ارتفاع ضحايا الزلزال إلى 444 وفاة في حلب منها 237 امرأة … زيادة في المحروقات والغاز المنزلي وانتقادات لقرار العودة إلى المدارس تدريجياً من اليوم
| حلب- خالد زنكلو
تفاقمت تداعيات الزلزال المدمر، الذي ضرب حلب فجر الإثنين الماضي، مع ارتفاع عدد ضحاياه ومصابيه، وزيادة عدد الأبنية المهدمة، التي عمد مجلس مدينة حلب إلى تقويض أساساتها المعرضة للسقوط، وكذلك إخلاء أبنية أخرى عديدة من سكانها بسبب التشققات والتصدعات فيها.
وتفرغ بعض سكان المناطق الأكثر تأثراً من الزلزال لاسيما أحياء الصالحين وبستان القصر والكلاسة والفردوس والمشارقة وصلاح الدين وسائر أحياء شرق المدينة، لتفقد بيوتهم وشققهم السكنية بعد ورود أنباء عن عزم مجلس المدينة، إثر صدور تقارير لجان السلامة العامة التي شكلها، على هدمها أو إخلائها من قاطنيها.
وقال رئيس الطبابة الشرعية في حلب الدكتور هاشم شلاش لـ«الوطن»: إن إجمالي ضحايا الزلزال الذي أتى على 54 مبنى وشرد آلاف الأسر إلى مراكز الإيواء، بلغ حتى ظهر أمس 444 وفاة، حصة النساء منهم 237 وفاة مقابل 204 وفيات للرجال.
وأشار شلاش إلى أن عدد الطفلات من الإناث اللاتي لقين حتفهن من جراء الزلزال، وصل إلى 90 ضحية، على حين وصل عدد الأطفال من الذكور إلى 73 ضحية بمجموع مقداره 163 وفاة بين الأطفال.
ولفت إلى أن الطبابة الشرعية سلمت 433 ضحية إلى ذويها بعد التأكد من شخوصهم، فيما لا تزال تحتفظ الطبابة بجثث 8 أشخاص لم يتم التعرف عليهم بعد، وهم 5 نساء مجهولات الهوية ورجلان وطفل واحد مجهول الهوية.
وأفاد مصدر في مديرية المخابز بحلب لـ«الوطن» بأن الأفران مستمرة بتوزيع الخبز وبشكل مجاني على 94 مركز إيواء للمتضررين من الزلزال في مدينة حلب، التي تضم 235 مركزاً، قابلة للزيادة كل يوم مع هدم أو إخلاء أبنية جديدة يضطر ساكنوها للتوجه إلى المساجد والكنائس والمدارس والصالات الرياضية التي خصصت للإيواء.
وفيما يخص العملية التعليمية، انتقد أولياء أمور لـ«الوطن» قرار مديرية التربية بالعودة التدريجية للمدارس الآمنة، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، وحسب تقارير اللجان الهندسية المشكلة لهذه الغاية لفحص المدارس العامة والخاصة.
وكان مجلس الوزراء قد ترك لمديري التربية وبالتنسيق مع المحافظين، تقييم الأوضاع في محافظاتهم والعمل تدريجياً على إعادة الدوام فيها. وجرى تنسيق مديرية التربية مع محافظ حلب وشكلت لجان هندسية لتقييم الواقع الإنشائي لجميع المدارس العامة والخاصة في المدينة والريف.
وقررت تربية حلب نشر أسماء المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة تباعاً لبدء العودة التدريجية للآمن منها، الأمر الذي أثار استهجان الأهالي الذين طالبوا بتعليق الدوام في المدارس طوال الأسبوع الجاري، بشكل مبدئي، أسوة باللاذقية التي لم تنل دماراً واسعاً مثل حلب بفعل الزلزال.
وأوضح أولياء أمور طلاب مدارس أن وجود مدارس آمنة لا يعني أن كادرها التدريسي والإداري قادر على الدوام فيها، وكذلك التلاميذ الذين قد يكونون داخل مراكز إيواء مع ذويهم، وفي مناطق بعيدة عن تلك المدارس ولا يمكنهم الوصول إليها أو اصطحاب مستلزمات الدراسة.
وعلى صعيد توافر المحروقات في الأيام التي أعقبت وقوع الزلزال، بين مصدر في فرع محروقات حلب (سادكوب) لـ«الوطن» أنه جرت تلبية ومواكبة جهود الاستجابة الإغاثية للمدينة، عبر تغطية حاجات مراكز الإيواء من المحروقات مع آليات الإغاثة والإسعاف وباقي القطاعات العامة والخاصة، لاسيما التي ساهمت بعمليات رفع الأنقاض وجهود الإنقاذ.
وكشف المصدر أن «سادكوب» زودت مراكز الإيواء بأكثر من 50 ألف ليتر، إضافة إلى 600 ألف ليتر حصة القطاعات العامة، ونوه إلى أن فرع محروقات حلب على استعداد لتلبية المتطلبات مباشرة، بموجب كشوفات اللجان التي تتفقد مراكز الإيواء، حيث وزعت كميات بشكل مجاني ودفعت الجهات الطالبة للمحروقات قيم مخصصاتها، وذلك بعد رفع عدد الطلبات الواردة إلى حلب إلى نحو 25 طلباً يومياً.
كما جرى رفع الطاقة القصوى للإنتاج اليومي من مادة الغاز المنزلي بحلب من 14 إلى 20 ألف أسطوانة، إثر رفع وتيرة العمل وعلى مدار ورديتين لتخفيض مدة استلام الرسالة، التي تتراوح بين 50 و55 يوماً، بعد أن كانت تتراوح بين 55 و60 يوماً قبل حدوث الزلزال، وفق قول المصدر.