرها

| طرطوس- هيثم يحيى محمد

ما زال الخوف والرعب يسيطر على نسبة كبيرة من أبناء محافظة طرطوس نتيجة الهزة العنيفة وغير المسبوقة التي تعرضت لها المحافظة، ويترافق ذلك مع حصول تصدعات وتشققات في الكثير من الأبنية والشقق التي يسكنون بها، حيث علمت «الوطن» أن هناك عشرات الحالات من من مواطنين يخشون النوم في بيوتهم بعد أن أحدث فيها الزلزال هبوطات وتصدعات كبيرة، وخاصة أن مهندسين كشفوا عليها وطلبوا منهم إما التدعيم وإما الإخلاء.

أمام هذا الواقع وسيل الاتصالات والمراجعات أصدر محافظ طرطوس عبد الحليم عوض خليل قراراً بتشكيل لجان للكشف الميداني على المباني الخاصة المتضررة جرّاء الهزة الزلزالية التي حصلت يوم الإثنين الماضي، وتقدير عامل الخطورة لهذه الأبنية والمقترحات اللازمة، وتضم هذه اللجان في عضويتها مهندسين من مديرية الخدمات الفنية وفرع نقابة المهندسين بطرطوس والوحدة الإدارية المعنية.

وذكر مصدر مسؤول في المحافظة أن عدد اللجان التي تم تشكيلها يبلغ 23 لجنة بواقع /10/ لجان في مدينة طرطوس و/3/ لجان في منطقة طرطوس و/3/ لجان في صافيتا و/3/ لجان في بانياس ولجنتان في دريكيش وواحدة في القدموس وأخرى في الشيخ بدر. طالباً ممن يلاحظ أي تصدع أو تشققات في بنائه جرّاء الزلزال إعلام الوحدة الإدارية المعنية لتقوم اللجنة المذكورة بإجراء اللازم.

ومنذ اليوم التالي للهزة اتصل الكثير من المواطنين باللجان المشكلة أو راجعوا البلديات طالبين الكشف الفني على أماكن سكنهم، وقد استجيب لطلب معظمهم، ومازال بعضهم الآخر ينتظر الكشف وسط خوف من البقاء في بيوتهم التي أثرت فيها الهزة وهؤلاء طالبوا بإلحاح بعدم التأخير وتقييم الوضع.

وهنا نشير إلى أن بعض لجان السلامة العامة التي كشفت على الشقق والبنايات التي حصلت فيها تشققات /نتيجة الهزة العنيفة/ طلبت من مواطنين كثر إخلاء مساكنهم – وفق ما أكده نقيب المهندسين لـ«الوطن»- وعدم الإقامة فيها حرصاً على سلامتهم والسلامة العامة، والسؤال الذي يفرض نفسه في ضوء ذلك ما إمكانية إيجاد سكن بديل لكل أسرة من الأسر التي اضطرت لإخلاء بيوتها ولا يوجد عندها غيرها؟ ومن ثم ما مدى إمكانية مساعدتها في ترميم وتدعيم هذه البيوت من الأموال التي يتم التبرع بها لأعمال الإغاثة؟

المحافظ أجاب «الوطن» عن السؤال بالقول: حالياً يتم العمل للكشف على المنازل في جميع المناطق ولا يوجد تعليمات بغير ذلك، وبالنسبة للسكن البديل فحالياً المتوفر هو مركز إيواء جاهز في مدرسة هاشم يوسف بحي الإنشاءات ضمن مدينة طرطوس كما تم تحديد أماكن أخرى عند الضرورة.

ويبدو أن الحديث في الوضع الإنشائي للكثير من الأبنية ومنها الأبنية المدرسية بات محور احاديث الجميع مواطنين وفنيين وجهات مسؤولة، ويقول مدير الشؤون الفنية في مجلس مدينة طرطوس حسان نديم حسن مبدياً رأيه الفني: يُعد صدأ حديد التسليح في المنشآت البيتونية المسلحة في الساحل السوري من المشاكل الخطيرة التي تحتاج إلى عناية، نظراً لزيادة نسبة رطوبة الجو في المنطقة الساحلية، كما أن ارتفاع درجات الحرارة صيفاً وانخفاضها شتاءً يسبب التمدد والتقلص للعناصر الإنشائية وحصول التشققات، الأمر الذي يُسهل دخول الرطوبة إلى حديد التسليح وصدئه مسبباً تشقق وتكسر طبقة التغطية البيتونية (2 سم) المحيطة بحديد التسليح.

إضافة إلى ذلك قد يحصل ضرر إنشائي بسبب فقدان التلاصق بين الحديد والبيتون وتآكل مقطع حديد التسليح وفي بعض الحالات قد يمتد الضرر وصولاً إلى إخفاق إنشائي.

لذلك لاحظنا في عدد كبير من الحالات تشقق طبقة التغطية البيتونية بعد الزلزال نتيجة ضعف ترابطها مع العنصر الإنشائي، ولاسيما الأعمدة بسبب صدأ الحديد، وهذا الأمر يؤكد ضرورة الصيانة الدورية للأبنية وعدم إهمالها أو التهاون فيها، ومعالجة حالات تسرب المياه الحلوة والمالحة والرشح.

من جهته يقول المهندس توفيق سليمان: إن تقييم الأبنية وتقدير إمكانية بقاء الشاغلين فيها أولاً، يحتاج إلى إجراءات سريعة لا تحتمل الانتظار واللجان المشكلة لمدينة طرطوس لا تكفي واقترح على نقابة المهندسين الإعلان عن رغبتها في السماح لمن يجد في نفسه الكفاءة (مهندس أو مجموعة مهندسين من مرتبة استشاري) التقدم لأخذ تصريح من النقابة يسمح له، العمل في هذا المجال وأن يكون عمل كل لجنة، موثَّقاً لدى النقابة، من بدء تقديم المالك أو مجموعة المالكين الطلب للنقابة وأن يدفع مقدم الطلب مبلغاً رمزياً كـسلفة أجور لجنة (بموجب إيصال صادر عن النقابة) تتناسب قيمته مع عدد طوابق البناء (مثلاً عشرون ألفاً لكل طابق).

ثم تقوم اللجنة على وجه السرعة بالقيام بالكشف وتقديم تقرير مفصل مدعّم بالصور الفوتوغرافية، يذكر فيه صراحة أحد ثلاثة قرارات:1-البناء آمن- 2-البناء آمن ويحتاج إلى تدعيم- 3-البناء خطر يوجب الإخلاء. ويضيف: تذكر اللجنة في تقريرها، طريقة التدعيم المقترحة بالتفصيل مع مخططات التدعيم. في حال كان اختيار اللجنة، الاختيار الثاني تقدم تقريرها إلى النقابة وتذكر المبلغ النهائي المطلوب مقابل عملها (يمكن تسديده من لجان الإغاثة) ويحصل المالك أو المالكون على نسخة مصدقة من التقرير، ويكون عمل اللجنة منتهياً.

وتمنى سليمان أن يدلي أي شخص بأفكاره في هذا المجال، متمنياً أن يتعاون الجميع من أجل أن نعبر هذه المرحلة بأقل خسائر نفسية ومادية إلى مكان آمن سالم نستحق جميعاً أن نكون فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن