سورية

البابا يدعو إلى «دعم ملموس».. ونداء من البطريرك يازجي لدول العالم للمساعدة في تجاوز تداعيات الزلزال … المطران حنا: لن نتخلى عن سورية .. عبد الهادي: التبرعات تجاوزت مليوني دولار بالبنوك الفلسطينية

| موفق محمد - وكالات

تلقى الرئيس بشار الأسد برقية عزاء ومواساة من رئيس ندوة العمل الوطني في بيروت رفعت إبراهيم البدوي باسمه وباسم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص، في ضحايا الزلزال المدمّر، وقال البدوي: نُعرب عن أصدق عبارات التعاطف والتضامن معكم، وبالوقوف إلى جانبكم، لتقديم كل ما يلزم من عمل جاد، للمطالبة بفك الحصار الأميركي- الغربي الظالم بحق الإنسانية، ورفعه عن الجمهورية العربية السورية وعن شعبها للمساهمة في إزالة آثار هذه المأساة التي حلّت بنا جميعاً.

كما أرسل البدوي برقيات مشابهة إلى كل من رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس ووزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد.

على خط موازٍ، دعا البابا فرنسيس أمس إلى تقديم «دعم ملموس» للسكان الذين ضربهم الزلزال العنيف في تركيا وسورية، وأقيمت الصلوات في كنائس الجليل بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 على أرواح ضحاياه، بينما أكد نيافة المطران عطا اللـه حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المحتلة، أن هناك عدة حملات ومبادرات في فلسطين لمساعدة السوريين المتضررين من الزلزال، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني مع السوريين «قلباً وقالباً» ولن يتخلى عن سورية، في حين أعلن مدير عام دائرة العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي، أن حجم التبرعات لمتضرري الزلزال في سورية في حسابات فُتحت بالبنوك في فلسطين تجاوز حتى الآن مليوني دولار.

تبرعات بالمصاغ

وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح عبد الهادي أنه منذ أن حلت كارثة الزلزال بالشقيقة سورية أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اليوم الأول قراراً بتكليف وفد من المتطوعين من أطباء ورجال دفاع مدني وإغاثة لمساعدة سورية، وقد وصل الوفد إلى سورية وبدأ عمله في حلب واللاذقية.

وذكر أنه تم أيضاً تشكيل لجنة أهلية يرأسها قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش لجمع التبرعات المادية لتقديمها للحكومة السورية من أجل مساعدة المتضررين، إضافة إلى المساعدة في أي قضية أخرى كقضية إعادة الإعمار.

وأوضح عبد الهادي أنه «تم فتح حسابات في كل البنوك بفلسطين للتبرعات، وحالياً أصبح مبلغ التبرعات جيداً جداً يتجاوز مليوني دولار والتبرعات مستمرة».

وأضاف: «أيضاً هناك تبرعات عينية وهي عبارة عن مصاغ قدم من نساء فلسطين، وكل هذا سوف يجمع وسيأتي وفد ويسلمه للحكومة السورية».

وقال عبد الهادي: «نحن وسورية قضية واحدة وشعب واحد، وألم سورية ألمنا، خاصة أننا لا ننسى أن سورية دائماً تقف إلى جانبنا في كل ما نتعرض له من جرائم يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، ولن ننسى صمودها وموقفها السياسي الصلب في دعم القضية الفلسطينية رغم ما تعرضت له من إرهاب نتيجة التزامها بقضية فلسطين».

وأضاف: «أكيد الانتماء والتعاطف كبير وكبير جداً في فلسطين، ويومياً شعبنا يتابع أخبار ما يجري في سورية خاصة من خلال وسائل الإعلام السورية وتحديداً جريدة «الوطن» التي فعلاً أدت أداء جيداً جداً في هذه الأزمة، إذ أوضحت ونقلت المعلومات الحقيقية».

وعبر عبد الهادي عن الارتياح لهذا التضامن العربي الكبير الذي كشف أن المواطن العربي لن يتخلى عن انتمائه، ولذلك فلسطين رغم كل ما تعانيه من جرائم يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ولكن قلبها عند سورية.

وقال: «نحن في فلسطين كنا سعداء عندما كان هناك إجماع عربي على دعم سورية إنسانياً وإغاثياً باستثناء دولة أو دولتين أو ثلاث ونستغرب هذه المواقف منها، خاصة أن الضحايا والجرحى والدمار لم يحركوا مشاعرها.. فعلاً نستغرب ذلك».

وأوضح عبد الهادي أنه وحسب آخر المعلومات، فإن أعداد ضحايا الزلزال من الفلسطينيين الذين قضوا في مختلف المناطق السورية وصل إلى 46 لاجئاً فلسطينياً في حصيلة غير نهائية، نظراً إلى استمرار أعمال الإنقاذ في بعض المناطق، في وقت لا يزال مصير عدد من العائلات الفلسطينية مجهولاً حتى اللحظة.

الحملات مستمرة

وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المحتلة: «هناك عدة مبادرات وعدة أطراف وعدة حملات وكل حملة لها طابع معين وكلها تصب نحو الهدف الأسمى وهو مساعدة إخواننا السوريين المتضررين من الزلزال».

وأوضح المطران حنا أنه في القدس تم إطلاق مبادرة من الكشافة المسيحية لمساعدة بعض الكنائس المدمرة في شمال سورية، وأيضاً هناك مبادرة لإرسال بعض الأدوية والمعدات والحرامات والحاجات الضرورية.

وذكر، أنه «تم أمس في راما اللـه إطلاق مبادرة على مستوى وطن (فلسطين) من لجنة شعبية غير حكومية، وقد بدأنا اليوم بحملة جمع تبرعات مادية وعينية سترسل إلى سورية من خلال منظمة الهلال الأحمر».

وأضاف: «منذ اليوم الأول للزلزال كانت لدينا مبادرات كثيرة على صعيد جمعيات وشخصيات وكنائس ومساجد ومؤسسات خيرية، موضحاً أن مبادرات الإغاثة تأتي من شقين الأول: جمعيات ومؤسسات دينية ومبادرات شخصية وجماعية، والثاني: المبادرة الشعبية التي انطلقت أمس وتضم كل الأطياف والشخصيات.

وأكد المطران حنا، أن الحملات والمبادرات في فلسطين لمساعدة متضرري الزلزال في سورية مازالت في بداياتها، معرباً عن أمله في نجاح المبادرة الشعبية التي تم إطلاقها أمس وأن يكون لها مردود جيد.

وقال: «المأساة كبيرة والمعاناة كبيرة والجرح عميق والدمار كبير، وما نقوم به شيء متواضع جداً مقارنة مع المعاناة الموجودة، لكننا حريصون جداً على أن يكون لفلسطين حضور رغم ما يعانيه الشعب الفلسطيني من جراء الاحتلال وسياساته والحصار».

وأضاف: «لكن على الرغم من كل ذلك فإنه في الأيام الماضية كل مبادرات الإغاثة نجحت في كل المحافظات وهناك حالياً مساعدات في طريقها إلى سورية من خلال الأردن»، مؤكداً أن المساعدات ترسل تباعاً عبر مؤسسات في الأردن قادرة على إيصالها، موضحاً أن تلك المساعدات تتضمن «بالدرجة الأولى ما يحتاجه الإنسان المنكوب المشرد».

وختم المطران حنا تصريحه بالقول: «الحملات والمبادرات مستمرة ونقول لإخوتنا السوريين: نحنا معكم قلباً وقالباً ولن نترككم ولن نتخلى عن سورية لا بسبب (ما يسمى قانون) «قيصر» ولا غير «قيصر»، وبالنسبة لنا سورية هي عنوان العروبة والإنسانية والتاريخ والحضارة».

دعوات لدعم ملموس لسورية

وأقيمت أمس الصلوات في كنائس الجليل بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 على أرواح ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سورية، حيث ابتهل المصلون إلى اللـه أن يتغمد الضحايا برحمته، متمنين الشفاء العاجل للمصابين والسلام والأمان لسورية.

ونقلت وكالة «سانا» عن الأب ميخائيل عاصي كاهن رعية فسوطة في الجليل: «الصور التي نشاهدها في سورية جراء الزلزال تقشعر لها الأبدان، ونأمل أن تكون الأيام القادمة أيام خير لسورية، وأن يمن اللـه عليها بالسلام بعد سنوات من الحرب عليها».

وأضاف عاصي: «نترحم على ضحايا الزلزال في سورية ونصلي للجرحى والمصابين متمنين الشفاء العاجل لهم، متضرعين لله برفع البلاء عن سورية وشعبها.

على خطٍّ موازٍ، وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر يازجي نداء إلى كل دول وحكومات العالم للمساعدة في تجاوز تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب سورية.

وجاء ذلك عقب ترؤسه قداس الأحد في كنيسة دير سيدة البلمند البطريركي في الشمال اللبناني من أجل راحة نفوس الذين قضوا في هذا الزلزال وشفاء كل الجرحى.

وأشار إلى أن البطريركية تضع كل جهودها لدعم أعمال الإغاثة، حيث تم تشكيل هيئة إغاثة عليا في دمشق ودير البلمند لمساعدة جميع المتضررين في هذه المحنة القاسية.

في الفاتيكان دعا البابا فرنسيس إلى تقديم «دعم ملموس» للسكان الذين ضربهم الزلزال العنيف في تركيا وسورية، مشدداً وفق وكالة «ا ف ب» على ضرورة أن نبقى «قريبين بوساطة الصلاة والدعم الملموس، من السكان المنكوبين جراء الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا».

وقال في أعقاب تلاوة التبشير الملائكي الأحد في ساحة القديس بطرس «كنتُ أشاهد صور الكارثة، صور ألم الشعبين اللذين يعانيان من الزلزال. لنصلّ من أجلهما، دعونا لا ننسى ذلك. لنفكر بما يمكن أن نفعل به من أجلهما».

والأربعاء الماضي أطلق البابا نداءً للتضامن الدولي خلال مقابلته العامة قائلاً: «أشجع الجميع على إظهار التضامن مع تلك الأراضي، التي تعذبها حرب طويلة».

فصائل أنقرة ترفض إدخال مساعدات «قسد» إلى شمال غرب سورية

رفضت الفصائل المسلحة الموالية للاحتلال التركي المنتشرة في المناطق المحتلة شمال غرب سورية إدخال مساعدات مقدمة من قبل ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» إلى تلك المناطق.

وذكرت وكالة «هاوار» الكردية أن وفداً وسيطاً قادماً من مناطق شمال غرب سورية الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي والفصائل الموالية له رفض إدخال المساعدات المقدمة من قبل «الإدارة الذاتية» الكردية.

وأوضحت الوكالة، أن ممثلين عن «الإدارة الذاتية» الموجودين عند معبر أم جلود الفاصل بين منطقتي منبج جرابلس المحتلة، حاولوا إقناع الوفد بضرورة إدخال المساعدات إلى المناطق المنكوبة من جراء الزلزال في شمال غرب سورية المحتل من قبل تركيا.

ولفتت إلى أن الوفد لم يقدم جواباً نهائياً وطلب التمّهل حتى العودة إلى بلدة الراعي في منطقة إعزاز المحتلة بريف حلب الشمالي.

ونقلت «هاوار» عن أحد ممثلي «الإدارة» أن الوفد الوسيط أبلغ «الإدارة» رفضهم إدخال المساعدات المقدمة من قبلها إلى المناطق المحتلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن