ثقافة وفن

مثقفون ومبدعون ينادون برفع العقوبات الجائرة عن سورية … يكفينا كل هذا الدمار وبحر السواد الذي لا ينتهي

استمرار الهوية

الهوية الجامعة هي سر بقاء المجتمعات واستمراريتها، كم اهتزت هويتنا في السنين الأخيرة كم أحسسنا أن السياسة والانتماءات الضيقة شققت جدران وطننا.. لتأتي هذي الفاجعة وتجعلنا في مواجهة الطبيعة لتزلزلنا فنقوم معاً…

وهنا نعم هنا، قلنا نحن شعب له كينونته وقادر أن يكون على قلب واحد يسند أفراده بعضهم بعضاً دون التفات لانتماء أيّاً كان…

هذا الشعب يقف اليوم ليقول للعالم أجمع، كفى.

ارفعوا عنا الظلم، دعونا نعش.

نعم دعونا نعش، كم هي بسيطة هذه الجملة وصعبة المنال اليوم.

عقدٌ من التهجير والحرب وسرقة مواردنا وتشتيتنا ومعاقبتنا!!!

أريد بيتي، أريد أن أعلم ابني، أريد أن أحيا بكرامتي، أريد سلاماً.

هذه نداءاتنا فارفعوا عقوباتكم عنا…

منذ القدم منحنا هذه الأرض الخبز والحرف، امنحونا اليوم حق الحياة الكريمة.

المخرج جود سعيد

سورية والوفاء الدائم

حلفتُ بالشام هذا القلبُ ما همدا

عندي بقايا من الجمر الذي اتقدا

نعم يا سورية الحبيبة مازلتِ جمرة متقدة في القلب الذي تناهبه جور الطغاة القادمين من ظلمات القبور ويبدو أن الجذوة لا تريد الانطفاء والخمود وتأبى الانفكاك من الظلم حتى من الطبيعة المعاندة والمشاكسة والمحركة لوجع القلوب.. فيا سورية ويا شعبها الجريح الحزين وجدتكم كل القلب لا بعضه، وأن مصابكم مصابنا وحزنكم حزننا، نحن الذين نقول ونعيد قول شاعركم البدوي الكبير..

ليس بين العراق والشام حدٌ

هدمَ اللـه ما بنوا من حدودِ

وما أراني في هذين اليومين إلا جريحاً مقطعاً وأنا أرى جثث الضحايا وأشلاءها من أحبتنا وأشقائنا السوريين متناثرة تحت ركام البنايات المهدمة جراء الزلزال العنيف الذي اهتزت له المشاعر المتقدة بالحب والمخضبة بعشق سورية، التي مازلنا نحفظ لها ذلك الوفاء العظيم ومازلنا مغرمين بها حتى الرمق الأخير ونقول فيها:

هــــذي الــشــآمُ مـنيعــةٌ بصــفائـها

ولــغير جــبّــار الســما لا تــركـعُ

فصبراً صبراً أحبتنا في سورية أيها المفجوعون بهذه النكبة العظيمة وبهذا الفقد الكبير لأحبابكم،

وها نحن في بصرة الخير والعطاء وفي النجف الأشرف وكل عراقكم الأشم نقف خاشعين أمام صبر سورية بمصابها الكبير وندعو الضمائر الحية في العروبة وأحرار العالم أن يقفوا بوجه الظلم فقد آن الأوان أن يعلو صوت الجميع برفع الحصار المقيت الغاشم الذي فرضه الطغاة على شعبنا السوري الأبي العظيم.

البصرة – محمد مصطفى جمال الدين

للعمل والتكاتف

أصبحنا يوم6/2 على وقع زلزال عنيف قد ضرب البلاد وأحدث خسائر فادحة في الأرواح والماديات، حدثٌ جلل ومصاب كبير لابدَّ فيه أولاً أن نقدم خالص العزاء لأهالي الضحايا والمنكوبين، ونسأل اللـه أن يكتبهم بين الشهداء، وأن يعافي المصابين جميعاً..

اليوم نحن بحاجة لأن نتكاتف ونعمل كلٌّ بما يستطيع، صاحب المال بماله وصاحب الهمة بهمته، «فمثل المؤمنين في تعاضدهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

هذا أوان الخير، علينا كلنا أن نبادر ونعين إخواننا، وأقلُّ واجب إن لم نقدر على الإعانة أن نظهر تعاطفنا ونكثر من الدعاء لهم، فألمنا واحد ومصابنا واحد..

النقطة الثانية عملنا منذ اليوم سيكون على إعادة بناء الإنسان من جديد، وهذا دورنا نحن كناشرين، في الأيام القادمة سنقدم مبادرات خاصة لأهالينا في الأماكن المنكوبة، وخاصة أطفالنا الذين مرّوا بهذه التجربة والمعاناة الصعبة..

علَّنا نستطيع أن نقدم لهم ما هو مفيد بعد هذه الحادثة القاسية علينا جميعاً.

رئيس اتحاد الناشرين
هيثم الحافظ

رَبّاهُ لُطفاً بِأَهْلِ الشّامِ

قُلْ لِلزَّلازِلِ لا تَثوري ها هُنا

إِنَّ الشّآمَ ثَخينَةُ الآلامِ

فَنَحيبُها في النّائِباتِ مُزَلْزِلٌ

وَرَضيعُها والأَهْلُ تَحتَ رُكامِ

رَبّاهُ ارحَمْ ضَعفَ قَوْمٍ لَمْ تَزَلْ

أَشلاؤُهُمْ في شِدْقِ جُرحٍ دامِ

عَصَفَتْ بِهِمْ ريحُ الأَعادي فِتْنَةً

عَبَثَتْ بِنَبْضِ وَشائِجِ الأَرحامِ

«عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها»

وَزَلازِلٌ غَدَرَتْ بِأَرضِ الشّامِ

وَلْتَنْصُروا أَهْلَ الشّآمَ فَإِنَّهُمْ

نَصَروا الشُّعوبَ لِمَحقِ كُلِّ ظَلامِ

بِرّوا بِها بِرّاً يَليقُ بِهِمَّةٍ

سَهِرَتْ لِمَجْدٍ وارِفٍ بَسّامِ

هِيَ حِصنُكُمْ لِلْمَجْدِ فاستَوْصوا بِها

خَيْراً يَفيضُ بِعِزَّةٍ وَتَسامِ

الشاعر د. أكرم جميل قُنْبُس

الممسكون بهذا التراب

في ليلة من بدايات السعود
من سعد دبح
اهتز كل شيء
حتى هذه الأرض التي كانت ثباتنا الوحيد المطلق
اهتزت
في أقل من دقيقةٍ واحدةٍ
دفنت أحلامٌ ضحلةٌ
قضت تحت الركام أناتٌ محبوسةٌ وخيباتٌ..وقصص انكساراتٍ
وأملٌ باهتٌ
اهتزت بنا هذه الأرض….
وسنبقى بها ممسكين
بأصابعنا الباردة
بعيوننا التي تعودت النور الشحيح
بقلوبنا الدافئة رغم هذا العتم القارس
في هذه الظلمة المنسكبة دونما قاعٍ
هناك شموعٌ تومض
شموعٌ متفرقةٌ
لكنها كثيرةٌ
شموع يوقدها الممسكون بهذا التراب
بمبادراتهم
بتحركهم العفوي والصادق رغم كل الضيق
شموعٌ موقدةٌ تخبرنا أن الحياة ستبت دوماً
ودوماً ستزهر في أرض موت

الشاعر الدكتور بيان السيد

بعثت الروح الأصلية

هذه المأساة الكارثية بعثت الروح الأصيلة للشعب السوري وأظهرت أخلاقه النبيلة في أروع صور التضامن والتعاضد والتعاون.

آن أوان استيقاظ الضمير العالمي ووجدان الإنسانية جمعاء وإطلاق صرخة حق وعدل لرفع العقوبات الجائرة عن الشعب السوري الصابر على نحو نهائي وشامل.

الكاتب إياد محفوظ

تتفتت الصخور لما أصابنا

هل جربت أن يسقط قلبك من بين أضلاعك؟
ولا أعني ذلك مجازاً، بل بفعل حقيقي محسوس ومعاش.

لست أكتب كلمات جزافاً تعكس ما حل ببلدي وأهلي وأحبتي فحسب، بل هي مرايا روح آلمتها الحرب، وأوهنها الحصار، واستبد بها الخوف من الغد الذي ما انفك يتوعد بالمزيد من العذاب والمعاناة… ثم جاء زلزال جديد، وكأن الزلازل التي ما فتئت تهز كياناتنا وأرواحنا منذ عام ٢٠١١ كانت غير كافية لتتعب قلوبنا التي ما عرفت إلا الحب، وما نبضت إلا بالإيمان بالإنسان: مطلق الإنسان.

الكم الهائل من البأساء والضراء التي مستنا تنوء بها الجبال، وتتفتت لها الصخور، وتدمع لها حتى الحجارة الصلدة.. وقليلة.. وليست معبرة، بل قاسية تلك الكلمات التي تبوح بمكنون الألم في صدري وصدور كل أبناء بلدي وصدور الشرفاء في العالم كله… لكني أعلم اليقين أن الفينيق ليس أساطير، والعنقاء السورية التي ولدت من الرماد ليست خرافة، وما كانت كذبة قط.. بل هي حقيقة جامحة يؤكدها ويعيشها ويؤمن بها أهلي وأبناء بلدي كل يوم وكل حين، وكلي إيمان بأنهم – بحبهم لبعضهم، وبمدنيتهم التي حضّرت الدنيا، وإنسانيتهم التي أغدقت على البشرية كلها الحب والخير والجمال والمثل والأخلاق والحضارة- قادرون على أن يقفوا على أقدامهم من جديد، ليشكلوا- كما شكلوا منذ الأزل- شعاع حب وحق للناس كل الناس في مشارق الشمس ومغاربها.

لاشيء يجعلنا عظماء مثل ألم عظيم.

الفنانة مي مرهج

سورية لا تستحق ما يحدث لها

«أعزي أهالي الضحايا الذين قضوا وأقول إن ما حدث ربما أكبر من تأثير زلزال، الزلزال حدث بداخلنا أكثر ما يكون فقط زلزالاً على الأرض، وهذا الحدث جديد علينا، نحن شعوب مسالمة لا نتوقع مثل كوارث كهذه في بلدنا، والشعب السوري بعيد عن ماهية هذه الكوارث، كنا نسمع بها عالمياً في أماكن مختلفة، لذلك كان الحدث غريباً علينا وربما نحن أقل الشعوب احتياطاً له، وأتمنى أن يكون هذا الزلزال هو نقطة تحول لأشياء كثيرة بداخلنا، لأن الكوارث لا تأتي فقط لتكون كوارث هي تأتي أيضاً للتغيير، وربما نتعلم منها وننتقل إلى مرحلة أهم».

وأضاف: «سورية على مر العصور كانت هي القلب الحنون لكثير من الشعوب التي تعرضت بلدانها لحروب وكوارث، أتمنى أن تكون المعاملة هذه الفترة بالمثل لأننا بحاجة إلى شعوب أخرى تقف معنا، وأتساءل هل كان يجب أن يحدث لدينا زلزال حتى ترفع عنا العقوبات؟!». أما آن للضمير العالمي والعربي أن يصحو لأن سورية لا تستحق ما يحدث لها»؟

الموسيقي رضوان نصري

ليتحرك الضمير العالمي

«بداية أترحم على الضحايا، الكارثة كبيرة توجع الروح وتدمي القلب، نحن شعب مؤمن وتعودنا على الأزمات الصعبة، حيث رزحنا لمدة 12 عاماً تحت وزر حرب كونية وفرضت علينا عقوبات أكثر من طاقة أي إنسان على تحملها، ومع ذلك تعايشنا وقطعنا كل الظروف الصعبة بيد واحدة وقلب واحد، وكنا مثلاً وقدوة بصمودنا وفشّلنا كل من راهن على قوتنا وصمودنا، لذلك بكل تأكيد ستمر هذه المحنة والتجربة الصعبة مثل غيرها».

وأضم صوتي إلى كل مواطن سوري برفع العقوبات عن بلدنا لأننا اليوم بكارثة حقيقية إنسانية دمرت عوائل بأكملها ويتمت أطفالاً وهدمت منازل من المفروض أن تحرك الضمير العالمي الذي يدعي المثالية والمحافظة على حقوق الإنسان، وأشكر كل الدول الصديقة وكوادر الإنقاذ الذين تكاتفوا مع السوريين وكانوا معنا قلباً واحداً».

الفنانة إيناس لطوف

ليتحرك الضمير العالمي

في حضرة الموت وهذا السكون الذي يخيم على كل الأنفاس التي صمدت أياماً تحت الركام، كأن ذلك الركام رحماً أخذهم إلى رحمة الله، لا نزال نبحث عن أنين ولا نزال نبحث عن بقايا أمل، أن نجد رئة تلتقط الأنفاس، ولكن لأن الجميع تأخر والجميع لم يساعد أهل سورية بالسرعة المطلوبة.

طبعاً لأننا نحن تحت الركام تحت العقوبات تحت السياسات التي تعاقب شعباً لا ذنب له سوى أنه سوري، سوى أنه لا ذنب له بحرب هوجاء.

نحن اليوم شعب كأي شعب في بقاع الأرض كلها، من لحم ودم، لدينا كل الحقوق لنعيش، إننا طاقة، إننا نحتاج لحقوق وعدل، افتحوا قلوبكم لنا وأنادي الشعوب أولاً قبل الحكومات والسياسات، افتحوا قلوبكم أيها الشعوب، طالبوا لنا أن ترفع العقوبات نهائياً عن سوريا، نحن شعب جبار.

ارفعوا العقوبات عن سورية ويكفينا كل هذا الدمار وبحر السواد الذي لا ينتهي ولن ينتهي.

التشكيلية سنا الأتاسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن