رياضة

ما لم تفعله السياسة!

| غانم محمد

تفوقت الرياضة على السياسة، وقالت كرة القدم كلمتها، وإن تشبعت بالحزن، ووقف العالم الكروي دقيقة صمت وحداد لأرواح ضحايا الزلزال في سورية وتركيا، ورُفع العلمان، السوري والتركي، في كل ملاعب العالم في الأسبوع الماضي..

كرة القدم، التي وحّدت العالم في نبضها، لا يمكنها أن تكون خارج مشاعر جمهورها، وهي الأكثر قدرة على احترام هذا الجمهور، وخاصة عندما لا يفرّق الجرح بين شخص وآخر أياً كانت الأسباب.

كرة القدم، التي عانت خلال الفترة القليلة الماضية من وجع (العنصرية) تعود إلى رشدها في هذا المصاب الجلل، وتعبّر عن رقيّها وقدرتها على توحيد العالم بدل تفرقته، شرط أن تتوافر فيها الإدارة العاقلة والإرادة الفاعلة.

محلياً، توقف النشاط الرياضي كلياً، وطرحت على مواقع التواصل الاجتماعي اقتراحات متنوعة لعودة هذا النشاط، وذهب البعض إلى الحديث عن إلغاء الموسم الرياضي المحلي بشكل نهائي، وأن الوقت غير مناسب للرياضة نهائياً، ولن نورّط أنفسنا بأي مقترحات، لكننا نتمنى ألا يتجاهل أي قرار رياضي الواقع العام في بلدنا، ليس من جهة عدم جاهزية الملاعب وحسب، وإنما الجانب النفسي في الموضوع، وندرك تماماً أن هذا الأمر سيكلف الأندية مالياً تجاه اللاعبين والمدربين المتعاقدة معهم، ولكن الكلّ سيقدّر الموقف، والاتحاد الرياضي بإمكانه التدخّل لجهة تخفيف الأعباء عن الأندية أو التكفّل بها، بحيث تحافظ الرياضة على وقارها، ولا تحضر في وقت يجب أن تغيب، وإن كان لا بد من استئناف النشاط الرياضي، فإن الوقت مازال مبكراً، ويمكن أن يحكم العقل عودته، وتأطيره، وأن يكون تحية محبة وسلام لأرواح من رحلوا عنّا، وتضامناً مع المتضررين مالياً وجسدياً ونفسياً.

بكل الأحوال، فإن ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين، وما جسدته الأندية والجهات الرياضية المختلفة في مساعدة الناس، متجاوزةً حساسية المنافسات يؤكد أن (الدم لا يصبح ماء)، وأن الشدائد تجمعنا على قلب واحد، وهذا ما كان، وهذا ما يجب أن يستمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن