ثقافة وفن

الأنوار المعطَّلة … الشعوب المستضعفة لن تترك للريح عليها أن تداوي نفسها بنفسها

| ضحى مهنا

أين الفكر الغربي اليوم؟ هل أضعفته السياسة الحمقاء؟

هل أطفأ الغرب أنواره وسار تائهاً وراء الولايات الأميركية يتخبط ويتزاحم ويطلق أصواتاً متلعثمة؟ أين اختفى السياسيون والمثقفون والمفكرون والأدباء والفنانون في الغرب؟ هل أطفأ الغرب أنواره؟ هو الذي لم يعرف الغنى والثراء سوى ثراء الفكر وكانت ثروة هائلة لا تقدّر، وأما رفاهيته فجاءت كما يعرف الجميع من استعمار الشعوب الأخرى ونهبها وخاصة منها الإفريقية.

أين المظاهرات التي كانت تندد بسياسات الدول القاهرة للشعوب، وكان يقودها مفكرون وأدباء وفنانون؟ ماذا تفعل اليوم تلك النخبة في أوروبا وأميركا، أم إن تأثيرها المناهض بات ضعيفاً أمام سطوة السياسة وإغراء المجد والثراء؟ ألا يتابع أولئك أخبار الدمار الذي خلّفته الطبيعة والتي تتنافس والإنسان في سباق الجنون؟ هل غيّبت وسائل إعلامهم المضلّلة العملاقة مشاهد نكبة الزلزال في سورية وأبقت على نكبة تركية؟ هل وصلتهم آهات المعذبين المنكوبين في تركيا ولم تصلهم أصوات السوريين المتوجعة؟

من الثابت وصار من المؤكد أن ثمة ازدواجية في قرارات بعض الدول المتباهية بقوتها وثرائها، ولكن أن يصل الحقد إلى التمييز بين آهات تركية وحسرات سورية، فتسارع الدول إلى نجدة الأتراك وتستدير عن إغاثة السوريين والشعبان وقعا في مصاب واحد أليم وكبير؟

إنه التمييز البغيض والجريمة الفاضحة المبكية والمضحكة.

هل كانت أوروبا وأميركا كذبة كبيرة صدقها الآخرون ولا يزال بعضهم مأخوذاً بسحرها الزائف ولا يريد أن يسمع بنفاقها الصارخ؟ لا بد أن أوروبا وأميركا قد أطفأتا الأنوار أو تكاد فأصابهما العماء الأخلاقي.

وأما الشعوب المستضعفة فلن تُترك للريح، ما عليها سوى مداواة جراحاتها بنفسها إن رجعت العقول والضمائر، فأذنت بذلك، وثمة الأصدقاء ودورهم العظيم وقد أحسنت سورية دائماً اختيار أصدقائها ولم يخذلوها أبداً، فالشعوب لبعضها تتعاطف وتتضامن ويغيث بعضها بعضاً، والصداقات بين الدول تشبه صداقات البشر هي كلها زهور لا تذبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن