شؤون محلية

أرمينيا تشارك بعمليات الإخلاء.. ومناطق شرق المدينة مصدر قلق … بتوجيه من الرئيس الأسد.. محافظ حلب يكرم رجل إطفاء وشرطياً سلما مالاً وذهباً خلال عمليات الإنقاذ

| حلب- خالد زنكلو

بتوجيه من الرئيس بشار الأسد كرم محافظ حلب حسين دياب أمس رجل الإطفاء وليد حوري والشرطي أسامة الدالي من مرتبات قسم الشعار، وذلك لتفانيهما بالعمل وأمانتهما في إعادة مبلغ مالي كبير ومصاغ ذهبي خلال عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض.

وشدد دياب على حرص الرئيس الأسد على متابعة التفاصيل وتقديره للجهود المميزة التي تعكس القيم النبيلة للشعب السوري.

وأشاد بالجهود التي يبذلها العاملون في مجال الإنقاذ وشجاعتهم وأمانتهم.

الإطفائي الحوري والشرطي الدالي، عبرا عن شكرهما وتقديرهما لهذه اللفتة الكريمة من السيد الرئيس، التي تشكل لهما دافعاً إلى المزيد من الجهد. وأكدا أن عملهما يأتي في سياق واجبهما تجاه أهلهم، إذ ومنذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال سارعا لأداء واجبهما في حي الشعار الأقرب لوجودهما، وتم إنقاذ ٤ أشخاص أحياء وانتشال ٣٥ جثة من تحت الأنقاض، وخلال عمليات الإنقاذ جرى العثور على مبلغ مالي بنحو ٧٠ مليون ليرة سوريه و٣٤ غراماً من المصاغ الذهبي، سلماها إلى قسم شرطة الشعار أصولاً.

جهود محافظة حلب تركزت أمس على إغاثة المنكوبين بالزلزال، الذي ضرب المدينة فجر الإثنين الماضي والتأكد من السلامة الإنشائية للأبنية المتضررة من الزلزال الذي خلف دماراً واسعاً وقتلى وجرحى كثراً.

وتعيش المدينة أجواء كارثة حقيقية بفعل الزلزال، جراء إخلاء وتصدع الكثير من الأبنية، وخصوصاً في أحياء شرق المدينة، التي اضطر قاطنوها إلى اللجوء للمساجد والكنائس والمدارس والصالات الرياضية، خشية انهيارها فوق رؤوسهم، ما خلق أزمة إنسانية تسارع الجهات المعنية إلى احتوائها والتخفيف من وطأتها على السكان.

قائد فوج إطفاء حلب العقيد محسن كناني كشف لـ«الوطن» أن أعمال الإنقاذ انتهت مساء أول من أمس في كل المواقع التي ضربها الزلزال في حلب، حيث انهار ٥٤ مبنى، بعد عدم وجود أي بلاغ عن عالقين تحت الأنقاض، بعدما اقتصرت عمليات البحث عن ناجين وانتشال الجثث على ٣ مواقع في اليوم الأخير من عمليات الإنقاذ.

وبلغ عدد مراكز الإيواء المفتوحة في حلب لإيواء نازحي الزلزال، الذين انهارت منازلهم أو تضررت بشكل كبير ولم تعد صالحة للسكن، ٢٣٥ مركزاً، قابلة للزيادة مع هدم أو إخلاء أبنية جديدة كل يوم، وتبذل فرق لجان السلامة العامة الـ٥٠ جهوداً جبارة للكشف عليها، بغية تأمين سلامة قاطنيها والسلامة العامة.

ولفتت مصادر في لجان السلامة العامة المشكلة من مجلس المدينة لـ«الوطن» أن حجم الضرر الذي لحق بالأبنية الواقعة في مناطق سهلية وتلك القريبة من سرير نهر قويق جنوب مركز المدينة مثل أحياء المشارقة وبستان الزهرة وبستان القصر والكلاسة والفردوس والصالحين، كبير. وأن الكثير منها بحاجة إلى إخلاء أو ترميم عاجل قبل عودة سكانها إليها، بخلاف الأحياء غرب المدينة والمبنية فوق منطقة صخرية.

وأشارت المصادر إلى أن مناطق السكن العشوائي شرقي المدينة ستظل تشكل مصدر قلق للأهالي بسبب وجود مخالفات بناء كثيرة فيها خلال سنوات الحرب وقبلها وعدم إيلاء أهمية للحالة الإنشائية لأبنيتها، الأمر الذي ترك تداعيات كارثية على الأهالي جراء الزلزال.

ونوهت بأبنية مناطق الجمعيات والسكن الحديث غربي المدينة، التي راعت الأسس المعمارية السليمة في بنائها، كما في أحياء الفرقان والشهباء الجديدة والزهراء وحلب الجديدة والحمدانية، التي لحق بها ضرر خفيف نتيجة الزلزال.

ولفتت إلى أن الأبنية التي انهارت أو هدمتها لجنان السلامة العامة جراء الزلزال، جميعها واقعة في المناطق الشعبية وليس بينها أي بناء حكومي أو أي بناء شيدته شركات القطاع العام في الضواحي السكنية.

إلى ذلك، بين مصدر في مديرية خدمات حلب الجديدة، التي يتسع حيزها الجغرافي ليضم أحياء الفرقان والزهراء والنصر وحلب الجديدة شمالي وجنوبي وخان العسل وكفرداعل، لـ«الوطن» أنه نتيجة الكشوفات من مهندسي المديرية والبالغ عددها أكثر من ٣٥٠ كشفاً، لم يستدع أي منها إخلاء أي مبنى.

وتستقبل المديريات الخدمية الـ١٠ في مجلس المدينة طلبات الكشوف عن المباني، إما بشكل خطي أو عن طريق رقم الواتس، الذي حدده مجلس المدينة، بعد إرسال الصور ومقاطع الفيديو إليه، وهي آلية انتقدها بعضهم لعدم قدرتها على الكشف الحقيقي والعياني للتصدعات والتشققات التي تشكل خطورة على الأبنية وساكنيها.

على الصعيد الإغاثي، بحث محافظ حلب حسين دياب أمس مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سورية المصطفى بن المليح آليات التنسيق والتعاون لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين جراء الزلزال.

ونوه دياب بما تقدمه المنظمات الأممية للاستجابة الطارئة لحادثة الزلزال، مبيناً الأضرار التي لحقت بحلب في الأرواح والممتلكات وحرص الدولة السورية على تقديم التسهيلات اللازمة والمساعدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أبناء سورية المتضررين على امتداد الجغرافيا السورية.

ودخلت جمهورية أرمينيا على خط طواقم الإنقاذ والإجلاء والإغاثة، بعد تقديم الفرق العراقية والتنمية والجزائر جهوداً لافتة في هذا المجال.

وأوضح قنصل جمهورية أرمينيا بحلب بابكين باداليان، خلال اطلاعه على احتياجات المتضررين في مركز الإيواء داخل كنيسة الفرح للأرمن الكاثوليك بحي الميدان، أن السلطات الأرمينية أرسلت على الفور طائرة إغاثية وطواقم إنقاذ وإجلاء وإغاثة عددهم ٣٠ شخصاً مع معداتهم وسيارة إسعاف وتجهيزات طبية أخرى.

وأشار باداليان إلى أن فرقة الإنقاذ الأرمنية باشرت عملها في حي الشعار وانتشلت ١٠ جثث، ولفت إلى وصول طائرة إغاثية ثانية محملة بـ٣٢ طناً من المواد الغذائية والطبيعة والألبسة الشتوية سلمت إلى منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وكشف عن تجهيز طائرات إغاثية أخرى ستصل خلال الأيام المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن