سورية

مناشدات من الأمم المتحدة لرفع العقوبات عن سورية … غيبريسوس وغريفيث يحطان في حلب.. والغباش: زيارة مهمة للاطلاع على أضرار الزلزال ونقص الأدوية والمعدات الطبية

| حلب- خالد زنكلو

وصل كل على حدة أمس إلى حلب في اليوم السادس من حدوث كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب المدينة، رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، في زيارة عمل للاطلاع على الأضرار التي ألحقها الزلزال وحاجة المدينة للأدوية والمعدات الطبية، في وقت واصلت فرق الإنقاذ عملها لانتشال الضحايا.

وكشف وزير الصحة حسن الغباش لدى استقباله مع محافظ حلب حسين دياب رئيس منظمة الصحة العالمية في مطار حلب الدولي، أن زيارة غيبريسوس «مهمة للاطلاع على الأضرار الناجمة عن الزلزال والنقص الموجود بشكل فعلي في المعدات الطبية والأدوية بالمشافي».

وأدلى غيبريسوس بتصريح في المطار قال فيه: «أحضرنا 35 طناً من المعدات الطبية الحيوية اللازمة للتعامل مع الحاجات الأساسية للمصابين المتضررين جراء الزلزال»، وأشار إلى أن طائرة ثانية «ستصل إلى سورية خلال اليومين القادمين تحمل نحو 30 طناً من المعدات والأجهزة الطبية».

وتفقد وزير الصحة ومدير عام منظمة الصحة العالمية خلال جولة تفقدية أحوال المتضررين جراء الزلزال في مركز إيواء دير الأرض المقدسة لطائفة اللاتين في حلب.

على خطٍّ موازٍ، طالب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط، أحمد المنظري، المنظمات الدولية بالتحرك عاجلاً لإيصال المساعدات للسكان المتضررين.

المنظري، وفي مؤتمر صحفي عقده أمس قال، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية: «نطالب بالمساعدة بمختلف الطرق خاصة المنظمات الدولية ويجب أن نتحرك بشكل عاجل لتأمين الناس التي تضررت».

وأضاف المنظري، لدى وصوله إلى حلب، «وصلنا إلى سورية قبل يومين وزرنا اللاذقية ونشير إلى كارثة حقيقية أصابت البلاد جراء الزلزال».

من جانبها، قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية إيمان الشنقيطي: إن البنى التحتية «تأثرت بشكل كبير في سورية والدمار الذي خلفه الزلزال مُركب وأثر على نظام الصحة».

كما وصل إلى حلب أمس عبر مطارها الدولي وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ بغية الاطلاع على الأوضاع الكارثية التي خلفها الزلزال.

وأعلنت أول من أمس المدير العام التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة في فيينا غادة والي أن غريفيث «سيطلق بعد ساعات، مناشدة لرفع العقوبات عن سورية وتقديم كل التسهيلات لإدخال المساعدات إليها، ولاسيما في المدن التي ضربها الزلزال».

وسبق لغريفيث أن أعلن يوم الجمعة الماضي في بيان عن مساعدة إضافية بقيمة 25 مليون دولار لتعزيز جهود الإغاثة في المناطق المتضررة من الزلزال في سورية. وقال: «إن المساعدات الجديدة التي أعلن عنها الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة، تهدف إلى تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً لمئات الآلاف من الأشخاص المتضررين من الزلزال في سورية».

وبين المسؤول الأممي، الذي زار تركيا والتقى العديد من مسؤولي إدارتها وبحث معهم تطورات تداعيات الزلزال الذي ضرب أيضاً جنوب شرق تركيا، أن هذا الزلزال «يأتي في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية في البلاد، حيث تنامت الاحتياجات إلى أعلى مستوى منذ بداية النزاع، مدفوعة بتضاؤل الموارد وانتشار الكوليرا وظروف الشتاء القاسية»، وأضاف: «نحن نستجيب بأسرع وقت ممكن لمساعدة الشعب السوري» الذي شهد الكثير من الأزمات.

وبذلك، ترفع المساعدة الجديدة، المبلغ الإجمالي، الذي أطلقه الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة في المنطقة منذ بداية الأسبوع، إلى 50 مليون دولار.

والخميس الفائت، دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، إلى عدم تسييس المساعدات التي يجب إيصالها إلى السوريين المتضررين من الزلزال.

كما انتقد أول من أمس المسؤول في منظمة الصحة العالمية مايك راين بشدة تجاهل العالم والمنظمات الإغائية الدولية مساعدة سورية لمعالجة تداعيات الزلزال العنيف الذي ضربها، وقال للصحفيين: «إن العالم نسي سورية وبصراحة أعاد الزلزال تسليط الضوء عليها لكن الملايين فيها يعانون منذ سنوات في ظل ما باتت أزمة منسية».

وحذر راين من أن سورية تواجه الآن كارثة أخرى تتمثل في فقدان الأرواح بسبب نقص المعدات اللازمة قائلاً: «علينا أن ندرك أن حجم هذه الكارثة كبير للغاية وأنها تفوق قدرة الجميع»، مطالباً في الوقت نفسه بضرورة توفير المعدات اللازمة في عمليات الإغاثة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن