سورية

نشاطات سفاراتنا تتواصل للمساهمة في التخفيف من معاناة المنكوبين … السفير خدام لـ«الوطن»: إقبال الصينيين على التبرع لمتضرري الزلزال في سورية «يفوق التصور»

| دمشق- موفق محمد - وكالات

في وقت واصلت السفارات السورية في الخارج نشاطها الدؤوب للمساهمة في التخفيف من معاناة السوريين المنكوبين من جراء الزلزال الذي ضرب شمال غرب سورية الإثنين الماضي، أكد سفير سورية لدى الصين محمد حسنين خدام أن الصين تعي حجم الدمار الهائل الذي أصاب سورية من جراء الزلزال، وأن موقفها الداعم لسورية ليس بجديد، معتبراً أن الصين اليوم تُثبت مجدداً حكومة وشعباً أنها أمة حضارة عظيمة ليست وليدة الأمس تتجذر بموروثها الثقافي ومبادئ وقيم الأخلاق الإنسانية النبيلة التي يدعي الغرب من دون وجه حق امتلاكه لها، لافتاً إلى أن حجم الإقبال على التبرع من قبل الصينيين لمتضرري الزلزال «يفوق التصور».

وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح خدام أنه منذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال الذي ضرب مناطق في شمال غرب سورية، استنفرت السفارة على مدار الساعة بكامل طاقمها الدبلوماسي والمحلي للقيام بواجبها في مثل هذه الحالات وفق توجيهات وزارة الخارجية والمغتربين وبالتنسيق مع الجانب الصيني على كل المستويات السياسية والحزبية والأهلية.

وقال: «الأصدقاء الصينيون مشكورين يعون حجم الدمار الهائل الذي أصاب وطننا، وموقف الصين الداعم لسورية ليس بجديد»، مشيراً إلى أن كلا البلدين مر خلال آلاف السنين من علاقاتنا التاريخية بظروف ومحطات صعبة أثبت كل منهما موقفه الثابت من دعم الطرف الآخر والوقوف على الجانب الصحيح من العدالة.

وأضاف: «اليوم تُثبت الصين مجدداً حكومة وشعباً أنها أمة حضارة عظيمة ليست وليدة الأمس تتجذر بموروثها الثقافي ومبادئ وقيم الأخلاق الإنسانية النبيلة التي يدعي الغرب من دون وجه حق امتلاكه لها».

وذكر خدام، أنه إضافة إلى الخطة الحكومية الصينية التي تم الإعلان عنها لتقديم المساعدة لسورية، نتلقى يومياً فيضاً هائلاً من الاتصالات ورسائل التعاطف والتعاضد من الشعب الصيني على مدار الساعة، يدون فيها رغبتهم بتقديم الدعم والمساعدة لإخوانهم في الإنسانية في سورية.

وأضاف: «بدورنا خصصنا حساباً مصرفياً لجمع التبرعات المالية ووضعنا آلية لجمع التبرعات العينية، وحجم الإقبال على التبرع يفوق التصور».

ولفت سفير سورية لدى الصين إلى أنه وعلى عكس الإعلام الغربي الذي يعمل على تعمية حقيقة الوضع الإنساني الكارثي في سورية، يقوم الإعلام الصيني بتسليط الضوء على حقيقة هذا الواقع بكل موضوعية، ويقوم كل أعضاء السفارة بالظهور على الإعلام الصيني بشكل مكثف لمخاطبة الجمهور الصيني عن واقع الحال الإنساني في سورية وما يسببه الحصار الاقتصادي والإجراءات القسرية أحادية الجانب من مضاعفة في آلام ووجع السوريين.

وتقدم خدام باسمه وباسم كل أعضاء البعثة الدبلوماسية السورية في بكين، بجزيل الشكر لهذه الأمة العظيمة والشعب العريق على موقفهم الإنساني، متمنياً للصين دوام التقدم والازدهار ونحو علاقات أكثر عمقاً واتساعاً بين البلدين.

وبينما أكد رئيس مجلس الأمة الجزائري صالح قوجيل أن الجزائر ستبقى دائماً إلى جانب سورية وشعبها، شدّد سفير سورية في الجزائر نمير غانم على أنه ليس غريباً على الجزائر أن تكون سباقة في تقديم المساعدات لسورية، وذلك وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «الميادين».

وقال قوجيل، أثناء أداء واجب العزاء في سفارة سورية في الجزائر، أن «دعمنا لسورية في محنتها يبقى واجباً على الجزائر».

بدوره، قال غانم، إنه «ليس غريباً على الجزائر أن تكون سباقة في تقديم المساعدات لسورية، مضيفاً: «نحن على ثقة أن الجزائر ستكون إلى جانب سورية في الأفراح والأتراح»، لافتاً إلى أن سورية لن تنسى أن أول طائرة مساعدات هبطت في دمشق كانت جزائرية.

من جهته، بحث رئيس البرلمان الجزائري، إبراهيم بوغالي، مع رؤساء اللجان البرلمانية سُبل تقديم مزيد من الدعم لمنكوبي وضحايا الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا، الإثنين الماضي.

ومن ضمن الاقتراحات التي طرحها المجلس تخصيص قسط من ميزانية البرلمان لتقديمها كهبة مالية للمتضررين، إلى جانب فتح حساب بنكي لجمع تبرعات الجمعيات والمواطنين الراغبين بالمساهمة في هذه المبادرة، إضافة إلى تسيير قافلة طبية تضمّ في عدادها النواب الممارسين لمهنة الطب.

بدورها ذكرت وكالة «سانا» أن أمين عام وزارة الخارجية النمساوية بيتر لاونسكي تيفنتال قدم التعازي باسم وزارة الخارجية النمساوية بضحايا الزلزال، وأعرب خلال اتصال هاتفي مع سفير سورية في النمسا ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية حسن خضور عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة.

وفي سياق متصل، قدمت سفيرة اليونان لدى النمسا كاثرين كويكا التعازي بضحايا الزلزال، وأعربت خلال اتصالها مع خضور عن استعداد بلادها لتقديم المساعدة الممكنة، موضحةً أن لدى اليونان خبرة كبيرة في تقديم المساعدات أثناء الكوارث الطبيعية.

بدوره، أعرب السفير خضور عن تقديره لكل من تيفنتال وكويكا لمبادرتهما بالاتصال وعرضهما تقديم المساعدة للتخفيف من آثار الزلزال.

على خطٍّ موازٍ، أعلنت سفارة سورية لدى إيران عن استعدادها لتلقي المساعدات لمنكوبي الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في شمال غرب سورية قبل أسبوع.

وحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية، فقد أبدت السفارة في بيان لها استعدادها لتلقي التبرعات النقدية وغير النقدية من المواطنين السوريين المقيمين في إيران والراغبين بمساعدة منكوبي الزلزال.

وجاء في بيان السفارة أن الزلزال المدمر الذي وقع قبل أسبوع حصد عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى وألحق أضراراً جسيمة بالمباني والبنى التحتية لذلك أعلنت حكومة الجمهورية العربية السورية عن خطة التحرك الوطنية الطارئة تجسيداً للحمة بين أبناء الوطن وتضامناً مع أهلنا المتضررين نتيجة الزلزال بهدف حشد كل الطاقات والإمكانات لمواجهة نتائج وتداعيات الزلزال على كل الأصعدة.

وأضاف البيان: «تعلن السفارة بالتعاون مع فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في إيران عن استعدادها لاستقبال التبرعات من أبناء الجالية والراغبين بمد يد العون والمساعدة نقداً أو عيناً لتجاوز آثار وتداعيات هذه الكارثة الطبيعية القاسية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن