سورية

9 من الإمارات و3 من العراق ومثلها من ليبيا واثنتان من روسيا.. وقافلة مساعدات يمنية إلى اللاذقية .. وأخرى من جمهورية الشيشان الروسية إلى حماة.. وحزب الله يطلق الدفعة الثانية من «رحماء» 167 طائرة مساعدات حطت في سورية حتى أمس والقوافل البرية تواصل عبور الحدود

| موفق محمد - منذر عيد- وكالات

تواصل قدوم المساعدات المقدمة من الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة، حيث حطت 17 طائرة في المطارات السورية 9 منها إماراتية وثلاث عراقية ومثلها ليبية واثنتان روسيتان، حملت مئات الأطنان من المساعدات، ليصل بذلك عدد طائرات المساعدات الواصلة إلى البلاد منذ وقوع كارثة الزلزال حتى مساء أمس 167 طائرة، في حين استمرت قوافل المساعدات البرية بالقدوم إلى البلاد. وفي التفاصيل فقد وصلت ثلاث طائرات عراقية إلى مطار اللاذقية الدولي تحملان مساعدات إغاثية للمتضررين من الزلزال، وذكر القائم بأعمال السفارة العراقية في دمشق ياسين شريف الحجيمي، أن الطائرات الثلاث حملت ما مجمله بين 65 إلى 75 طناً من المواد الإغاثية من البطانيات والفرش والمواد الغذائية والطبية.

وأشار الحجيمي في تصريح خاص لـ«الوطن» إلى أن وفداً عراقياً رفيع المستوى من وزارة الخارجية العراقية والأمانة العامة لمجلس الوزراء ورئيس هيئة الحج والعمرة «بمرتبة وزير» كانوا برفقة الطائرات، والتقوا بمحافظ اللاذقية عامر هلال ومدير صحة اللاذقية، وتم الاطلاع على احتياجات المحافظة ليتم عرضها لاحقاً على الحكومة العراقية وخلية الأزمة.

وذكر الحجيمي، أن فريقاً إعلامياً رافق الوفد وعمل على توثيق الأوضاع في اللاذقية، ومستوى الأضرار التي تعرضت لها المدينة جراء الزلزال. كما دخلت قافلة مساعدات عراقية تتكون من 100 شاحنة وآلية عبر معبر البوكمال تحمل مواد إغاثية وغذائية وأدوية ومحروقات وسيارات إسعاف.

وفي السياق وصلت أمس 9 طائرات إماراتية إلى مطارات اللاذقية ودمشق وحلب، محملة بالمساعدات الإغاثية لمتضرري الزلزال، وذكرت وكالة «سانا» أن طائرة إماراتية وصلت صباحا إلى مطار دمشق الدولي، تحمل 87 طناً من المواد الغذائية والألبسة. وأشارت إلى أنه وصلت إلى مطار اللاذقية الدولي طائرتان إماراتيتان، حيث وضح مدير المطار زياد الطويل أن الأولى تحمل على متنها 26 طناً، والثانية 38 طناً من المواد الغذائية والإغاثية، بهدف دعم المتضررين في المناطق المنكوبة جراء الزلزال، في حين وصلت مساء طائرة ثالثة من الإمارات إلى مطار اللاذقية تحمل 50 طناً من المساعدات الغذائية. كما وصلت شاحنتان محملتان بـ51 طناً من التمور إلى معبر نصيب الحدودي مقدمة من دولة الإمارات لتوزيعها في المحافظات المتضررة من الزلزال، في حين تسلمت الأمانة السورية للتنمية 18 طناً من الأدوية مقدمة من شركة الجديد للصناعات الدوائية في الأردن عبر معبر نصيب الحدودي. كما وصلت طائرة مساعدات روسية إلى مطار دمشق الدولي تحوي 15 طناً مواد غذائية وألبسة، وطائرة روسية ثانية إلى مطار اللاذقية، على حين وصلت ثلاث طائرات من ليبيا اثنتان إلى اللاذقية وواحدة إلى دمشق.

وعلى خطٍّ موازٍ نقلت «سانا» عن وزارة الدفاع الروسية قولها في بيان لها أمس: إن «القوات الروسية المتواجدة في سورية قدمت أكثر من 2.5 طن من الأدوية، لمساعدة مستشفيات في مدينة حلب، حيث يتم علاج المصابين من الزلزال».

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو دعا القوات الروسية في سورية فور وقوع الزلزال إلى تقديم المساعدة لسورية في التعامل مع تداعيات الزلزال. من جهته أكد محافظ حماة، محمود زنبوعه، أن مواقف روسيا الاتحادية قيادة وشعباً تجاه سورية مشرفة، وهي تجسد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.

وأوضح أن قافلة المساعدات الروسية التي استلمتها حماة، من جمهورية الشيشان الروسية، هي تعبير عن تلك العلاقات وتجسيد لتضامن الشعب الروسي والشيشاني مع السوريين ووقوفهما معه في هذه الكارثة التي ضربت العديد من مدنه وقراه.

ولفت المحافظ إلى أن سورية عموماً وأهالي حماة خصوصاً يحفظون لروسيا وللشيشان هذا الجميل ومساعدتهم في نكبتهم الكبيرة، التي تضررت فيها الآلاف من المنازل والأبنية وخزانات المياه.

من جانبه بيَّنَ رئيس الوفد الروسي، عثمان عثمانوف، أن هذه المساعدات مقدمة من جمهورية الشيشان الروسية وبتوجيه من الرئيس رمضان أحمد قاديروف، لمساعدة الشعب السوري على تخطي هذه الكارثة وآثارها، وهي مؤلفة من 15 شاحنة 9 منها لمحافظة حماة، وهي محملة بالمواد الإغاثية والغذائية، ومولدات كهرباء وحليب أطفال.

وأوضح أن الشيشان برئاسة الرئيس قاديروف لن تتوانى عن تقديم أي مساعدة للشعب السوري والأسر المنكوبة والمتضررة من الزلزال، وهي كما كانت مع سورية في حربها ضد الإرهاب، هي معها اليوم في كارثة الزلزال. في غضون ذلك وصلت عصر أمس قافلة إغاثية من الجالية اليمنية في سورية إلى محافظة اللاذقية دعماً للمتضررين من الزلزال المدمر، بعدما انطلقت صباحاً تحت «شعار من اليمن إلى الشام كلنا مقاومة» من أمام السفارة اليمنية بدمشق.

وتتكون القافلة من ست شاحنات تحتوي وتتضمن 500 سلة غذائية و1065 قطعة من المفروشات المتنوعة بينها أغطية ووسائد وأسرّة متنقلة وأكثر من 500 صندوق دوائي ومستلزمات طبية و760 قطعة من الملابس الشتوية.

وتأتي القافلة في إطار التضامن مع الشعب السوري وتأكيداً على أواصر العلاقة بين اليمن وسورية. وقال السفير اليمني في سورية علي عبدالله صبري بتصريح للصحفيين بحضور «الوطن» قبيل انطلاق القافلة: إن القافلة الإغاثية تعد أقل واجب تجاه الشعب السوري الشقيق والحكومة السورية التي وقفت مع اليمن في مختلف المراحل والمحطات.

وأوضح، أن أبناء الجالية اليمنية في سورية ومن مختلف المحافظات شاركوا في جمع التبرعات المادية والعينية وكانوا إلى جوار إخوانهم السوريين في أثناء المراحل الأولى من عمليات الإنقاذ ومساعدة المنكوبين. وإذ طالب السفير اليمني برفع الحصار والعقوبات الأميركية عن سورية، أشاد بالدول التي سارعت إلى إغاثة سورية ولا تزال.

من جهته، أعرب رئيس مجلس الجالية اليمنية في سورية محمد ناجي العولقي عن تقديره لجهود أبناء الجالية اليمنية في تحريك هذه القافلة الإغاثية، وقال: لقد شاطرنا إخواننا في سورية هذا المصاب الجلل وما نقوم به ليس إلا جهد المقل، لكن مع كثير من المحبة والتضامن مع الشعب السوري.

وأوضح العولقي، أن الجالية تعمل أيضاً على ترتيب قافلة ثانية من المقرر أن تنطلق إلى محافظة حلب خلال الأيام القادمة. في غضون ذلك أطلق حزب اللـه في لبنان الدفعة الثانية من المساعدات الإنسانية والصحية والغذائية «رحماء» إلى سورية.

ونقلت قناة «الميادين» عن المدير العام للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، عدنان مقدّم أن «القافلة الثانية هي مساعدات شعبية وليست مخصصة من حزب اللـه فقط».

وأضاف مقدّم: إن «حزب اللـه قدَّم في هذه القافلة نحو 5000 حصة تموينية و5000 حصة مقدّمة، من الشعب اللبناني المقاوم للشعب السوري». بدورها أعلنت الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية أمس عزمها تكثيف قوافل وطائرات الإغاثة إلى تركيا وسورية؛ لمساعدة البلدين على تحمل تبعات الزلزال.

ونقلت وكالة «الأناضول» عن الأمين العام للهيئة حسين الشبلي قوله: إن «الهيئة الهاشمية تعمل على تجهيز قافلتين بريتين بعدد 14 شاحنة إلى سورية بالإضافة إلى طائرة مساعدات إغاثية إلى تركيا، سيتم تسييرها يوم غد، حسب قوائم الاحتياجات الواردة من البلدين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن