شؤون محلية

ناجو حي الأربعين يتذكرون جيرانهم ويروون لحظات الألم … خرجنا من منزلنا في الطابق الخامس فلم نجد الدرج.. وآخر نزل هو وأطفاله بحبل من الشرفة

| حماة- محمد أحمد خبازي

يروي الناجون من انهيار البناء في حي الأربعين بمدينة حماة، الكثير من القصص المؤثرة والمؤسفة عن جيرانهم الذين قضوا في ذلك الحدث الجلل، ويتذكرون اللحظات الأخيرة لانهيار المبنى بكثير من الحزن وعيونهم تغرورق بالدموع.

وتقول إحدى الناجيات من المقيمين بمركز الإيواء في معهد الصم والبكم لـ«الوطن»: كنت في النصف الثاني من البناء المنهار في حي الأربعين ووقت الزلزال خرجنا من الطابق الخامس كي ننزل للشارع، فلم نجد الدرج فرجعنا للداخل لنتكوم بزاوية الغرفة وعددنا ثلاثة أشخاص، ولم نشعر بشيء إلا عندما وصلنا للشارع، بعد أن جاءت فرق الإنقاذ وأنقذتنا بالرافعة.

وأضافت: أنا حزينة جداً على جيراني الذين قضيت معهم سنوات طويلة من الجيرة والمحبة، لقد توفوا جميعاً الرحمة لأرواحهم.

على حين بيَّن الطفل «محمود» أنه حزين جداً على رفاقه الذين كانوا معه في البناء الذي انهار. وقال: أنا أتخيل حتى اللحظة رفاقي الذين كنت ألعب معهم وأبكي كثيراً عليهم.

وقالت امرأة طاعنة بالسن: لحظة الزلزال كنت أظن أن الجيران «يدفشون» باب البيت علينا، ولكن البناء الملاصق لنا سقط، وحتى اللحظة لم أصدق ما حدث. وأضافت: حزني شديد على جيراني لقد كنا معاً بكل الأوقات والظروف، وكنا نعيش على الحلوة والمرة.

وقالت: نطالب بتعويض بيوتنا التي انهارت، فالبيت أمان واستقرار، صحيح أننا في مركز الإيواء «مو ناقصنا شي» ولكن لا يعوضنا عن بيتنا الذي فقدناه.

الشاب محمد زينو قال لـ«الوطن»: كنت مقيماً بالجزء الملاصق للبناء الذي انهار، فنحن نقيم في بناء واحد «انقسم بالنص»!. وأضاف: قبل حدوث الزلزال بدقائق كنت أتفحص الكهرباء، وأنا مقيم في الطابق الثالث فني. ولما دخلت بيتي سمعت أصوات «طقطقة» بالبناء، فحملت ابنتي الرضيعة وسحبت أخرى باتجاه الدرج ولكن لم أتمكن من الوصول إليه، وانهار البناء المقابل لسكني ولم أشاهد غير الغبار الكثيف.

وسحبني الجيران للخلف ومن ثم وخلال دقائق معدودة أنزلت أولادي من البرندة بحبل للشارع بعد ربطه ببوري في البيت. ولم أصدق أنني نجوت فكان كل همي زوجتي وأطفالي، ومنهم هذه الطفلة «داليا» وهي أصغر طفلة ناجية من الزلزال.

ومن جانبه أنور دبج من فريق الأمانة السورية للتنمية المشرفة على إدارة مركز الإيواء، قال: إن هذا المركز يضم نحو 18 عائلة من الناجين من البناء الملاصق للذي انهار بحي الأربعين.

وأوضح أن الأمانة مع شركائها الهلال الأحمر والشؤون الاجتماعية تقدم كل الخدمات الإغاثية والغذائية للمقيمين، وتوزع كل ما يرد للمركز من الجهات المحلية والجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن