قضايا وآراء

«الجمهوريون» وترامب والانتخابات القادمة

| دينا دخل الله

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية يظهر الرئيس السابق دونالد ترامب مجدداً ليحدث جدلاً ليس فقط في صفوف منافسيه الديمقراطيين بل أيضاً في صفوف حزبه الجمهوري، فقد طالب الكثير من الجمهوريين وداعميهم أن يقوم الحزب بإبعاد دونالد ترامب عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، وما يخشاه الجمهوريون أن يقوم ترامب باستغلال وضع الحزب المنقسم والفوز بترشيح الحزب كما حصل في انتخابات ٢٠١٦ ما سيكلف الحزب الرئاسة والكونغرس.

يرى أغلب الجمهوريين أنه على الرغم من فوز ترامب عام ٢٠١٦ وسيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس، إلا أن هذه المرة لن تكون النتيجة نفسها لعدة أسباب لعل أهمها التحقيق الذي تقوم به السلطات الفدرالية مع ترامب، والذي عرّض مرشحيه في الانتخابات النصفية للكونغرس لخسارة فادحة.

دعا أريك ليفين أحد كبار جامعي التبرعات للجمهوريين، الحزب للتخلي عن ترامب منذ انتخابات ٢٠٢٠ وقال «يجب إيقاف ترامب فهو سيدمر كل شيء، دونالد ترامب خاسر فهو أول رئيس منذ هربرت هوفر ١٩٢٩-١٩٣٣ يخسر الرئاسة والكونغرس في آن واحد».

ليس أمام الجمهوريين الكثير ليفعلوه حسب ما يراه بعض المحللين، وقد تكون الإستراتيجية التي استخدمها الديمقراطيون مع جو بايدن إحدى هذه الحلول، فقد اعتبر الديمقراطيون أن هزيمة ترامب حاجة مُلحّة تفوق كل الاعتبارات بما في ذلك تلك المتعلقة بالإيديولوجيا والرؤية والكفاءة والأسلوب، لذلك اعتبر المانحون والمثقفون الليبراليون أن جو بايدن هو الفائز ما أدى إلى انسحاب معظم منافسيه وتأييده.

يستطيع ترامب خلال الانتخابات التمهيدية تأمين 31 بالمئة من الأصوات ما قد يساعده على الفوز في انتخابات حزبه كمرشح للرئاسة، لذلك ربما يكون الحل الأفضل لمنع فوزه هو تحالف منافسيه في الانتخابات الحزبية كتحالف نيكي هايلي، المندوبة السابقة لواشنطن في الأمم المتحدة مع حاكم فلوريدا رون دي سانتيس.

لعل أكبر مشكلة يعانيها الجمهوريون ومانحوهم أنهم لا يملكون خطة ثابتة ولا مرشحاً يستحق أموالهم، قال توم راث، وهو جمهوري قديم من نيو هامبشاير: «إن الجمهوريين متحمسون للغاية لهزيمة جو بايدن، وهم يعتقدون أنه إذا فاز ترامب في الانتخابات التمهيدية بنسبة 40 بالمئة من الأصوات سيخسر بشدة أمام بايدن، وأعتقد أن هذا النقاش سيتسارع في الفترة القادمة، ونأمل فقط ألا يكون الوقت قد فات بحلول ذلك».

يبدو أن الانقسام الحاد بين تيارين داخل الحزب الجمهوري، مسؤول بشكل مباشر عن عدم قدرة الحزب في تقديم مرشح قوي قادر على الفوز في الانتخابات، فهل سنشهد نسخة أخرى عن انتخابات ٢٠٢٠؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن