رياضة

كرويو العالم يواسون مصابنا و(الفيفا) يعرب عن حزنه وألمه … الرياضيون يطالبون: ارفعوا العقوبات الظالمة عن سورية … حملة واسعة للتبرع بالدم من رياضيي العاصمة

| ناصر النجار

الأسرة الكروية في العالم أعربت عن تضامنها وألمها مع المصاب الذي حدث بالزلزال العنيف الذي أصاب محافظاتنا الشمالية والساحلية وألحق الأذى النفسي والمعنوي والمادي، وخلف الكثير من الضحايا والمصابين إضافة إلى الكثير من الناس التي أصبحت بلا مأوى بعد أن فعل الزلزال ما فعل في الكثير من الأبنية والمساكن.

وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني أنفانتينو أرسل برقية تعزية إلى الاتحاد السوري لكرة القدم قال فيها:

(علمت بصدمة وحزن عميق بالزلزال العنيف الذي ضرب سورية في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين 6 شباط، ما تسبب في دمار واسع النطاق وموت الآلاف من الناس وإصابة الكثيرين بالنيابة عن (الفيفا) وبالأصالة عن نفسي أود أن أتقدم بأحر التعازي إلى العائلات التي تأثرت بهذه الكارثة الطبيعية وكذلك تضامني مع الشعب السوري في هذه اللحظات بالذات، إنه وقت صعب، قلوبنا وصلواتنا مع جميع العائلات والمجتمعات المتضررة، نأمل أن تكون رسالة التضامن هذه بطريقة ما مصدر دعم وراحة في هذه الأوقات الصعبة للغاية، ويرجى الاطمئنان إلى أن (الفيفا) قريب منكم، تفضلوا بقبول فائق الاحترام).

كما وصلت إلى الاتحاد السوري لكرة القدم العديد من الرسائل والبرقيات التي أعربت عن عزائها وتضامنها مع الشعب السوري في مصابه الجلل وكان في مقدمة الشخصيات:

الشيخ سلمان بن إبراهيم بن حمد آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب آسيا وعدنان درجال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم وحمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم وياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وجبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وويبي هبويت رئيسة الاتحاد الإنكليزي وفيرنانديز غوميش رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم وأولادزيمير بازانو رئيس اتحاد بيلاروسيا لكرة القدم وفيكو زيلكو فينش رئيس اتحاد البوسنة والهرسك وكازي محمد صلاح الدين رئيس اتحاد بنغلادش لكرة القدم.

وكان وصول المدرب العالمي الأرجنتيني هيكتور كوير إلى سورية لتدريب المنتخب الوطني الأول في يوم الزلزال وقد أعرب عن حزنه الشديد بالمصاب الأليم ورفض إجراء أي لقاء إعلامي مبرراً ذلك بقوله: اليوم لا يجب الحديث عن كرة القدم.

ويجتهد اتحاد كرة القدم منذ فترة لا بأس بها من أجل رفع الحظر عن ملاعبنا، ورفع الحظر عن أموالنا المجمدة في الاتحادين الدولي والسوري، وخصوصاً في حال وجود هذه الأموال فإنها ستساعد على إصلاح ملاعب كرة القدم وإعادة تحديث بنيتها الأرضية وملحقاتها وتأمين كل المستلزمات.

وهذا المصاب الجلل لم يجعل الصوت الذي ينادي برفع العقوبات عن الكرة السورية صوت اتحاد الكرة فقط، بل صار صوت كل الجماهير الرياضية التي نشرت على كل مواقعها وصفحاتها الفيسبوكية: ارفعوا العقوبات الظالمة عن سورية.

من جهة أخرى قامت الأسرة التحكيمية في دمشق ما تضم من حكام متقاعدين وحكام على مختلف الدرجات ومقيمي الحكام بحملة للتبرع بالدم للمساهمة في تخفيف ألم المصابين والمشاركة في عملية شفائهم، وحملة التبرع بالدم هذه لم تقتصر على المعنيين بكرة القدم، فقد قام بها العديد من الرياضيين بمختلف الألعاب وكذلك الأندية الرياضية.

حملات الأندية

أندية دمشق كلها كانت يداً واحدة في تقديم العون والمساعدة والإغاثة، بداية من نادي قاسيون وصولاً إلى الفيحاء ودمر والمجد والنضال وميسلون والوحدة وغيرها من الأندية التي ما بخلت بجهد إلا وسخرته دعماً للمنكوبين ومشاركة في آلامهم وأحزانهم ومصابهم الأليم.

وبرز في هذه المحنة نادي الوحدة الذي اجتمع في مقره عدة فرق من المجتمع المدني التي تطوعت للعمل في مساعدة المنكوبين وجعلت نادي الوحدة مقراً لها لتجمع فيه المساعدات، وقد تجمع في النادي العديد من المتطوعين الذين فرزوا الأغذية والأدوية والألبسة وغيرها من المستلزمات لتصل إلى طالبيها من دون عناء ودون بحث أو ترتيب صالحة للتوزيع الفوري.

وقام محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي بزيارة موقع نادي الوحدة واطلع على كل الترتيبات والإجراءات المتخذة وأثنى على جهود الجميع وشكرهم على أدائهم.

والفرق التي عملت بنادي الوحدة هي: فريق الوحدة للإغاثة وفريق مشروع قلب واحد ومشروع أحمد الإنساني ومشروع (عشو عم تدور) وفريق صمود الوطن التطوعي.

هذه المجموعات سيرت عدداً من القوافل إلى حلب واللاذقية وما زالت مستمرة في هذا العمل حتى اليوم ولن تنتهي إلا بانتهاء المحنة.

أما نادي النضال فقد قام بالعديد من الأعمال الخيرية من جمع المال والمساعدات من رياضيي النادي وجماهيره والمجتمع المحيط بالنادي وقدم هذه التبرعات المالية والعينية إلى فرع دمشق للاتحاد الرياضي العام ليتم إدخالها مع القوافل التي نظمها الفرع إلى المحافظات المنكوبة.

وفي بادرة طيبة قام نادي النضال بحملة تبرع بالدم، بدأها بفريق كرة القدم، وعلى التوالي بقية الألعاب بحيث حضر رياضيو نادي النضال بشكل يومي في بنك الدم.

رفعت الشعار عضو الإدارة بنادي النضال قال لـ«الوطن»: مستمرون بالعمل في هذه البادرة الإنسانية ولن نتوقف، وأبواب النادي مفتوحة لأي عائلة منكوبة، فالنادي جهز أكثر من مكان في هذه المنشأة من أجل إيواء أي عائلة قادمة من أي محافظة منكوبة، وهذا واجب وطني لا فضل فيه لأحد على أحد، فواجبنا يلزمنا بتقديم الدعم والمساندة لكل أبناء شعبنا الذين تعرضوا لأذى الزلزال ففقدوا أهلهم وأسرهم ومحبيهم وبيوتهم ومصدر رزقهم.

مواقع إلكترونية

يتواصل العديد من المواقع الإلكترونية الرسمية الخاصة بالأندية أو المقربة منها بنقل الأخبار الرسمية الخاصة بتبعات الزلزال والعمليات الإسعافية والإغاثية ودورها في كل هذه الجوانب إنساني وإيجابي.

وفي أحد المواقع المقربة من نادي جبلة نشر ما معناه (بتصرف): شكراً لكل الرياضيين في سورية، شكراً لكل أنديتنا، ماذا سنقول للفرق الرياضية التي ستزور ملعب البعث لتلعب مستقبلاً مع جبلة بالدوري أو أي مسابقة رياضية، لن نقول إلا أهلاً وسهلاً بكم في جبلة، أنتم أصحاب الأرض ونحن الضيوف.

نحن وغيرها من جماهير الأندية سنلعب مبارياتنا على أساس التنافس الأخوي الشريف، لن نشتم الآخرين، ولن نشتم الحكام، هذه الأزمة علمتنا الكثير، علمتنا أن سورية واحدة بكل آلامها وآمالها وأحلامها وأزماتها، علمتنا أن شعبنا أصيل وكريم وذو مروءة، ستبقى كذلك، وأثق أن كل جماهيرنا ستكون كذلك في كل ملاعب سورية بدءاً من ملعب الباسل والبعث والحمدانية والجلاء وصولاً إلى دير الزور في الشرق وإلى ملاعب درعا والسويداء في الجنوب.

الرياضيون قوة لا تلين وعزيمتهم من حديد، ومرة أخرى نجد أن الأزمات تعلمنا وتكشف عن مدننا، وأن الأزمات تقوينا ولا تضعفنا، فالرياضيون يداً بيد سيتجاوزون هذه الأزمة بكل مآسيها وسيعودون قوة في سبيل الوطن ورفعته وعزته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن