شؤون محلية

متطوعون من اتحاد الطلبة والشبيبة … مبادرات رسمية وأهلية ومجتمعية من طرطوس إلى المنكوبين في المحافظات الأخرى

| طرطوس- هيثم يحيى محمد

تشهد محافظة طرطوس العديد من المبادرات الشعبية والأهلية والمجتمعية للتبرع مادياً أو عينياً لمصلحة المنكوبين والمتضررين من الزلزال المدمّر الذي تعرضت له سورية وبالأخص في المحافظات المنكوبة

ومن خلال متابعة «الوطن» لعدد من هذه المبادرات يمكن القول: إن معظم الجهات مشاركة فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، فإضافة لما قامت وتقوم به المحافظة والجهات العامة والفعاليات الاقتصادية والتجارية في المحافظة هناك مبادرات كثيرة في المدن والقرى تقوم بها فرق حزبية أو جمعيات أو أفراد أو نواد أهلية حيث يقومون بجمع التبرعات العينية وفرزها وتوضيبها وشحنها إلى المتضررين في المحافظات المنكوبة ومن ثم توزيعها هناك، كما قام الكثيرون بتقديم تبرعات مالية بشكل مباشر في الجوامع أو الصناديق المفتوحة في المنظمات والنقابات والجمعيات أو في الحسابات المعلن عنها من الأمانة السورية للتنمية أو المحافظة.

ففي صافيتا نظّم النادي الأهلي الاجتماعي في صافيتا مبادرة «صافيتا البيت» للوقوف إلى جانب المنكوبين نتيجة الزلزال الفاجعة، ويقول السيد «جورج صايغ» أحد مؤسسي النادي، إنه انطلاقاً من الواجب الاجتماعي والترابط الإنساني مع أهالينا المنكوبين، ناشدنا الأهالي بالانضمام لهذه المبادرة من خلال تقديم يد المساعدة ضمن الإمكانيات المتاحة، وكان التفاعل رائعاً، حيث ظهر جلياً بالإعلان عن استعداد الكثير من الأهالي لتقديم مؤونتهم المنزلية وطبخاتهم، وتأمين منازل تؤوي العائلات أو الأفراد الوافدين، وتوفير وسائل نقل صغيرة أو كبيرة¡ خاصة أو عامّة لاستقدام العائلات والأفراد، بالإضافة إلى تأمين المحروقات (بنزين أو مازوت) لتزويد وسائل النقل.

وأشار «صايغ» إلى التفاعل الإنساني الكبير للمجتمع الذي عبر عن استعداده لفتح منازله للمتضررين الوافدين من جميع المحافظات المنكوبة باستقبال يليق بكراماتهم وتأمين كل لوازم الحياة الكريمة لهم، لأننا جميعاً معرضون لأن نكون في التجربة نفسها. وأكد أن هذه المبادرة باتت محور حديث جميع أبناء صافيتا الذين عبروا بالقول والفعل عن رغبتهم في المشاركة بها.

وبين أنه يتم التواصل مع النادي من الكثيرين وبالمقابل يقوم القائمون على النادي بالتنسيق والتنظيم مع مندوبين في المحافظات المنكوبة لتقييم الأضرار وترتيب الأولويات في استقبال العائلات من كبار السن والأطفال والنساء حتى الشباب، ناهيك عن أن (النادي) قام بالتشبيك مع جميع المنظمات المعنية بهذه الخدمات ومع الجهات المعنية التي تتواصل مباشرة مع العائلات والجمعيات الأخرى لسد العجز لديهم ولدينا، مشيراً إلى الاعتماد الكبير على مغتربي صافيتا الذين كانوا ولا يزالون حجر الأساس في الأزمات التي نتعرض لها.

وفي قرية يحمور تبرع أهالي القرية عبر جمعية يحمور للتنمية والفرقة الحزبية بكميات كبيرة من إنتاجهم الزراعي المتنوع (خضار- فواكه) إضافة للأدوية ومواد غذائية أخرى ثم تولوا تكاليف إرسالها وإيصالها للمنكوبين من الزلزال في كل من جبلة واللاذقية، وتشهد معظم قرى المحافظة المبادرة نفسها من خلال اندفاع الأهالي لتقديم ما يستطيعون التبرع به من بيوتهم وأراضيهم (زيت- زيتون- خضار- فواكه-ألبسة- أحذية- مؤونة مختلفة.. الخ) وإرسالها إلى مركز لجنة الإغاثة المفتتح في مقر فرع السورية للتجارة قرب مديرية الزراعة حيث يتولى متطوعون من الشبيبة والطلبة عملية الفرز والتوضيب والتغليف والتوثيق بحضور ممثلين للجنة الإغاثة الفرعية ثم تقوم السورية للتجارة بشحنها عبر آلياتها أو آليات إلى لجان الإغاثة في المحافظات المنكوبة التي تتولى توزيعها.

وذكر مصدر مسؤول في لجنة الإغاثة الفرعية لـ«الوطن» أن المساعدات الإغاثية التي يرسلها أهالي وفعاليات محافظة طرطوس بمختلف مناطقها إلى المتضررين من الزلزال مستمرة وبشكل يومي وأن الكميات التي أرسلت أمس إلى اللاذقية بلغت 4 سيارات محملة بـ426 سلة غذائية تحوي (معلبات ومياه شرب) و481 سلة خضار وفواكه و633 كيس ألبسة و13 كيس أحذية وبطانيات وملحقاتها من الأغطية والفرش والسجاد و«بيدونات» من زيت الزيتون بسعات مختلفة و377 سلة مواد مؤونة تم توضيبها جميعاً وتغليفها في مستودعات فرع السورية للتجارة بمدينة طرطوس من متطوعي اتحاد الطلبة والشبيبة بطرطوس، مضيفاً: تم أيضاً إرسال 7 سيارات محملة بـ21 طناً تقريباً من الخضار والفواكه المتنوعة من مزارعي سهل عكار بطرطوس إلى إخوتهم المتضررين في اللاذقية.

وفي مدينة طرطوس تبرع عدنان ريا وشقيقه وسيم بمبلغ (25) مليون ليرة نقداً في حساب لجنة الإغاثة بالمحافظة لمصلحة المتضررين كما تبرعا بحمولة شاحنتين من الخضار والفواكه، وقام فريق رشة عطر التطوعي بإطلاق مبادرة لمدة ثلاثة أيام لجمع التبرعات العينية من السكان (حرامات، أدوية، أحذية، لباس داخلي، شامبو، صابون.. الخ).

وذكرت رحيق أحمد مديرة الفريق أن شباب الفريق قاموا بفرز التبرعات التي قدمت حتى الآن لتسهيل وصولها ووضع كل صنف بعبوات مع ملصق عليها وتم التنسيق مع فرق قي المناطق المنكوبة لتصل إلى مستحقيها. وبعضها وزع باليد لحالات استطعنا الوصول إليها كما قام الفريق طلية الأيام السابقة بحملات توعية ونشر الأخبار الإيجابية على جميع صفحاته والتي من شأنها توحيد الصفوف لأننا بأمس الحاجة للابتعاد عن الشائعات ونقل الأخبار المغلوطة التي تساهم في نشر الذعر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن