شؤون محلية

بيوت دمشق القديمة مقاومة للزلازل … محافظ دمشق يجول في «ساروجة».. ونائبه لـ«الوطن»: 100 كشف على الأبنية يومياً ونسبة عالية من التشققات «قديمة» ولا تشكل خطورة

| فادي بك الشريف

تفقد محافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي حي ساروجة والأبنية القديمة التي بحاجة إلى ترميم واستمع من الأهالي إلى طلباتهم المتعلقة بهذه الأبنية.

ودعا كريشاتي المديرين المعنيين في المحافظة لتقديم التسهيلات اللازمة والدعم الفني والإجراءات المطلوب اتخاذها لرفع الضرر عن هذه الأبنية وتأمين السلامة الإنشائية لها بهدف الحفاظ على سلامة القاطنين وعلى الطابع التراثي لها وضرورة استخدام المواد التقليدية فيها.

وفي السياق أكد نائب محافظ دمشق المهندس علي المبيض لـ«الوطن» إجراء أكثر من 100 كشف على المباني في مختلف الأحياء للتأكد من سلامتها وخاصة بعد تشكيل 9 لجان مشتركة للطوارئ بمحافظة دمشق وفرع نقابة المهندسين بدمشق.

وأكد المبيض أن كل لجنة تجري نحو 15 كشفاً يومياً خاصاً بتقييم الحالة الإنشائية والفنية للمباني وتقدير السلامة الإنشائية، وتقديم الدعم الفني للوحدات الإدارية، وإجراء التجارب اللازمة في مخبر نقابة المهندسين مجاناً، علماً أن المحافظة تؤكد زيادة عدد اللجان وتوسيع عملها وتوزيعها على كامل قطاعات المدينة مع السرعة في الاستجابة للمواطنين لطمأنتهم والمعاينة الدقيقة وتوصيف الحالات وتقديم الدعم الفني اللازم.

وحول مخاوف المواطنين من استمرار حدوث الزلازل وانعكاسه على البنية الإنشائية للمباني، طمأن نائب المحافظ بأن نسبة عالية جداً من التشققات التي تم الكشف عليها في أحياء دمشق هي عبارة عن تشققات قديمة ولا تشكل أي خطورة على الجملة الإنشائية للمباني، مع متابعة المحافظة لأي شكاوى أو اتصالات.

وأضاف المبيض: هناك العديد من المواطنين يتصلون يومياً على الخط الساخن وذلك من باب الخوف والهلع، وهم محقون في ذلك، لكن نسبة مرتفعة من الكشوفات تؤكد أن التشققات بسيطة ولم تمس الحالة الإنشائية للمبنى، علماً أن اتصالات المواطنين هي من باب الاطمئنان وذلك بعد استمرار الهزات الارتدادية، بما فيه رصد جميع نداءات الاستغاثة نتيجة عوامل الخوف من بعض المواطنين.

وحول ما أشيع بأن تكلفة أي تدعيم هي على نفقة المواطن، أكد المبيض أن كل حالة من الحالات تنظر على حدة وهناك حالات استثنائية يتم التعامل معها من المحافظة، علماً أن عمل المحافظة هو عمل مؤسساتي بقرارات وقوانين نافذة، مع متابعة واقع جميع الحالات.

ولفت نائب محافظ دمشق إلى سعي المحافظة إلى بث الطمأنينة بين الأهالي من دون أن تعمد إلى تكليف المواطنين أي أعباء إضافية ليست بمقدورهم على الإطلاق، ذاكراً أن عدد الكشوفات اليومية يعتبر كبيراً على مستوى الجغرافيا السورية بمختلف عمل اللجان المشكلة.

كما طمأن المبيض بالقول: استطاع المعماري الدمشقي أن يبني بيوت دمشق القديمة بالفطرة لتكون مقاومة للزلازل، بحيث يكون البناء مرناً، لكن هذا لا يعفي أصحاب البيوت في دمشق القديمة والشرائح التاريخية من إجراء أعمال الصيانة بشكل دوري، وخاصة أنها بحاجة مستمرة للصيانة، بما لا يسبب ضرراً للجوار والأملاك العامة، علماً أنه من المفروض أن تجري أعمال صيانة بشكل مستمر وليس فقط لارتباط الأمر بالزلزال.

ولفت المبيض إلى أن أبناء المحافظات السورية هبوا على الفور لمساندة ومؤازرة أشقائهم في المناطق المنكوبة، مع استمرار قوافل الإغاثة بشكل يومي للمحافظات اليومية ناهيك عن التبرعات المادية واستقبال مختلف التبرعات العينية، منوهاً بتضافر جهود جميع الجهات والدور الملموس لاتحاد الجمعيات في دمشق مع الدور الوطني للمجتمع الأهلي.

هذا وبالتعاون مع محافظة دمشق، أرسلت جمعيتا الشباب الخيرية ونور للإغاثة والتنمية عيادة طبية متنقلة مع طاقمها الطبي إلى محافظة حلب لدعم جهود القطاع الصحي في علاج المصابين من جراء الزلزال، حيث تقدم العيادة المعاينات الشاملة وتصوير الإيكو والكسور والرضوض وحالات اختناق وجلسات للرذاذ وتقديم الأدوية.

كما أن العيادتين الطبيتين المتنقلتين، التي أرسلتهما الجمعيتان بالتعاون مع المحافظة إلى مدينة جبلة مع كوادرهما الطبية، مستمرتان بتقديم الخدمات الطبية على مدار الساعة من جلسات للرذاذ وتجبير الكسور والمعاينات الشاملة وتصوير الإيكو، إضافة للقيام بتوسيع خدمات المساعدات الإنسانية والإغاثية للأهالي المتضررين من الزلزال بالقرى في ريف جبلة.

وكان اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق قد أطلق نداء إنسانياً لرفع الحصار الغربي عن سورية، حيث طالبت 550 جمعية خيرية في دمشق وريفها المجتمع الدولي بإنهاء العقوبات الأحادية القسرية على سورية من أجل إيصال المساعدات لمتضرري الزلزال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن