ثقافة وفن

مثقفون ومبدعون ينادون برفع العقوبات الجائرة عن سورية … قادرون على الصمود… قادرون على النهوض فوق أحزاننا وفوق آلامنا

| الوطن

اجتياز الصعاب

أقر بداية أن لا كلمات يمكن أن تعبر وخاصة في هذه الأيام القاسية عن ألم الفاجعة التي حلت بوطننا الغالي سورية، فالمصاب الجلل القادم بمشيئة الخالق لايرد فهو القادر على كل شيء وهو أحكم الحاكمين.

لقد اعتاد وطني الحبيب تقديم قوافل الشهداء على مر التاريخ لأنه يدرك أن خصوبة الأرض لا تأتي إلا عندما تروى بالدماء الذكية.

ياوطني وطن الجمال والحضارة يا من قدمت رسائلك الحضارية وأهديت العالم الأبجدية لتسير بالبشرية نحو العلم والمعرفة ولم تنتظر أي مقابل، فإنسانك العربي مؤمن بواجبه في الحياة ومدرك أنه مكلف بأن يكون خليفة اللـه عز وجل على الأرض يا وطني مكتوب عليك تقديم التضحيات أبد الدهر حمل مشاعل النور وتقديس الجمال.

يأتي الزلزال المدمر على وطني سورية بدرجة هوله الكبير ليثبت للعالم أجمع أن إنسانية الإنسان لاتتحقق مهما علت المباني وكثرت الشوارع والجسور وتكدست الأموال في البنوك والقصور ومهما امتلكت الدول والأنظمة الطائرات والصواريخ، إن لم تمتلك الأخلاق.

سورية اليوم تقف شامخة بهامات أبناء شعبها لا تستدر شفقة أحد ولا تطلب عوناً مشروطاً ينال من كرامتها فقد تعودت اجتياز أصعب الصعوبات فكل أشجارها تموت واقفة.

سلام عليك ياوطني يوم ولدت وكنت سورية

وسلام عليك يوم فتحت للبشرية طريق العلم والمعرفة والهداية والفن

وسلام عليك يوم تبعث حيأ خالداً شامخاً صانعاً للجمال ومنيراً طريق الكرامة والآباء والحضارة الذي بدأته منذ الأزل ليستمر مروياً بدم الشهداء إلى الأبد.

د محمد غنوم

الألم وأنهر الدموع

سورية الأم المباركة بعد كل هذه الآلام وأنهر الدموع ووجع الفقدان، أراها في مخاضها الأخير لولادة تشرق من خلالها على وعي إنساني مختلف يقود تحولاتها القادمة على كل الأصعدة إلى ضفة المعرفة والخير والسلام.

ولابد من يقظة للمجتمع الدولي الذي يقدم نفسه ملاكاً للرحمة ورسولاً للسلام بأن يعيد ضبط معاييره الإنسانية وأبسطها أن يرفع العقوبات الظالمة عن شعبنا.

بديع جحجاح

في متاهات الزلازل والمنازل!…

-1-
رجلٌ آيِلٌ للسقوط
على درجٍ في أعالي بنايتِهِ
وجُنونُ الرياح يعربِدُ
في ظلُمات كآبًتِه

-2-
خائبٌ
سرق السارقونَ عباءَتَهُ
ونشيدَ قصيدَتِهِ
فغفا في عَراء غيابَتِهِ

-3-
تائهٌ
نسِيَتْ صُحُفُ اليوم
ذكرَ مَلاعِبِهِ
وروى كاتبون ثقاةٌ
رواياتِ أصحابِهِ
عنْ حنينِ قواربِهِ
لرمالِ شَواطِئهِ
ظلْمةٌ غمرَتْ
ذِكْرِياتِ دفاِتِرِهِ
ومداخِلَ حارتِهِ
مفردٌ منذُ دهْر..
وليسَ لهُ مَنْ يخاطِبُهُ
أو يُحادِثُهُ أو يكاتبُهُ
مفردٌ
في انتظار فريقٍ
يهبُّ لنجدتهِ
نامَ فوقَ سحابةِ غربتِهِ
فرأى في المنامِ يداً
مسحتْ دمْعَهُ
وخطوطَ جبينِ متاهَتِهِ!

راتب سكر

عودوا إلى ضمائركم

الرحمة لأرواح كل من قضى في هذا المصاب الجلل والشفاء لكل جريحٍ والصبر لكل من فقد عزيزاً أو فقد كل ما لديه والصبر أيضاً لنا جمعيا ولكل الإنسانية جمعاء.

سورية الجريحة الحزينة تنظر إلى هذا العالم بعين الشفقة وتقول لهم هذا هو الاختبار الحقيقي لكم لضمائركم لإنسانيتكم…

سورية ستقوم كما قامت دائماً على مر التاريخ والعصور وبقيت شامخةً بحضارتها وإرثها الثقافي واليوم ونحن نشاهد السوريين يداً واحدةً لإنقاذ إخوتهم في الإنسانية من دون تفرقةٍ، من دون تمييزٍ، هو مؤشر عودة الروح عودة المحبة وهذا هو السر الحقيقي في قيامة سورية جديدةٍ متجددةٍ.

أما العالم بأسره فكان على موعد مع اختبار الذات وكشف الحقائق فكذب عشر سنين خلال الأزمة لم تعد صالحةً اليوم ولا يوجد مبررٌ لعدم رفع العقوبات الجائرة على الشعب السوري، أين الضمير الإنساني أفلا نتعظ من مصائب العالم؟

هل أنتم معصومون عن الشدائد والمصائب التي بأخلاقنا نحن السوريين لا نتمناها لعدونا.

عودوا إلى ضمائركم فعّلوا إنسانيتكم!

نحن نمر بظروفٍ عصيبةٍ نعم محزنة نعم لكن أقولها لكل إخواني السوريين في الداخل والخارج لنكن مثالاً للأخوة ولنعطِ العالم بأسره دروساً بالإنسانية وكيف أننا قادرون على الصمود قادرون على النهوض فوق أحزاننا وفوق آلامنا ودون أدنى إمكانيات سوى تعاضدنا ومحبتنا ومشاعرنا لنصنع غداً مشرقاً مفعماً بالأمل…

المايسترو أندريه معلولي

ارفعوا الحصار

لوين رايحين.. من قلب مفعم بالحب لوطنه اصرخ بملء فمي وأرفع صوتي: ارفعوا الحصار عن بلدي سورية.. بلدي الآمن، بلدي الكريم، بلدي الذي وقف مع كل قادم إليه، فتح ذراعيه وصدره وأبوابه بحب..

ترفعون الحصار عنها إذا كان في قلوبكم ذرة إنسانية ارفعوها.. سورية بلد السلام والأديان

الفنان مظهر الحكيم

إلى الغيورين والشرفاء

الرحمة لأرواح الذين قضوا في الزلزال الذي هز بلادنا وكسر قلوبنا والشفاء العاجل لكل المتضررين…

لا يسعني إلا القول: إن ما حل بنا هو حدث جلل… حدث مهيب…

كارثة على جميع المستويات وخاصةً ضمن الإمكانيات الضعيفة لبلد خارج من الحرب

لكن في الوقت نفسه، ما شهدناه من محبة الناس لبعضها ولهفتها وتحدي كل الظروف لتقديم المساعدات كل بما يستطيع به، يؤكد أن الشعب السوري هو شعب كريم، شهم، أخلاقه العالية مجبولة مع الدم منذ أن خلق وهذا ليس بعيداً فقد عرف هذا عنه على مر التاريخ.

اليوم واجبنا أن نقف إلى جانب بعضنا بكل السبل المادية والمعنوية، يجب أن نكرس الحب ومعنى التضحية من خلال مواقف تُترجم على الأرض…. وأن نستمر بتلك المساعدات ونحرص على استمرارها حتى تزول هذه الغيمة السوداء التي تجتاحنا وألا نتأثر بمن يحاولون إفراغ هذه الجهود الكريمة والجبارة من معانيها النبيلة كل الشكر لمن وقف إلي جانبنا وساندنا من الأشقاء وكل الشكر لكل فرد لم يبخل أبداً بتقديم العون والمساعدة لإخوته في المحافظات المنكوبة..

مع تمنياتي بأن تتعافى سورية بالقريب العاجل بهمة أبنائها الغيورين، الشرفاء…

المايسترو عدنان فتح الله

الأخوة خريطتي

هذي القديسة.. أمي!
هذا القديس.. أبي!
.. ومهدي هذي الأرض
كالغرسة جئت.. وأنا جذع بين الأشجار
غابات الأخوة خريطتي
ولحائي.. معطف روحي
والورد، الزهر، الأغصان، الأوراق.. قميصي!
.. القمر صديقي .. ونشيدي
هذي الشمس!

د. نزار بني المرجة

تحقيق المستحيل

هي مأساة عظيمة فيها ألم شديد ووجع كبير وفقد للأحبة
هي كارثة إنسانية تحمل في طياتها آثاراً نفسية كبيرة وأوجاعاً لدى كل أسرة.
المأساة السورية متراكمة بسبب الإرهاب والحصار والزلزال الذي يُعد أكبر كارثة طبيعية بالعصر الحديث.
هي كتابة بالدم في الذاكرة لصور لن تنسى ولن تمحى مع الزمن.
هي عار على كل من يتردد أو يتخاذل أو يضع الأعذار لعدم المساعدة والتخفيف من المعاناة.
فيها نخوة وشهامة شعب سوري جبار عظيم يلاحقه الموت أينما ذهب ومع هذا كانوا أمام المصاب الجلل يد واحدة تعمل على مساعدة من تبقى.
ما يدفعنا نحو النجاة هي تلك الأيادي البيضاء الممدودة القادرة على تحقيق المستحيل والنهوض من تحت الركام.
كل من قدم المساعدة لسورية يُعبّر عن إنسانيته وحبه لسورية.
معاً الإنسانية أكبر.. معاً لرفع العقوبات عن الشعب السوري فالحياة تليق به

المخرج المهند كلثوم

لكِ اللـه يا سورية التي ستضمدُ جراحَها

امتدّت اليدُ إلى القلم تريدُ وصفَ هولِ المشهدِ، فوجدتْ أمامَها وتينَ القلبِ مقطوعاً، كان غارقاً في بحارِ الألمِ، متقلّباً في أمواجِ النّزفِ، ولم يصرفْهُ انشغالُهُ بألمِهِ الهائلٍ عن دفعِ القلمِ ليتولّى قيادةَ دفّةٌ الكتابةِ بأصابعِهِ المبتورةِ التي لم تكفَّ عن الارتعاشِ.

قالَ الوتينُ: أرثي لكٍ يا سورية الوجعِ المعجونِ بجثثِ ضحايا الزّلزالِ الذي هبِّ عليكِ ريحاً صرصراً عاتيةً، الوجعِ المتّكئ على أشلاءٍ جرحى باتت الأنقاضُ مُسعفَهم بعد أن عجزتْ فرقُ الإنقاذ عن الوصولِ إليهم لانتشالهم من تحت ما تراكم فوقهم من حجارةٍ وحديدٍ.

وسألَ الوتينُ بحرقةٍ: ألم يشهدْ هذا العالَمُ الذي يدّعي الانتسابَ إلى الإنسانية ما أصابَ سورية من أهوالٍ وأرزاء ومِحنٍ؟!.

أما آن أن يعلنَ أولئك المتحجُرة قلوبُهم رفعَ الحصارِ عن سورية؟!

مساعدات متواضعةٌ أتتْ تمشي على استحياءٍ، لن تخفي حقيقة قسوةٍ تلك الدّول التي جارتْ على سورية المنكوبة.

أهلُ سورية اتّحدوا قلباً واحداً وساعداً مفتولاً وهمّةً عاليةً في مواجهةٍ زلزالِ القرن، ولم ينسوا وقوف مَن وقفَ معهم من الدّول العربيّة الشّقيقة ودول العالم الإنسانيّ الصّديقةِ، العالمِ الذي سمعَ أنين المنكوبين؛ فسارعَ إلى نجدتِهم.

آن الأوان يا من قستْ قلوبهم فهي كالحجارةِ أو أشدّ قسوةً لكي تستغفروا لذنوبكم، والخطوةُ الأولى في الاستغفار إعلان رفعِ الحصار عن سورية، فسارعوا إلى اتّخاذ هذه الخطوةِ.

لكِ اللـه يا سورية التي ستضمّدُ جراحَها بهممِ وعزائمِ أبنائها.

د. جهاد محمّد طاهر بكفلوني

سورية والحضارة

إلى من ليس لهم تاريخ ولا حضارة، إلى دولة المرتزقة التي لا تعرف إلا السلاح والمال والقتل والتدمير والدماء، نخاطبكم نحن أصحاب التاريخ والحضارات منذ آلاف آلاف السنين، من عندنا خرجت الأديان والعقائد، من عندنا الأنبياء والرسل والفكر، من عندنا الحب والورود، من عندنا السلام والخير، من عندنا كتاب اللـه الذي جمع الكتب السماوية كافة التي أنزلها اللـه، من عندنا الأجراس تقرع، من أراضينا الشموع، وكلام اللـه من أجل الإنسان ورحمة له، من أراضينا موسى وعيسى ومحمد أصحاب الرسائل، رسلنا وأنبياؤنا وأسيادنا الذين نقدسهم ونقدس ما نشروه وبثوه في نفوسنا وفيه المحبة والخير والسلام، ومن كتاب اللـه الذي هو كتابنا ودستورنا ومنه آيته الكريمة: «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير» صدق اللـه العظيم.

لماذا لا ترحمون من في أرض الله؟!!! تقتلون وتنهبون وتدمرون التاريخ، دمرتم آثار الحضارات وساهمتم في تشويه تاريخ الشعوب، وقتلتم إنسانية الكتب المقدسة التي أنزلها اللـه، وفرقتم بين الأنبياء، وأسلحتكم الفتاكة قضت على الكبير والصغير والرضيع هل أنتم بشر؟!!!

لماذا تحتلون أراضينا؟! لماذا تقتلون خيرة بشرنا؟! لماذا تسرقون نفطنا وغازنا؟!!! لماذا تنهبون ثرواتنا؟!!!

ليرفع الطغاة أيديهم وليرفعوا الحصار والعقوبات عن سورية الإنسان.

المخرج بلال صابوني

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن